الكلب الأسود الذي حذرنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم

الكلب الأسود الذي حذرنا منه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والذي يبحث عنه بعض الناس لمعرفة السبب وراء التحذير النبوي من هذا الكلب الأسود، فهناك هالة من الغموض وراء هذا الموضوع، ولذلك يبحث الناس عن طريقة لكشف ورفع هذا الغموض، فلقد أمر النبي بقتله فور رؤيته، والكلب الأسود هو الكلب البهيم خالص السواد، لكن فوق عينيه توجد نقطتين بيضاويتين، وتوجد أحاديث نبوية شريفه نقلت إلينا تقول وتؤكد بضرورة قتل هذا النوع أو الشكل من الكلاب، ومن المعلوم لدى جميع المسلمين أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بين لنا الآداب والأحكام العامة في التعامل مع الحيوانات بشكل عام، وهذا ما سنقوم بتوضيحه هنا أيضا.

الكلب الأسود الذي حذرنا منه الرسول

الكلب الأسود الذي حذرنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم

أخرج الإمام مسلم في صحيحه (1572)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: ” أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِ الْكِلَابِ. حَتَّى إِنَّ الْمَرْأَةَ تَقْدَمُ مِنَ الْبَادِيَةِ بِكَلْبِهَا فَنَقْتُلُهُ ، ثُمَّ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِهَا ، وَقَالَ: (عَلَيْكُمْ بِالْأَسْوَدِ الْبَهِيمِ ذِي النُّقْطَتَيْنِ ، فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ ).

وقال الإمام النووي في تفسيره لهذا الحديث “شرح صحيح مسلم”، (10/237): معنى البهيم، أي الخالص السواد، وأما النقطتان، فهما نقطتان معروفتان بيضاوان فوق عينيه. وهذا مشاهد معروف. انتهى شرح الإمام النووي.

والحديث هنا بين وواضح. حيث كان الأمر في البداية بقتل الكلاب، ثم نهى الرسول عن ذلك. لكن تم استثناء الكلب الأسود الخالص. وهو الذي فوق عينيه نقطتان، حيث أذن بقتله.

معنى حديث الكلب الأسود شيطان

معنى حديث الكلب الأسود شيطان. أنه ليس من الجن، وإنما هذا الكلب يشابه الشيطان في بعض صفاته. وذلك كما يقول الناس في وصف من اشتهر وعرف بالشر والفساد: إنه شيطان.

واختلف العلماء في السؤال المذكور هل يتمثل الجن بالكلب؟، حيث ذهب بعضهم إلى حمل الحديث على الحقيقة. وأن الشيطان الجن يتمثل فعلا في الكلب الأسود، وذهب البعض الآخر منهم على حمل ذلك على المجاز.

والكلب الأسود في العموم هو الأقل نفعا من بين الكلاب، والأكثر ضررا وتمردا من غيره فناسب إطلاق وصف الشيطان عليه، لوجود معنى التمرد والعتو والخروج عن المألوف.

حكم قتل الكلاب

كما أسلفنا، فإنه ورد الأمر بقتل كل كلب، ثم تم نسخ هذا الحكم، وبقي الكلب الأسود بالذات، ولعل ذلك بسبب ما سبق أيضا من أنه كلب ليس من ورائه منفعة، بل على العكس من ذلك تماما. هو كلب ضار ومؤذي ونجس، لكن الله أباح لنا تربية الكلاب في العموم بهدف الحصول على منفعة من ورائها كالحراسة والصيد.

كما أن النبي محمد لم يأمر بكل ما هو أسود أن يقتل، وإنما بالكلب الأسود فقط. وذلك لما يحمله من صفات شيطانية فحسب، والله أعلم.