مسبار الأمل الإماراتي ينطلق نحو المريخ من اليابان

يعيش العالم العربي وخاصة دولة الإمارات الشقيقة حالة من الإثارة بسبب انطلاق مسبار الأمل إلى الفضاء حيث تم الإعلان عن موعد إطلاق مسبار الأمل في تمام الساعة 1:58 دقيقة صباح اليوم الإثنين بتوقيت الإمارات، ويعتبر مسبار الأمل هو أول مشروع فضائي عربي لإكتشاف كوكب المريخ وتم تصميمه بمركز محمد بن راشد للفضاء، وتتركز مهمة المسبار في اكتشاف الكوكب الأحمر ودراسة التغيرات المناخية على سطح الكوكب وكذلك دراسة تتابع الفصول على سطح المريخ وبذلك يعتبر المسبار هو أول مرصد جوي لكوكب المريخ.

تم منذ قليل بداية انفصال المسبار ليتم الإطلاق من قاعدة مركز تانيغاشيما للفضاء في اليابان ويبلغ وزنه 1350 كيلو جراماً، وقد انطلق المسبار على متن الصاروخ الياباني “إتش2-إيه” إلى المريخ وسيقطع المسافة من الأرض المريخ البالغة 493.5 مليون كيلو متر، وتستغرق رحلة المسبار للوصول إلى الكوكب الأحمر مدة 7 أشهر ومن المقرر وصول المسبار إلى مداره حول المريخ في شهر فبراير 2021،ومن الجدير بالذكر أن موعد الإطلاق قد تأخر حيث كان من المقرر إطلاق المسبار فجر الأربعاء الماضي وذلك بسبب سوء الأحوال الجوية.

مسبار الأمل
مسبار الأمل

وفي لقاء حصري لقناة أبو ظبي مع رائد الفضاء الياباني أشاد الرائد”كو إتش” بأهمية مسبار الأمل في معرفة جوانب أخرى من المريخ ورصد الغلاف الجوي للكوكب الأحمر بشكل موسع، كما أشاد بدور دولة الإمارات العربية في محاولة القيام بهذه الخطوة الهامة في بحوث الفضاء.

عند وصول المسبار إلى وجهته سوف يتم تقديم أول صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ وكذا إرسال بعض القياسات لمعرفة طقس المريخ ومعرفة أسباب ظاهرة هروب الأكسجين والنيتروجين للغلاف الجوي للمريخ، وتستغرق الصورة في وصولها إلى الأرض حوالي 13 دقيقة.

وعبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر نشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تغريده يقول فيها:

“تواصلت وأخي محمد بن زايد مع أعضاء فريق مسبار الأمل..فريق الإطلاق في اليابان وفريق مركز التحكم في الخوانيج .. مشروع تاريخي يقف خلفه شعب الإمارات ويترقبه مئات الملايين حول العالم”.

وفي تغريده جديدة لسمو الشيخ محمد منذ قليل أعلن عن نجاح انطلاق المسبار وكذلك نجاح إرسال أوامر التحكم من مركز العمليات في الخوانيج، ونجاح نظم الملاحة الفضائية بالإضافة إلى نجاح إطلاق الألواح الشمسية للمسبار ونجاح نظام الدفع وأضاف قائلاً: بدأنا رحلة 493 كم نحو الكوكب الأحمر اللهم هون سفرنا.

تغريده الشيخ محمد بن آل مكتوم

وقد أعرب العالم المصري دكتور فاروق الباز عن مدى سعادته بانطلاق المسبار الإماراتي في موعده وحسب ما تم التخطيط له كتجربة عربية فريدة في عالم الفضاء، وذكر الباز أنه قد تذكر لقاءه مع الشيخ زايد رحمه الله في أوائل السبعينيات من القرن الماضي وحديثهما معاً الذي تضمن رغبة “الشيخ زايد” في أن يحصل أبناء الإمارات من الذكور والإناث على فرصة التقدم والتميز العلمي وأن فريق العمل الخاص بمسبار الأمل رجالاً ونساءً قد أثبتوا تلك الرؤية.

تغريده دكتور فاروق الباز

وتقول”سارة الأميري” قائدة الفريق العلمي الإماراتي لاستكشاف المريخ” أن كل مرحلة من مراحل عم المسبار تعتبر تحدي كبير للفريق ولدولة الإمارات ككل وتستمر التحديات حتى يصل المسبار إلى مداره المخطط له واستقبال الرسالة الأولى من المسبار إلى مركز الأبحاث على الأرض”كما صرحت الأميري في حديث سابق لها أن مسبار دولة الإمارات هو رسالة أمل للإمارات والدول العربية وجميع دول المنطقة.

من الجدير بالذكر أنه تم الإعلان عن مهمة مسبار الأمل منذ عام 2014 وتم العمل على تجهيزه للمهمة لمدة 6 سنوات متواصلة حيث بدأ التصميم الأولي للمسبار في عام 2015 وتمت مراجعته عام 2016، وتم إنجاز 12 ألف مهمة عمل على مدار الست سنوات، بالإضافة إلى قيام الإمارات بعمل 15 شراكة علمية مع عدة جامعات ومراكز عالمية، وقد تم تجميع المسبار وتطويره عام 2018، بلغت ساعات العمل على المسبار 5.5 مليون ساعة عمل، كذلك تم عمل 200  تصميم لتقنيات جديدة ثم تم عمل الاختبارات على المسبار عام 2019، وعمل على  المسبار 450 مهندس وفني وخبير في علوم الفضاء.

أولى الصور التي ينقلها المسبار من الفضاء:

أول صورة يرسلها المسبار إلى الأرض

أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء عن وصول أول صورة من الفضاء بعد انطلاق مسبار الأمل في رحلته إلى كوكب المريخ، وبعدما بعُد عن كوكب الأرض بمسافة مليون كيلو متر وتوضح الصورة كوكب المريخ على بُعد كبير يشع نوراً في الفضاء، وبحسب ما جاء على الحساب الرسمي للمركز عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” فإن الصورة قد تم التقاطها بواسطة كاميرا تتبع النجوم الموجودة ضمن أنظمة الملاحة الفضائية الخاصة بالمسبار.

موعد عملية التوجيه القادمة للمسبار:

صرح مهندسو مسبار الأمل بالمحطة الأرضية لمراقبة مسبار الأمل بمركز محمد بن راشد بأن موعد التوجيه القادم لمسبار الأمل سوف يكون في شهر نوفمبر المقبل، وسيتم خلالها عمل اختبارات جديدة على أجهزة المسبار للتأكد من عملها بفاعلية وعدم وجود أية مشكلات، وقال المهندسون المسئولون عن متابعة مسار مسبار الأمل الإماراتي أن الاتصال مع المسبار يقل كلما بعُد عن الأرض متجهاً إلى وجهته وحالياً فإن الاتصال يتم مرتين أسبوعياً.

المسبار مجهز تجهيزاً كاملاً يؤهله للتعامل مع أية مشكلات طارئة قد تحدث أثناء الرحلة دون الرجوع إلى المحطة الأرضية الأمر الذي يُسهل من إجراء المهمة بنجاح، وقد أكد مهندسو المحطة الأرضية أنهم لم يواجهوا أية مشكلة فنية منذ انطلاق المسبار في رحلته إلى كوكب المريخ، وقد قاموا بإجراء العديد من الاختبارات على المسبار وتعريضه لظروف مشابهة للتي قد يواجهها أثناء الرحلة قبل الإطلاق.