النبي محمد عليه الصلاة والسلام ووصفه كما جاء في قصة السيدة أم معبد

بحلول يوم الخميس القادم الموافق التاسع والعشرون من شهر أكتوبر يحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم بميلاد نبينا الكريم محمد صل الله عليه وسلم وقد ذُكر وصف النبي محمد عليه الصلاة والسلام في قصة وردت في العديد من الكتب الصحيحة والموثقة حيث تم وصفه صل الله على وسلم على لسان السيدة أم معبد وقد وصفته بأفضل وأبهي الأوصاف، تابعوا معنا في هذا المقال لتعرفو كيف وصفت السيدة النبي والمزيد من المعلومات عنه وسيرته الذاتية عليه الصلاة السلام.

النبي محمد عليه الصلاة والسلام

السيرة الذاتية لمحمد صل الله عليه وسلم:

ولد النبي المختار في 12 ربيع الأول تحديداً في عام الفيل في مكة المكرمة وكان من شعبة ابي طالب، توفي والده قبل مولده وكان عبد الله بن عبد المطلب ووالدته آمنة بنت وهب التي توفيت بعد مولد النبي صل الله عليه وسلم بست سنوات.

قام بتربيته بعد والديه جده عبد المطلب وكانت السيدة حليمة السعدية مرضعته وقد ذكر أن جميع الأغنام في البلاد في تلك الفترة كثر لبنها وكثر الخير فيها بسبب بركة ميلاد النبي الكريم.

اشتغل النبي الكريم في شبابه برعاية الأغنام مع عمه أبو طالب ثم عمل بعد ذلك بالتجارة وقد كان ناجحاً فيها لصفاته الكريمة وكان معروفاً بين أهل قريش بالصادق الأمين.

النبي محمد عليه الصلاة والسلامقصة النبي محمد عليه الصلاة والسلام مع أم معبد:

هذه القصة صحيحة تماماً وقد ثبت صحتها فقد أخرج هذ القصة الإمام الطبراني في معجمه الكبير والإمام الحاكم في مستدركه على الصحيحين وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.، كما قال الإمام الذهبي في التلخيص عنها أنها صحيحة وقال عنه الإمام ابن كثير في البداية والنهاية “والقصة مروية من طرق يقوي بعضها بعضًا”.

تروي القصة أنه عندما كان النبي مهاجرًا من مكة إلى المدينة ومعه أبو بكر وعامر بن فهيرة مولى أبى بكر ودليلهم عبد الله بن أريقط اشتد بهم العطش وبلغ الجوع بهم منتهاه جاءوا إلى أم معبد ونزلوا بخيمتها وطلبوا منها أن يشتروا لحمًا وتمرًا فلم يجدوا عندها شيئاً فنظر النبي في جانب الخيمة فوجد شاة فسألها: يا أم معبد هل بها من لبن؟ قالت: لا هي أجهد من ذلك (وتقصد بذلك أنها ضعيفة للغاية ولا يمكن حلبها)، فقال: أتأذنين لى أن أحلبها؟ قالت نعم إن رأيت بها حلبًا فمسح ضرعها بيده الشريفة وسمَّى اللَّه ودعا لأم معبد في شاتها فدرّت واجترّت فدعاها وطلب منها إناءً ثم حلب فيه حتى امتلأ عن آخره وقدَّمه إليها فشربت حتى رويت ثم سقى أصحابه حتى رَوُوا وشرب آخرهم ثم حلب ثانيًا وتركه عندها، وارتحلوا عنها.

فما لبثت إلا قليلاً حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أَعْنُزًا عجافًا هزالاً تسير سيرًا ضعيفًا لشدة ضعفها، فلمّا رأى اللبن عجب وقال: من أين هذا يا أم معبد والشاة عازب بعيدة عن المرعي حيال غير حامل ولا حَلُوبةَ في البيت؟ قالت: مرّ بنا رجل كريم مبارك كان من حديثه كذا وكذا قال: صفيه لى يا أم معبد.

وصف النبي محمد عليه الصلاة والسلام على لسان أم معبد:

قالت أم معبد واصفة النبي محمد صل الله عليه وسلم لزوجها:

رجلٌ ظاهر الوضاءة أبلج الوجه (وتقصد بذلك أن وجهه أبيض ناصع يشع الضوء من جبهته) حسن الخِلقة لم تُزْرِ به صِعلة (أى أن شعره كثيف لا يعيب رأسه أى شئ أو نحول في الوجه أو الجسم) ولم تَعِبْه ثجلة (تقصد لا يعاني من امتلاء البطن وانتفاخه) وسيمًا قسيمًا، في عينيه دَعَج (المقصود بالدعج شدة سواد العين)، وفى أشفاره عطف (أى أن رموشه طويلة وكثيفة) وفى عنقه سَطَع أي الطول وفى صوته صَحَل (بحّة)، وفى لحيته كثافة، أحور أكحل أزَجُّ أقرن (الزج تعني وجود تقوس في الحواجب وامتداد والمقصود بكلمة الأقرن ذو الحواجب المتصلة).

إن صمتَ فعليه الوقار وإن تكلم سَمَا وعلاه البهاء أجمل الناس وأبهاه من بعيد وأحسنه وأجمله من قريب حلو المنطق فصل لا نزر ولا هَدر وكأن منطقه خرزات نظم تَنحدر (أى أنه معتدل الكلام بيّن ليس بالقليل ولا بالكثير)، رَبْعَة لا تشنؤه من طول ولا تقتحمه العين من قِصر غصن بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظرًا (تقصد بذلك أبا بكر رضي الله عنه وابن أريقط) أحسنهم قدرًا له رفقاء يحفّون به إن قال أنصتوا لقوله وإن أمر تبادروا إلى أمره محفود محشود (أى يحبه أصدقاءه ويستمعون لأمره)، لا عابس ولا مُفنّد (المنفد هو الشخص ضعيف الشخصية والرأي).

فقال أبو معبد: هو واللَّه صاحب قريش الذي ذُكر لنا من أمره ما ذُكر بمكة ولو كنت وافقتُه لالتمستُ صحبته ولأفعلن إن وجدتُ إلى ذلك سبيلاً، فأعدت أم معبد وزوجها العدة كى يلحقا برسول الله في المدينة وهناك أسلما ودخلا في الإسلام.

النبي محمد عليه الصلاة والسلاممعجزات النبي صل الله عليه وسلم:

  • معجزة القرآن الكريم:

يعد نزل القرآن الكريم من أعظم معجزات النبي محمد صل الله عليه وسلم وعلى الرغم من أنه كان أمياً لا يكتب ولا يقرأ إلا أنه كان ينطق بألبغ الكلمات الواردة في القرآن الكريم حيث ستجد في القرآن أيات ومعجزات ونصائح صالحة لكل الازمان وذلك كما جاء في قول الله تعالى في سورة البقرة”ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ”.

  • رحلة الإسراء والمعراج:

تعد ليلة الإسراء والمعراج من أكبر معجزات النبي والدليل على صدق نبوته فقد استطاع النبي الانتقال من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في فلسطين كما صعد به الله إلى السماء العليا وكل هذا في ليلة واحدة وقد جاء ذلك في قول الله تعالى في سورة الإسراء “سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ”

عندما وصل النبي صل الله عليه وسلم إلى السماء السابعة بلغ لسدرة المنتهى رأي عندها الجنة ونعيمها والنار وجحيمها وعذابها وكلمه الله هناك وفرض على المسلمين الصلوات الخمس هناك كما رأي الملائكة وسيدنا جبريل بشكله الحقيقي.

بعد أن نزل الرسول صل الله عليه وسلم من السماء ذهب إلى المسجد الاقصى وهناك صلى فيه إماماً لجميع الأنبياء ثم عاد إلى مكة قبل طلوع الفجر وعندما حكى لقومه لم يصدقه المشركين فنزل قول الله تعالى “أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى*وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى*عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى*عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى*إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى*مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى*لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى”.

  • انشقاق القمر:

طلب أهل مكة المشركين من النبي صل الله عليه وسلم معجزة كبيرة حتى يتمكنوا من تصديقه فطلبوا منه أن يشق القمر ووعدوه بالإيمان به وتصديقه إن فعل ذلك فدعى النبي الله أن يشق القمر.

وبالفعل في الليلة الرابعة عشرة من نفس الشهر الهجري وكان القمر كان قد تم اكتماله وظهر بدراً في السماء قام الله عز وجل بشقه إلى نصفين لتتحقق معجزة النبي ويراها الجميع ولكن عندما حدث ذلك لم يؤمن به المشركون بل اتهمه بأنه سحر أعينهم واستمروا في طغيانهم وعندهم ،وقد جائت تلك المعجزة في القرآن الكريم وسميت سورة كاملة بأسمها وهي سورة القمر في قول الله تعالى”قْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ*وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ*وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ*وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّنَ الْأَنبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ*حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ”.

  • تفجر الماء من بين أصابعه:

كانت يدي النبي صل الله عليه وسلم مباركة فيحكى أنه وضع سهمة في بئر في غزوة حديبية بامتلأ بالماء ، كما روى جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- فقال: “عَطِشَ النَّاسُ يَومَ الحُدَيْبِيَةِ، ورَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ فَتَوَضَّأَ منها، ثُمَّ أقْبَلَ النَّاسُ نَحْوَهُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما لَكُمْ؟ قالوا يا رَسولَ اللَّهِ: ليسَ عِنْدَنَا مَاءٌ نَتَوَضَّأُ به ولَا نَشْرَبُ، إلَّا ما في رَكْوَتِكَ، قالَ: فَوَضَعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَهُ في الرَّكْوَةِ، فَجَعَلَ المَاءُ يَفُورُ مِن بَيْنِ أصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ العُيُونِ. قالَ: فَشَرِبْنَا وتَوَضَّأْنَا فَقُلتُ لِجَابِرٍ: كَمْ كُنْتُمْ يَومَئذٍ؟ قالَ: لو كُنَّا مِئَةَ ألْفٍ لَكَفَانَا، كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِئَة”.

  • تكليم الجماد والحيوان:

كان لنبي الله محمد صل الله عليه وسلم القدرة على محادثة الجماد والرد عليهم فقد كان الأشجار والأحجار تسلم عليه بعد البعثة وتقول له السلام عليك يارسول الله وكذلك الجبال.

وصف النبي عليه الصلاة والسلام