عصيان قوم نوح لله ودعاء سيدنا نوح عليهم
توقفنا في المقال السابق عندما بعث الله عز وجل سيدنا نوح عليه السلام إلي قومه لكي يدعوهم إلي عبادة الله وحدة وترك ما يعبدون من أصنام, وأنه أول رسول يرسل إليهم من الله, وقد قال لهم استغفروا الله ينزل الخير من السماء عليكم, وقد استدل سيدنا نوح عليه السلام بكيفية خلف الله عز وجل للإنسان, حيث خلق الله عز وجل الإنسان من نطفه ثم من علقة ثم من مضغة ثم يخلق الله عز وجل العظام ثم يكسوها لحما, ولكن كل ذلك قبل بالكفر والطغيان وعدم تصديق لعبادة الله وحدة لا شريك له.
دعوة سيدنا نوح عليه السلام علي قومه
عندما قام سيدنا نوح عليه السلام بدعوة قومه في السر والعلن والليل والنهار ولكن لم يزيدهم هذا إلي طغياناً وكفرا, فيأس سيدنا نوح من قومه وأخذ يدعوا عليهم الله أن ينزل عليهم عذابه, فورد في القرآن الكريم دعوتين لسيدنا نوح علي قومه وهما (وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا), والمرة الثانية عندما دعا علي قومه بالآتي (وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا), حيث معني هذه الآيتين أن سيدنا نوح عليه السلام قام بالدعاء علي قومه بأن ينزل الله عليهم العذاب ولا يترك أحد من الكافرين علي الأرض, حيث أنهم يكفرون بالله وحدة ويعبدون الأصنام وبل الأفظع أن الله لو تركهم سوف يضلون الناس عن طريق الحق وعن طريق عبادة الله وحدة, كما أنهم عندما ينجبون لا يلدون إلي أبناء كافرين يعصون الله ولا يعبدونه بل يعبدون الأصنام ويضلون الناس أيضاً كما فعل آبائهم. كما ضرب الله مثلا في كتابة الكريم بأن صلة القرابة ليست شفيع للأشخاص لزويهم لكي ينجيهم من عذابه (ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) وهذه الآية من أكثر الآيات التي بها موعظة لابد أن يتدبر فيها, وهذا ما سوف نوضحه في المقال القادم.
تعليقات