مايجب أن تعرف قبل الوقوع في الحب

الوقوع في الحب وكيمياء الحب تحدث بشكل مفاجئ وسريع جداً في جسم الإنسان ، فزادت الأبحاث بشكل ملحوظ للكشف عن الأسباب فتغير مشاعرنا من الحالة العادية إلي حاله الحب بشكل سريع نسبياً جعل العلماء يتجهون إلي الكشف عن سر المخ وكيمياء الجسم في خلق هذه الحالة ، التي عاده ما يصاحبها ذلك الإحساس بالسعادة نتيجة التغيرات العصبية والنفسية والعضوية .

الوقوع في الحب

كل هذه التغيرات تحدث عندما يقوم الجهاز العصبي بدورة في إفراز مواد كيميائية تسمي بالناقلات العصبية مثل الدوبامين ، وهو هرمون السعادة فهو احدي النواقل العصبية التي تفرز في المخ عندما نشعر بالسعادة والرضا أو الوقوع في الحب  ،وتفرز بشكل غير محسوب في حاله الحب مما قد يصل بالإنسان إلي الشعور بلذة ونشوه قد يجهل تفسيرهم .

تأثير هرمون  الدوبامين

يقوم هذا الهرمون بتحريك المشاعر ويجعلها تميل إلي الجانب العاطفي. وعند أزدياده في جسم الفرد قد يؤدي ذلك إلي ما يسمي بحاله العشق وعكس ذلك إذا اختل إفراز ذلك الهرمون ووصوله فيكون الإنسان اكثر عرضه للإصابة بحاله التوتر والعصبية وقد يؤدي إلي أنفصال الشخصية .

الوقوع في الحب
تأثير هرمون الدوبامين علي الإنسان

صفات الحب و الوقوع في الحب 

فللوقوع في الحب صفات لا يمكن إهمال ذكرها لقوة تأثيرها علي الفرد ومنها :

  1. الأرق: الحب الذي يمنع النوم
  2. الجنون: الحب الذي يفسد العقل ويبعد المنطق
  3. الحرق: الحب الذي يؤجج القلب أو يكويه بشوق كبير
  4. الرسيس: ما بقية من الحب في القلب
  5. الشجو: الحب الذي يجلب الحزن والهم.
  6. الشوق: اللهفة لملاقاة المحبوب.
  7. العلاقة: ترابط شخصين بحالة
  8. اللاعج:حب شديد محرِق
  9. اللذع: ألم الحب.
  10. اللمم: الحب الذي يصيب بجنون خفيف و يسبب ما يصيب بصغائر الذنوب
  11. اللهف: الحزن على حب فات.
  12. اللوعة: الوجع والألم من الحب

الحب حلال أم حرام

الحب حلال أم حرام من وجهه نظر الدين وعلماء الإسلام

فمحبه الله ورسوله من أسس الأيمان قال تعالى: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله) [البقرة: 165]
وقال صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين” متفق عليه.

ولعل حب المؤمنين والصالحين: وهي من أفضل القرب وأجل العبادات التي يتقرب بها إلى الله عز وجل. قال صلى الله عليه وسلم

: “ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود للكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار” متفق عليه. عنه صلى الله عليه وسلم قال: “أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله عز وجل”

أنواع الحب :

– محبة الزوجة والأولاد: وحب الزوجة حب جبلي مكتسب، حيث إن ميل الرجل لزوجته أمر فطري ولكن زيادة ذلك الحب أمر مكتسب . وأيضاً محبة الولد حب فطري. ولا يحاسب المرء إذا أحب أحد أولاده أكثر من الآخرين، لأن المحبة من الأمور القلبية التي لا يخير فيها الفرد ، ولا يمتلك القدرة علي التحكم فيها

وذلك لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لنسائه ويقول: “اللهم هذه قسمتي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك” رواه الترمذي.

وإنما يحرم أن يفضل المحبوب على غيره بالعطايا أو بغيرها مما يملك من غير مسوغ. قال تعالى: “ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة” [النساء: 128].

وعنه صلى الله عليه وسلم قال: “من كان له امرأتان يميل لإحداهما جاء يوم القيامة وأحد شقيه مائل” رواه النسائي والحاكم.

وأيضاً قال: “اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم” متفق عليه. والمقصود بالميل: الميل في القسم والإنفاق،وليس المقصود هنا في المحبة.

الحب بين الفتيان والفتيات :

وهو نوعان النوع الأول: رجل قُذف في قلبه حب امرأة فاتقى الله فيها وغض بصره عنها ،حتى يسعٌ إلى الزواج منها وإلا فإنه يصرف حبها عن قلبه لئلا يشتغل بما لا فائدة من ورائه فيضيع حدود الله.

-فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لم ير للمتحابين مثل النكاح” رواه ابن ماجه

الثاني: من وقع في الحب وتمكن الحب منه ومن قلبه مع عدم قدرته على إعفاف نفسه فحول هذا الحب إلى عشق، وهذا اللون من الحب محرم، وعواقبه وخيمة مع مرور الوقت .

العشق مرض

فالعشق من أمراض القلب،وإذا تمكن من الفرد وقلبه واستحكم عليه صعب و عز على الأطباء علاجه،والعشق إنما تبتلى به القلوب الهشة والفارغة من محبة الله تعالى أو القلب المعرض عن حب الله فيتعوض بغيره عنه،وإذا امتلأ القلب بمحبة الله لا يصاب بمرض العشق أبداً.

ويسمي العشق بالمرض لأن العاشق لا يستطيع بعدها التحكم في أفعاله التي من الوارد أن تغضب الله تعالي ، فحبه لمعشوقته قد يدفعه لارتكاب الفواحش وقد تصل للزني ونحن في عني عن ذلك .

كما إن العشق يجعل الفرد فاتراً غير قادر علي القيام بعمله والتركيز الكامل فيه الأمر الذي يجعله لا يتقدم ،

وأكثر الحالات ممن يقعون في الحب ويقيمون علاقات من حب أو نحوه قبل الزواج بمحبوبه وتزوجوا بعد ذلك ،فأنه يصيبه الفتور وتحدث نفرة عميقه في العلاقة بينهما، لأن كلا منهما يطلع على عيوب من صاحبه لم يكن يعلمها وقد تنتهي حده مشاعر الحب والعشق في فترة قبل الزواج ،ونعتبر الزواج نهاية لهذا الحب فقد كان الهدف وتحقق فلما المزيد .

وللشرع والعلم علاج للحب بصورة عملية، بدءاً بغض البصر، والبعد عن شهوات الجنس ومثيراتها  ودوام المراقبة، وكسر  عنق الشهوة بالصيام

أن يظفر بذات الدين، وهذا هو المقياس الذي يجب علي الفرد ان يختار به شريكة حياته.ومن الواجب علي الرجل عند أختياره للزواج

هذا الحديث رواه البخاري (4802) ومسلم (1466) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) .

والله أعلي وأعلم