صدمة أسواق النفط | تراجع في الطلب وتخمة في المعروض !
ضعف حاد و مفاجئ في الطلب يصاحبه تخمة كبيرة وغير مسبوقة في المعروض تُعد هي الأكبر في تاريخ صناعة النفط , هكذا هو الحال في أسواق النفط التي تشهد حالة نادرة من صدمة في الطلب وصدمة في المعروض في الوقت ذاته والتي انعكست علي أسعار النفط الخام التي فقدت حوالي ستون بالمائة من قيمتها منذ بداية العام .
فمن جانب الطلب علي النفط , تسبب تفشي عدوي فيروس كورونا في إغلاق دول بأكملها وفرض الحجر الوقائي و الصحي الذي عطل حركة النقل و المواصلات و التي تُعد المساهم الأكبر في الطلب بحصة تصل إلى ثمانية و خمسون في المائة بما في ذلك حصة سبعة في المائة في قطاع الطيران الذي توقف تماما في اكثر من دولة ناهيك عن توقف القطاع الصناعي الذي يشكل اكثر من ربع الطلب العالمي علي النفط يوميا .
صدمة مفاجئة دفعت بتزايد التوقعات بان يشهد الطلب العالمي علي النفط في أبريل انكماشا حادا بسبعة عشر مليون برميل يوميا في حين قد يتراجع بنحو خمسة ملايين برميل خلال العام الحالي 2020 علي افضل تقدير .
أما من ناحية المعروض فان توجه كبار المنتجين للتوسع في الإنتاج بعد فشل ” اوبك بلاس ” بالتوصل لاتفاق لكبح الإمدادات من شانه أن يؤدي إلى فائض هائل بأسواق النفط , ووفقا لمؤسسة ” آي اتش اس ماركت ” فان التخمة في المعروض ستصل لأعلي مستوياتها في التاريخ لتتراوح من 800 مليون برميل إلى مليار و 300 ألف برميل في النصف الأول من العام الحالي أي اعلي بأربعة أضعاف عن تخمة المعروض التي حدثت خلال فترة الستة اشهر بين عامي 2015 و 2016 عندما بلغت 360 مليون برميل .
وقد ينتج عن تخمة المعروض مشكلة أخرى تتمثل في ارتفاع حجم المخزون مما يضغط علي الأسعار فبعض التقديرات تشير إلى وجود حوالي 750 مليون برميل من المخزون النفطي في البحر أو البر في حين قد ترتفع إلى مليار برميل بسبب الوضع الراهن في الأسواق مما قد يتسبب بأزمة في أماكن التخزين .
تفشي عدوي فيروس كورونا والتغيرات التي تحدث في قوي العرض و الطلب قد تغير من شكل صناعة النفط مستقبلا لاسيما مع خروج منتجين من معادلة ألإنتاج .
تعليقات