فضل صيام الأيام البيض لشهر شعبان 1443هـ وفق ما ورد في الكتاب والسنة
فضل صيام الأيام البيض لشهر شعبان 1443هـ كما ورد عن النبي في السنة وباتفاق جميع الفقهاء، والأيام البيض هي ثلاثة أيام من كل شهر هجري وصيامهم ليس فرض واجب حيث يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه، والأيام البيض هي الليالي التي يكون فيها القمر بدرًا وهي أيام 13 و14 و15 من وسط كل شهر هجري، وسميت بهذا الاسم لأن قمرها يكون مكتمل وناصع البياض والاستدارة، وقد أوصى بصيامهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكر في السنة كالتالي:
حيث روى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِثَلاثٍ: صِيَامِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ» (رواه البخاري ومسلم).
فضل صيام الأيام البيض لشهر شعبان 1443-2022
ووفق ما صدر من دار الإفتاء فإن لصيام الأيام البيض من شهر شعبان العديد من الفضائل والثوائب التي خص بها الله سبحانه وتعالى عبده المتبع لسنة رسوله ونذكر أبرز فضائل صيام الأيام البيض كما ورد عن النبي كالتالي:
- أولًا الصوم يشفع لصاحبه يوم القيامة وقد ورد في ذلك من السنة حديث رسول الله:
عنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ».
- كذلك فإن الصيام يكفر عن الخطايا التي يرتكبها المسلم وقد ورد في ذلك من السنة حديث رسول الله:
من حديث حذيفة عند البخاري525 ومسلم144 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».
- أيضًا فإن صيام الأيام البيض شهر شعبان 1443 يبعد وجه صاحبه عن النار سبعين عام، وقد ورد في ذلك من السنة حديث رسول الله:
عن البخاري 2840 ومسلم 1153 من حديث أبي سعيد الخدري،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما مِنْ عبدٍ يصومُ يوْمًا في سبِيلِ اللَّهِ إلاَّ بَاعَدَ اللَّه بِذلكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سبْعِين خريفًا».
- ومن أبرز فضائل صيام تطوع الأيام البيض فوز المسلم بباب الريان في الجنة، وقد ورد في ذلك من السنة حديث رسول الله:
كما ورد في البخاري 1896ومسلم 1152من حديث سهل بن سعد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الجَنَّة بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ».
- كذلك من فضائل الصيام فوز المسلم بالفرحتين، وقد ورد في ذلك من السنة حديث رسول الله:
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ».
- في النهاية من فضائل صيام الأيام البيض مضاعفة الثواب والحسنات التي يفوز به المسلم، وقد ورد في ذلك من السنة حديث رسول الله:
كما ثبت في البخاري 1894 ومسلم 1151 من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي».
ليلة الجمعة ليلة النصف من شعبان 1443-2022
في نفس السياق السابق ذكره فإن ليلة النصف من شعبان 1443 ستوافق بمشيئة الله وفق ما أعلنته دار الإفتاء ليلة الجمعة القادمة الموافق 18 مارس 2022 فستبدأ من مغرب يوم الخميس 14 شعبان الموافق 17 مارس عام 2022 حتى فجر الجمعة 15 شعبان 18مارس للعام 2022 ، والجدير بالعلم أن هذا العام ستقع ليلة النصف من شهر شعبان ليلة جمعة يعني هذا أن الأجر مضاعف فهي ليلة مميزة مستجابة الدعاء مثلها مثل ليلة القدر فكما ورد عن الإمام الشافعي رضي الله عنه بلغنا أنه كان يقال:
إن الدعاء يُستجاب في خمس ليال: في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان… وأنا أستحب كل ما حكيت في هذه الليالي من غير أن يكون فرضاً” “الأم” (1/ 264). والله أعلم.
الدعاء المستجاب كما ورد عن رسول الله بشهر شعبان 2022
في الختام نوضح أن معني الأدعية المستجابة هي الأدعية التي تغفر الذنوب وتفرج الهموم وتفك الكربات ويبتغي منها المسلم التقرب لله ومن أفضل الأعمال التي كان يقوم بها رسول الله وفق ما ورد بالسنة النبوية الشريفة المطهرة التالي:
- عن على بن أبي طالب كرم الله وجهه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلا كَذَا أَلا كَذَا …؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» رواه ابن ماجة.
- كذلك ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:
فَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ؟» فقُلْتُ: وَمَا بِي ذَلِكَ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعرِ غَنَمِ كَلْبٍ» رواه الترمذي وابن ماجة وأحمد.
- أيضًا ورد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
“يَطَّلِعُ الله إِلَى خَلْقِهِ فِي لَيْلَة النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ” رواه الطبراني.
تعليقات