كم عدد أبواب الجنة؟.. معلومة يوم الجمعة
كم عدد أبواب الجنة؟، وإنه قبل الحديث عن عدد أبواب الجنة، ينبغي لنا أن نمر مروراً ولو سريعا على وصف الجنة ذاتها، قال تعالى: {مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ }، والجنة عرضها كعرض السماء والأرض، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، قال الله تعالى في محكم التنزيل: {وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَآ أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، وقال عز وجل: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.
إن الدنيا وكل ما فيها إلى زوال، ونعيم الجنة لا ينتهي، ولا يزول، فمهما تمتع الإنسان في الدنيا وناله من خيراتها، لا يساوي ذلك استنشاق نفس واحد من الأنفاس التي يستنشقها الإنسان في الجنة، ولقد قال ابن عباس: (ليس في الجنة شئ يشبه ما في الدنيا إلا الأسماء)، رزقني الله وإياكم دخول جنته، والتنعم في دار مقامته، وعفى عنا وعن خطايانا وذنوبنا، إنه عفو رحيم.
أسباب دخول الجنة
إن من رحمة الله عز وجل على العباد، هو أنه عز وجل جعل أسباب دخول الجنة متعددة، ومتنوعة. لكن في الوقت ذاته فقد حفت الجنة بالمكاره، أي بالأعمال التي ربما لا يشتهيها الإنسان جبليا، وحفت النار بالشهوات، وهي الأشياء التي ربما يشتهيها الإنسان. اشتهاءً، وذلك مثل حب النساء فيما حرم الله، وحب الذهب والفضة وإنفاقها فيما حرم الله، وهكذا.
ويستطيع الإنسان عمل أعمال أهل الجنة بكل سهولة ويسر، وهذه الأعمال تكون سببا في دخول الجنة. وهذه الأسباب والأعمال منها ما يلي:
- المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها.
- الإكثار من التصدق للمستطيع ماليا، والمداومة على البسملة في مفتتح كل عمل.
- الإستغفار من كل ذنب (الصغائر)، والتوبة من كل عمل أو ذنب يؤدي إلى الكبائر.
- إمهال المعسر والتجاوز عنه عند عدم القدرة على سداد الدين.
- صيام الفرض، وبعده صيام النوافل، الأولى فالأولى، فهناك صيام ست من شوال بعد صوم رمضان، وهناك يوم التاسع ويوم العاشر من محرم. وهناك صيام تسع ذي الحجة، وهي خير أيام الدنيا.
كم عدد أبواب الجنة؟
ونأتي لعدد أبواب الجنة، وهو ثمانية أبواب، والدليل على ذلك أيضا، هو الحديث الذي رواه الصحابي الجليل “عبادة بن الصامت” رضي الله عنه. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله، وابن أمته، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق، وأن النار حق، أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء”.
ولأبواب الجنة أسماء، منها ما ورد صراحة، ومنها ما استنبطه العلماء من سياقات الأحاديث النبوية. وفيما يلي نذكر تلك الأسماء.
أسماء أبواب الجنة
والأسماء التي وردت لأبواب الجنة، وثبتت بنص شرعي، هي:
- باب الجهاد.
- باب الصدقة.
- وباب الريان.
- باب الصلاة.
- الأيمن.
- الكاظمين الغيظ.
والدليل على تلك الأسماء الأربعة الأولى لأبواب الجنة، هو ما رواه الإمامان (البخاري ومسلم). عن أبي هريرة رضي الله عنه. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من أنفق زوجين في سبيل الله. نودي من أي أبواب الجنة، يا عبد الله هذا خير. فمن كان من أهل الصلاة، دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن من أهل الصيام. دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة، دعي من باب الصدقة”.
والأسماء الأربعة الأولى أيضا متفق على أسمائها بهذا الدليل الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما عن الاسم الخامس. وهو اسم (الأيمن)، فإن دليله ما رواه الإمامان عن أبي هريرة في حديث شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم. وفيه: “فيقال: يا محمد، أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من باب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من أبواب”.
والدليل على الاسم السادس أيضا. ما رواه الإمام أحمد بسند مرسل عن الحسن رضي الله عنه: “إن لله بابا في الجنة لا يدخله إلا من عفا عن مظلمة”. وذلك كما ذكر الحافظ بن حجر في فتح الباري.
وبهذا نكون قد أجبنا عن سؤال (كم عدد أبواب الجنة؟)، وأضفنا إلى ذلك أسمائها. لكن لن ننسى أيضا ذكر أسباب دخولها، جعلنا الله وإياكم من سكانها.
تعليقات
جزاك الله خيرا على هذا المقال ولكن سؤال:اذا كانت أبواب الجنه ثمانيه أين السابع والثامن
وجزاكي خيراً سيدتي؛ وبخصوص سؤالك الممتاز جداً، فالإجابة عليه تكون كالتالي:
أولاً: ذكر عدد أبواب الجنة جاء رقما في الحديث الذي تمت كتابته في المقال، وهي ثمانية.
ثانياً: وأما بخصوص الأسماء فقد ذكرنا منها 6 أسماء لستة ابواب بالدليل الثابت في السنة النبوية.
ثالثاً: لم يرد ذكر اسم باقي الأبواب في السنة النبوية، وهنا يجب علينا أن نصمت لما ليس لنا به علم.