محمد مشالي “طبيب الغلابة” قصته! وتفاصيل رفضه لتبرع غيث وظهوره على برنامج قلبي اطمأن

هل فعلًا لا زالت الدُنيا بخير والناس للناس؟ هل أصبحنا في زمن وحشي لا يعرف إلا القسوة كما يقول بعض المحبطون، لا نظن ذلك.. فكما يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: “الخير في أمتي إلى قيام الساعة”؟، بمرور الأيام يتضح لنا جليًا أن الخير ما زال موجودًا والقلوب عامرة به، وأن العطاء موجود ولكنه عطاء خفي لا يدري به أحد ولا يعرفه أي شخص، هدفه الأسمى هو رضاء الخالق والتخفيف من وطأة هذه الحياة على تلك النفس البشرية المُنهَكة.

قصتنا التي نستعرضها معكم اليوم هي قصة طبيب الغلابة الدكتور “محمد مشالي”، خريج كلية طب القصر العيني بمحافظة الغربية تحديدًا مدينة طنطا، الذي كان والده فقيرًا على حد قوله، والذي قد أنفق أموال علاجه لتعليم ابنه، وأوصاه بالفقراء خيرًا، حتى صار كما هو الآن أسطورة ملائكية اسمها طبيب الغلابة.

كيف بدأت حكاية طبيب الغلابة؟

كما ذكرنا أن والده كان فقيرًا وأنه كان ينفق أموال علاجه لتعليم ابنه، ولإدخاله كلية الطب، وقد اشترط عليه الوالد أن يكون في عون الفقراء ويُساعدهم وأخذ عليه العهد بذلك وهو على فراش الموت، ولا زال ذلك الطبيب الشاب الذي اتخذ والده عليه عهدًا منذ سنوات عديدة ولا زال وفيًا بهذا العهد وهو الكهل الذي قد جاوز الثمانين، ويروي طبيبنا “الدكتور محمد مشالي” موقفًا من المواقف التي قابلته أثناء تعيينه في وحدة صحية في واحدة من قرى مصر الفقيرة، لعل هذا الموقف قد كان له الأثر البالغ في ذاكرة هذا الرجل، فيقول أن هُناك طفلًا كان مريضًا بالسكر وقد جاء له ويبكي بسبب الألم، ويطلب من والدته أن تقوم بمنحه حقنة الأنسولين، فما كان من والدته إلا أن قالت له: “لو اشتريت لك حُقنة الأنسولين فلن يأكل إخوتك اليوم”، لا زال ذلك الكهل يتذكر تلك الكلمات بعد مرور السنوات الطوال عليها لأن وقعها كان كبيرًا وقويًا على قلبه.

رفض طبيب الغلابة الكثير من الهدايا والتبرعات والعروض السخية التي كانت تأتي لمُساعدته، مؤكدًا أنه رجل قد نذر حياته لخدمة الفقراء، فهو يقوم بالكشف عليهم بأجور رمزية كانت قديمًا خمسة قروش وعشرة ووصلت الآن إلى عشرة جنيهات وخمسة في وقت يتجاوز أقل كشف للأطباء فيه المائة جنيه -على اقل تقدير- وهو في أحيانٍ كثيرة يفحص المرضى بالمجان، بل ويمنحهم الأموال لشراء الدواء، وهو رجل يُكرّس كل يومه في عيادته الخيرية الصغيرة في طنطا، الجدير بالذكر أن أحد رجال الأعمال قام ذات مرة بمنحه سيارة هدية ومبلغ مالي كبير فما كان منه إلا أن قام ببيعها وتبرع بجميع الأموال لصالح الفقراء.

ظهور الدكتور محمد مشالي على برنامج قلبي اطمأن

غيث صانع السعادة في برنامج قلبي اطمأن، قرر في ذلك اليوم أن يصنع سعادة من طراز جديد وأن يذهب إلى طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالي ليعرض عليه تجديد العيادة ونقلها في مكان أفضل بأحدث التقنيات الحديثة، ليُساعده في فعل الخير بشكل أفضل، وفي لفتة طيبة أن غيث لم يستطع مقابلة الدكتور محمد مشالي لانشغاله بحالاته، واستطاع إنزال الطبيب من عيادته بأعجوبة عندما أخبره أن هُناك حالة بانتظاره لم تستطع الصعود! ولمّا عرض عليه غيث المساعدة رفض الطبيب وأخبره قائلًا : “أنا مش هنتقل من العيادة دي إلى أن يتوفاني الله” “أنا كل حاجة بتكفيني” “أنا مش عايز عربية 10 متر ومش عايز بدلة بمليون ولا 10 آلاف جنيه” وغيرها من الكلمات التي توضح سجايا هذا الرجل الطيّبة، وقد اكتفى هذا الرجل بقبول هدية غيث البسيطة وهي السمّاعة الخاصة بالأطباء لفحص المرضى، مقترحًا عليه التبرع للجمعيات الخيرية لو أراد ذلك.