معجزات سيدنا موسى مع فرعون وضلال فرعون لقومه وعجزه وما هو يوم الزينة
في الحقيقة إن معجزات نبي الله إلى فرعون حذره سيدنا موسى من العذاب الذى سيلقاه من الله إن كذب. حيث أنه أبى فقام اللعين بتهديده ووعيده إن لم يكف عن دعوته.كما قال بأنه سوف يضعه فى السجن ويكون من المسجونين. كما أظهر له سيدنا موسى آيته ومعجزته التى أيده الله بها. فألقى عصاه فإذا هى ثعبان مبين ونزع يده فإذا هى بيضاء للناظرين.
ضلال فرعون لقومه
حيث قال فرعون لملأه وقومه إن موسى هذا لساحر مبين. يريد بسحره أن يفشى الفساد بينكم ويريد بدعوته لكم أن يخرجكم من مصر أرضكم. كما ألبس الحق بالباطل وقال لهم مستخفاً بهم وبعقولهم لا تؤمنوا به ولا تصدقوه. حيث أن ما أقوله لكم هو الهدى والرشاد وما أخبركم به هو الحق والصواب. {قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ}. حيثما دون فكر أو وعى أطاعوه ورددوا ماسمعوه وقالوا عن نبى الله موسى بأنه ساحر عليم. وذو سحر مبين جثم الجهل على قلوبهم وجثت الظلمة على أبصارهم وأعماهم الشيطان الرجيم. قال لهم فرعون ذرونى واتركونى أقتل موسى ولينادى ويدع ربه الذى يقول به ليمنع قتلى له. أم ماذا تأمرون؟ { وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ }. { قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ }.
ضعف وعجز فرعون وموعظة الرجل الصالح لهم
أصبح فرعون ضعيفاً عاجزاً ولم يصبح آمراً بعد أن كان يدّعى أنه ربهم وإلههم. صار يستجدى الطلب والأمر منهم وأصبح هامان وحاشيته وبطانته هم الآمرين له والناهين. كما أيأمرونه بقتل موسى أم يأمرونه أن يجمع له السحرة. كما جاءهم رجلاً منهم كان مستخفياً بإيمانه عنهم وجد أنه قد وجب عليه أن يجهر ويعلن بما يسرّه ويكتمه. حيث بين لهم طريق الهدى والرشاد من طريق الضلال والفساد وقال لهم. كيف تقتلون رجلاً قد أتاكم بآيات بينات من الله إن كان غير صادقاً فيما يدعوكم إليه من وحدانية الله فاتركوه ودعوته. وإن تؤمنوا بما جاءكم به وتصدقوه فستكون لكم به النجاة من عذاب الله الذى وعدكم به . يقول عز وجل : { وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ }.
يوم الزينة ووعود فرعون للسحرة
حيث أمروا فرعون أن يترك موسى وأخيه وأن يرجئه إلى موعد يأتى فيه. إلا أن أمروه أن يرسل جنده إلى مختلف مدن ومدائن مصر وأن يجمعوا له علماء السحرة وأن يأتوا بالناس ويحشروهم إليه. انصاع فرعون لأمرهم { قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ }. طلب من نبى الله موعداً يأتى إليه. حيث كان الموعد هو يوم الزينة فى وقت الضحى أتى الجند بخلق كثير وحشروا له جمع غفير. وأتى فرعون ببطانته وملأه وحاشيته وجاءت السحرة من مختلف مدن ومدائن مصر. يطلبون منه الأجر العظيم إن كانوا هم الغالبين. فوعدهم فرعون بما طلبوا وبكل ما يريدون وأنهم سوف يكونوا من حاشيته وبطانته المقربين.
تعليقات