المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام
عندما يذكر المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين ، يتبادر للأذهان مباشرة صورة مسجد قبة الصخرة المشرفة، لكن مسجد قبة الصخرة هو أحد المساجد داخل المسجد الأقصى ، و الذي تصل مساحته ١٤٤ ألف متر مربع.يشمل المسجد الأقصى عدة مساجد و مصليات و مآذن و قباب و مصاطب و مرافق أخرى.
يحيط بالمسجد الأقصى سور به ١٦ بابا، منها أبواب مفتوحة و أشهرها: الأسباط و حطة و المجلس و السلسلة و باب القطانين، و أخرى مغلقة و منها: الرحمة و التوبة و البراق و الباب المزدوج الذي يقع تحت جامع الأقصى، و يعتقد أن النبي صلى اللع عليه وسلم دخل منه ليلة الإسراء و المعراج.
المسجد الأقصى على مر العصور:
يعتقد العلماء ان نبي الله آدم عليه السلام هو الباني الأول للمسجد الأقصى.حتى هاجر اإليه سيدنا ابراهيم عليه السلام و قام بتعميره و صلى فيه هو ابنه إسحاق عليه السلام. توالت الأحداث حتى فتح القدس نبي الله داود عليه السلام و استلم الحكم منه نبي الله سليمان.
فضائل المسجد ألأقصى:
١-من فضائل المسجد الأقصى أنه أحد المساجد الثلاثة المفضلة التي لا يجوز شد الرِّحال بنية التعبُّد إلا إليها ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ : الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى [1].
٢- ثاني مسجد وضع في الأرض ، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلَ ؟ قَالَ : (( الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ قَالَ قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ : الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى ، قُلْتُ : كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا ؟ قَالَ :أَرْبَعُونَ سَنَةً ، ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ بَعْدُ فَصَلِّهْ فَإِنَّ الْفَضْلَ فِيهِ[2].
٣-قبلة المسلمين الأولى قبل نسخ القبلة وتحويلها إلى الكعبة ، فعن البراء رضي الله عنه قال :صَلَّيْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ – أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ – شَهْرًا ثُمَّ صَرَفَهُ نَحْوَ الْقِبْلَةِ[3].
٤-مسجد في أرض مباركة ، قال الله تعالى :سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ[الإسراء:1] . وقد قيل : لو لم تكن لهذا المسجد إلا هذه الفضيلة لكانت كافية .
٥-أرضه هي أرض المحشر والمنشر ، فعن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ ؟ قَالَ أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ[4].
٦- مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنه عُرج به إلى السماء.
٧-الصلاة فيه تضاعف.عن أبي ذر رضي الله عنه قال : تَذَاكَرْنَا وَنَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّهُمَا أَفْضَلُ: مَسْجِدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَوْ مَسْجِدُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ فِيهِ ، وَلَنِعْمَ الْمُصَلَّى ، وَلَيُوشِكَنَّ أَنْ لَا يَكُونَ لِلرَّجُلِ مِثْلُ شَطَنِ فَرَسِهِ مِنَ الْأَرْضِ حَيْثُ يَرَى مِنْهُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا أَوْ قَالَ:خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا[5]
٨-ورد في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللَّهَ ثَلَاثًا : حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ ، وَمُلْكًا لَا يَنْبَغِي لَأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ ، وَأَلَّا يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ أَحَدٌ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ إِلَّا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ )) فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( أَمَّا اثْنَتَانِ فَقَدْ أُعْطِيَهُمَا ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أُعْطِيَ الثَّالِثَة.
تعليقات