أهالي مركز مشتول السوق يواجهون كورونا بالجهود الذاتية ونسب شفاء مرتفعة في وقت قياسي

سطر أهالي مركز مشتول السوق أقرب مراكز محافظة الشرقية إلى القاهرة ملحمة إنسانية رائعة في مواجهة فيروس كورونا حيث بدأت الأزمة بإصابة بعض العاملين من أهل المركز العاملين بمصانع العاشر من رمضان ومدينة العبور، ومع زيادة حالات الإصابة وتوقف بعض المصانع عن العمل دشن أهل المركز حملة لمساعدة عمال اليومية والعمال المتضررين من وقف المصانع والمصابين بمساعدات مادية وعينية عبر جروب أبناء مشتول السوق.

مع ارتفاع أعداد المصابين تم الإعلان عن حملة متطوعين للخير من جانب شباب مدينة مشتول السوق والقرى التابعة مثل قرية كفر إبراش وقرية نبتيت وقرية المنير وغيرها ومن خلال هذه المبادرة قام مجموعة من شباب مشتول بتسخير أنفسهم لمساعدة مصابي كورونا في العزل المنزلي سواء بتوصيل احتياجاتهم اليومية، أو توصيل الأدوية وأنابيب الأكسجين التي تم شراؤها بالجهود الذاتية من أهل مشتول.

كما سطرت سيدات مشتول نموذجاً رائعاّ لكرم نساء الشرقية وتعاونوا على تجهيز وجبات صحية يومياً وإرسالها لمرضى العزل المنزلي عن طريق شباب المتطوعين وتتضمن الوجبات الخضراوات والبروتين متمثلاً في “اللحوم والدجاج” وثمار الفاكهة والعصائر وعسل النحل المضاف إليه حبة البركة، وتغلف الوجبات بطريقة مناسبة بعد كتابة عبارات التشجيع للمرضى على التعافي ودعمهم نفسياً كي لا يتعاملوا مع المرض على أنه وصمة أو ما إلى ذلك وأنه ابتلاء من الله سبحانه وتعالى وسيكشف الغمة بإذنه وحده.

الوجبات المقدمة لمرضى العزل المنزلي

أيضاً تطوع أحد أهالي المدينة بفيلا يملكها متعددة الطوابق لتجهيزها كمكان لعزل مصابي كورونا ممن لا يوجد لديهم مكان مناسب لتطبيق العزل المنزلي وتعاون أهل المدينة على تجهيز الفيلا بالسرائر وأدوات التعقيم والتطهير اللازمة للوقاية، كما تطوع طاقم طبي لمتابعة الحالات في فيلا العزل.

كما تبرع أحد الأهالي بمبلغ مليون جنيه لشراء أجهزة الأشعة والمستلزمات الطبية اللازمة، وتبرع آخر بقطعة أرض يملكها لإنشاء مركز أشعة مجاناً أو بأجر رمزي لأهل المدينة.

وأعرب أهالي مشتول عن حزنهم لفقد المهندس رشاد أبو سالم منذ أيام والذي كان يدعم مستشفى مشتول والجانب الصحي في الخفاء بملايين الجنيهات على وحدة الغسيل الكلوي بمستشفى مشتول والحضانات وكذا مستوصف أبو سالم للأعمال الخيرية، كما كان يدعم الكثير من شباب المدينة بتوفير فرص عمل لهم.

أما عن مستشفى مشتول السوق المركزي فكانت تعاني من  ضعف شديد في الإمكانيات فتكاتف أهل المركز وقراه لدعم مستشفى مشتول المركزي عنه طريق لجنة جمع التبرعات لصالح مستشفى مشتول السوق ومرضى كورونا فتم تجهيز المستشفى بخطوط الأكسجين، وتبرع أكثر من شخص من أهل الخير بالأجهزة والمستلزمات الطبية وتم تجهيز مستشفى مشتول بأكثر من 50 سرير لاستقبال حالات كورونا المتوسطة بعدما تحولت المستشفى إلى مستشفى عزل.

لم يتهاون أطباء مشتول السوق في أداء دورهم في متابعة حالات الاشتباه سواء عن طريق الهاتف أو رسائل واتساب، كما حرص الأطباء وشباب المتطوعين على توعية الناس من خلال نشر منشورات عبر فيس بوك تحث أهل المركز على الالتزام بالتدابير الوقائية وكيفية التعامل مع حالات الاشتباه والإصابة، كذا توجيه المتطوعين إلى الأدوية اللازمة لكل حالة في العزل المنزلي، أما عن بطلات العزل بمستشفى مشتول من التمريض فحدث ولا حرج عن تفانيهم لعلاج أهل بلدهم.

خلال الأيام الماضية انحسرت أعداد المصابين بدرجة كبيرة في مشتول السوق وتم إعلان شفاء جميع الحالات الموجودة بفيلا العزل، وخروج معظم المصابين الذين تعافوا من كورونا بمستشفى مشتول المركزي حيث تم إعلان غلق الدور الثاني بمستشفى مشتول لتعقيمه لخلوه من المصابين وتجهيزه من جديد لبدء عمل العيادات بالمستشفى من جديد.

لا تكفي بضع كلمات للتحدث عن أهالي مركز مشتول السوق ووقوفهم على قلب رجل واحد رغم قلة الإمكانيات بل هي ملحمة وطنية وإنسانية تحتاج إلى مجلدات لسردها.