قصة قرية سعودية أصابها الوباء قبل 71 عامًا وفرض عليها العزل الكامل

منذ 71 عاما تفشى وباء الكوليرا بين سكان قرية آل بلحي التابعة لمحافظة سراة عبيدة الواقعة في منطقة عسير بالمملكة العربية السعودية ، ويروي مواطنان من ساكني هذه القرية قصة فرض العزل الصحي الذي فرض على قريتهم في ذلك الوقت، فقد تفشى هذا الوباء بين سكان القرية وأدى إلى وفاة العشرات من أبناء تلك القرية.

وقد تسبب تفشي هذا الوباء في حالة من الذعر والخوف لسكان قرية آل بلحي، ولذلك وجب فرض الحجر الصحي على أهالى القرية، وتم إرسال الفرق الصحية المتخصصة لمعالجة المرضى المصابين بالكوليرا، وهذا ما تم عرضه داخل التقرير الذي قدمه برنامج يا هلا الذي يعرض على شاشة قناة روتانا خليجية.

وقد ذكر أحد المواطنين وهو شاهد عيان من سكان هذه القرية والذي حضر هذا الوباء، وهو الشيخ محمد بن جار الله إن المرض قد انتشر انتشارا سريعا، وانتشرت العدوى في جميع أنحاء القرية وتوفي أكثر من 70 شخصا، ما بين رجال ونساء وأطفال.

أسباب إنتشار وباء الكوليرا في قرية آل بلحي

رجع سبب هذا الوباء الذي أصاب هذه القرية إلى الحجاج الوافدين من بعض الدول مثل اليمن، باكستان، أفغانستان، الهند، ودول شرق آسيا، ومن المعروف هذه الدول أنها يكثر بها الأمراض والأوبئة وتنعدم فيها الرعاية الصحية، فقد انتقلت العدوى بمرض الكوليرا لهذه القرية في موسم الحج.

إجراءات الحجر الصحي لهذه القرية

ولكي يتم السيطرة على هذا الوباء كان لابد من وضع قرية آل بلحي تحت الحجر الصحي الكامل ومنع دخول وخروج أي شخص من وإلى القرية، وكان لابد من إرسال فرق طبية لمساعدة أهل القرية ومعالجة المصابين، وقد تم إرسال دوريات راجلة خيمت داخل القرية لإحكام السيطرة على الدخول والخروج منها، وذكر الشيخ محمد بن جار الله شاهد العيان أن سكان القرية كانوا متعاونين لأبعد الحدود، متجاوبين مع الإجراءات الوقائية، وقاموا بالالتزام والبقاء داخل منازلهم، وعدم الخروج منها إلا للضرورة القصوى.

وقد ذكر الشيخ محمد بن هيف آل سليم إن محافظ سراة عبيدة أثناء هذه الفترة قد أرسل خطاب لأهل القرية يخبرهم أن المرض معد، وطلب منهم ألا يختلطوا بأحد وعدم الخروج من القرية، كما ذكر بأن الإجراءات المشددة المتخذة في تلك الفترة كانت كافية بحصار الوباء وعدم انتشاره، ثم عادت الحياة الطبيعية إلى القرية في وقت قصير وتعافى الجميع.