فيروس كورونا مقارنة بالإنفلونزا الأسبانية خسائرها وكيف تعامل العالم معها؟

الكورونا صنفت مؤخرا كجائحة حسب منظمة الصحة العالمية ولكن هل هناك أمراض اخري صنفت كذلك في القرن السابق؟ في هذا المقال سوف نتحدث عن الإنفلونزا الأسبانية وماذا حدث في وقتها كيف تعامل معاها العالم؟

انتشار الجائحة

انتشرت جائحة الإنفلونزا الإسبانية عام 1918 في نهاية الحرب العالمية الأولي قتل حوالي 50 مليون شخص, وصنفت علي أنها الجائحة الأكثر فتكا في التاريخ . يعتقد أن منشأها الصين وأنها انتقلت من الجنود الصينيين خلال الحرب العالمية الأولي إلي الجنود الأوروبيين والامركيين, تشبه الأعراض في البداية أعراض البرد العادية ثم سرعان ما تتطور إلي ضيق في التنفس وكدمات وتورمات في الوجه , تحول الوجه للون الأزرق, اسوداد الجسم ونزيف الانف وفي النهاية يموت المريض,, معظم الإصابات من فئة الشباب وسبب الموت لم يكن الفيروس نفسه وإنما التهاب رئوي حاد نتيجة الإصابة بعدوي بكتيرية .. يصف البعض تأثير الفيروس علي الرئتين بتأثير السلاح الكيميائي من شدة تدمير الرئتين.. انقسم المرض إلي 3 موجات , الأولي كموجة البرد العادي أما الثانية كانت قاسية لدرجة موت الشاب قوي البنيان خلال 24 ساعة فور أصابته, الموجة الثالثة تشابه الثانية في ضراوتها لكن عودة الجنود المحاربين إلي بلدانهم حجمت من انتشار الفيروس.

خسائر الإنفلونزا الأسبانية

  • موت من 20 إلي 50 مليون , وأصابه 500 مليون شخص حول العالم في هذه اشهر فقط.
  • انخفاض الناتج المحلي العالمي بنسبة 5% ووصل في البلدان الفقيرة إلى 50% وانخفاض معدل دخل الفرد عالميا 12%.
  • توقف وتعطيل المدارس والمصانع والكنائس وغيرها كما توقفت حركة الترام والسكك الحديدية نتيجة نقص العمال الأصحاء في ذلك الوقت .
  • توقف وتعطيل المصانع والشركات وتغييب العمال عن العمل لعدم وجود عمال أصحاء أيضا .
  • نتيجة كثرة الوفيات انخفض متوسط الأعمار في الولايات المتحدة إلي 12 سنة .

كيف تعاملت الدول مع الإنفلونزا الإسبانية

  • التباعد الاجتماعي أو الحجر المنزلي أو العزل المنزلي كلها مصطلحات ذات معني واحد وهو يعد اكثر وسيلة فعالة قللت من تأثير الفيروس وانخفضت نسبة الوفيات بشكل كبير بعد تطبيق العزل أو الحظر.
  • العزل أو الحجر الصحي للمصابين, لمنع انتشار الفيروس بين الأشخاص الإصحاء .
  • فرض قيود علي حركة الأشخاص وسلوكياتهم وتنفيذها بشكل صارم كاعتبار البصق في الأماكن العامة أمر غير قانوني .
  • إغلاق المدارس والمسارح والكنائس وغيرها من الأماكن العامة .
  • توجيه الناس بارتداء القناعات وعدم المصافحة, وعدم لمس الكتب.

لكن ما الفرق بين الإنفلونزا الأسبانية وفيروس كورونا Covid-19 ؟

لم يعرف الناس عام 1918 أن سبب الإنفلونزا فيروس, ولم يكن لديهم لقاحات أو مضادات حيوية لمواجهتها, بينما الآن يعلم الجميع ما هو فيروس كورونا Covid-19 وتوجد العديد من مضادات الفيروسات التي يمكن استخدامها للتخفيف من شدة المرض, وجاري تطوير لقاحات للعلاج.

في عام 1918 لم يعلن الحجر الصحي أو العزل المنزل بالدول التي كانت تشارك بالحرب وقتها إلا متأخراً بالرغم من انتشار المرض خوفا من توقف مصانع الأسلحة أثناء الحرب, وبعد العزل قلت نسبة الوفيات حتي انخفضت في بعض الأماكن إلي 50% بينما بدأت في الوقت الحالي إجراءات العزل والحجر الصحي منذ أن تبين انتشار الفيروس Covid-19 .

لم يكن لدي الناس في عام 1918 أنترنت ووصول المعلومات وأخبار انتشار الفيروس Covid-19 كان متأخراً, بينما الآن يعلم الجميع مراحل تطور فيروس كورونا Covid-19 لحظة بلحظة في كل مكان حول العالم.

في عام 1918 لم تكن هناك مضادات حيوية ولقاحات للمرض, بينما يوجد الآن مئات الأنواع من العقاقير ومضادات الفيروسات وجاري تطوير الكثير منها لاستخدامها في علاج فيروس كورونا.

في الإنفلونزا الإسبانية أدي العزل أو الحجر المنزلي إلي حدوث شلل اقتصادي في كل القطاعات, بينما الآن في ظل فيروس كورونا Covid-19 يمكن للعديد من القطاعات العمل عن طريق الأنترنت دون الحاجة للخروج من منازلهم, مما يقلل من اثأر الحجر أو العزل المنزلي.

انتشر فيروس الإنفلونزا الأسبانية بين الشباب خاصة, بينما يؤثر فيروس كورونا Covid-19 بشكل عام علي كبار السن

ومن خلال موقعنا ثقفني.كوم نوجه رسالة إلي شعب العالم عامة والشعب العربي خاصة بالالتزام بمنازلهم لحين الانتهاء من هذه الجائحة الصعبة التي نمر بها وتجنب التجمعات ويارب سلمنا جميعا من هذا الوباء في اقرب وقت أن شاء الله.