دواء القلوب تدبر القرآن
دواء القلوب تدبر القرآن به تهتدى في الدنيا إلى الصراط المستقيم وترتقى في الجنة فهو يشرح الصدور ويهدى إلى طريق الحق وبه النجاة
من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا هي نعمة العقل فالعقل هو ملكة التفكر والتدبر التي نتوصل بها إلى الحقيقة المطلقة المتعلقة بالخلافة على الأرض وهى عبادة الله وحده قال تعالى ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) فجعل الإنسان هو الخليفة في الأرض وميزه بالعلم عن سائر المخلوقات ولما أنزل الله القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم طلب من الناس إعمال العقل والنظر والتفكر في هذا الكون وعظم صنع الله وكذلك امرنا الله جل وعلا بتدبر القران والنظر في آياته والنعم التي أنعم الله بها علينا
قال تعالى (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا) النساء 82
القران جاء مخاطبا للعقل , مطالبا بإمعان النظر فيه تفكرا وتدبرا , لأن كل ذلك موصلا إلى توحيد الله تعالى والإيمان بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم , ومبينا أن القرآن إنما نزل من عند الله , ولم يأتي به الرسول من عند نفسه , لان الاختلاف ينفى الكمال , و الكمال إنما يظهر الكمال في القران بمجرد إعمال العقل , ليتيقن ذوى الألباب أنه لا يصدر إلا من الحكيم الحميد سبحانه وتعالى …
فلو كان ما قالته العرب صحيحا عن أن الرسول صلى الله عليه وسلم افتري القران من عند نفسه لما نزل القران مقرونا بالتحدي والإعجاز ولظهر هذا الاختلاف إما في نص القرآن من الفصاحة والبلاغة والبيان، فجاء القران متحديا العرب بعد أن برعوا في الكلام ملكة لا صناعة فتحداهم بأصغر سورة منه وهى سورة الكوثر ولظهرت الاختلاف في إخباره بالغيبات التي تكلم عنها القران ومنها إخباره بانتصار الروم على الفرس وحدث ذلك في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم , وكذلك الإخبار بمعجزة الإسراء إلي المسجد الأقصى والعودة في ليلة واحدة.
فالقران نزل بما يوافق العقل في كل عصر من العصور إنما جاء مخاطبا العرب بما يعرفون من الطبيعة فأمرهم بالنظر إلي الإبل والى السماء والى الجبال والى النجوم والى الأرض وكل نعمة انعمها الله بها عليهم ويعرفونها حق المعرفة ونجد أن القران متوافق مع كل عصر من العصور وكل مصر من الأمصار وكل أمة وحضارة إلى يومنا هذا.
والمتدبر للقرآن يجد الكثير من الآيات القرآنية توافق العلم بل ويقف الكثيرين من العلماء متحيرين أمام هذا الإعجاز والتوافق العجيب وحقا لوكان الرسول هو مؤلفه كما يزعمون ( لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيرا ً).
فاعلم أخي الكريم أن تدبرك للقران هي عبادة لله وكذلك النظر في صنع الله وإبداعه جل جلاله فانظر إلى جمال قول الإعرابي عندما سئل عن وجود الله قال : إن البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج ألا تدل على العليم الخبير هكذا التدبر والاستدلال هو أمر فطري في العقل البشرى.
تعليقات