قصة انس بن مالك بطريقة سهلة وأسلوب مبسط للصغار والكبار من نشأته وحياته حتى وفاته
انس بن مالك، اليوم سوف نعرض لكم بمشيئة الله تعالى قصة بطل من أعظم الأبطال الذين لم تجد لهم شبيه فى الدنيا ونشأته وحياته ووفاته، ألا وهو الصحابى الجليل خادم الرسول صلى الله عليه وسلم الذي ولد في الجاهلية وكان مولي ورفيق الرسول وكاتم سره أنس بن مالك ابن النضر الأنصارى.
نشأة أنس بن مالك وكيفية معرفته بالرسول
تزوجت أمه الغميصاء بنت ملحان في الجاهلية مالك ابن النضر فرزقها الله به في يثرب قبل الهجرة النبوية بعشر سنين، ولما علمت بظهور الإسلام وآمنت غضب زوجها ابن النضر منها وفر إلى الشام فهلك هناك كافرًا، فرفضت الزواج مرة أخرى ألا بعد أن تربي إبنها أنس، حيث أنها كانت ترد على كل من يتقدم للزواج منها لا أتزوج حتى يبلغ أنس، وإختارت أم أنس له أفضل معلم وقدوة عندما أتم العشر سنين حيث ذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت له لم يبقى رجل ولا إمرأة من أهل المدينة إلا أهداك بهدية وإني لا أقدر إلا ان اهديك بإبني هذا فخذه فليخدمك فمسح النبي بيده الشريفة على رأس الصغير ومس ذؤابته بأنامله الندية وضمه إلى أهله، وكان أنس في العاشرة من عمره ثم قضى مع الرسول عشر سنين تعلم منه الكثير وأصبح من كبار علماء الأمه.
حياة أنس بن مالك
ما إن كبر أنس حتى تقدم لوالدته أبو طلحه وطلب خطبتها فقالت له إن مثلك لا يرد ولكنك كافر وانا مسلمة فلا يجوز لي أن أتزوجك، فرد عليها إبو طلحة متعجبًا ماذا أصابك؟ إين انتي من الدهب والفضه، سأعطيك كل ما تطلبينه فتفاجىء بها تقول في ثقة لا أريد ذهبًا أنت رجلًا تعبد خشبة صنعها لك النجار، فسكت أبو طلحه وقد هزه الكلام هزًا عنيفًا فأخذ يفكر في أمر هذا الدين وكيف هو أغلى عندها من الذهب والدنيا كلها فأسرع بالذهاب إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم وأعلن إسلامه على الفور وتزوجها بأعظم مهر وهو الإسلام، وأنجبت له ولدًا سمي بأبو عمير وكان لهما قرة عين وعندما مرض أبو عمير خاف عليه أبوه خوفًا شديدًا، وذات ليلة بينما كان أبو طلحة عند رسول الله توفي الصبي أبو عمير فحزنت أمه عليه حزنًا شديدًا لكنها خافت أن تغضب الله فصبرت وفوضت أمرها إلى الله، ولما عاد ابو طلحة وسأل عن إبنه أبو عمير فقاالت له أرأيت أو ان أحدًا أعطانا أمانة ثم طلب منا أن نرد هذه الأمانه هل سندرها ؟ فأجاب أبو طلحة بالطبع سنردها، فقالت له أن الله قد أعطانا إبننا ثم أخذه منا فأصبر وإحتسبه عند الله فقال الأب والدموع تتساقط من عينيه إنا لله وإنا إليه راجعون، وعوض الله الأبوين عن إبنهما الحبيب بمولود جديد هو عبد الله إبن أبي طلحة، وكانت أم أنس تخرج في غزوات رسول الله صلي الله عليه وسلم مع زوجها ابو طلحة هي ومجموعة من النساء تسقي الجيش وتسعف الجرحى وتنقل الشهداء، وفي غزوة حنين خرجت مع زوجها فلما إشتد القتال خاف أبو طلحة على زوجته فأخرجت خنجر كانت تخفيه وقالت له إذا إقترب أحد من المشكرين منا سنريه كيف ندافع عن أنفسنا، وكان الرسول يدعو لأم أنس كثيرًا، وفي ليلة الإسراء والمعراج شاهدها النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة فعن جابر بن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أُريت الجنة فرأيت أمرأة أبي طلحه ثم سمعت خشخشه أمامي فإذا بلال، وظلت أم أنس لا تدخر وسعًا في نصرة الإسلام وحماية المسلمين من أذى المشركين وتقديم ما إستطاعت من العون لهم في جهادهم مع رسول الله، وإستمرت على العهد بعد أن لقي الرسول ربه حتى لقيت ربها راضية مرضية.
حياة انس بعد وفاة النبي
إستخلف أبي بكر الصديق بعد وفاة النبي على المسلمين فأنتشر في بداية عهدة ردة الكثير من القبائل على سلطة المسلمين ودين الإسلام فبدأت حروب الردة وشارك أنس بن مالك في تلك الحروب، حيث أنه كان أحد أهم الرماة المهرة فقشهد معركة اليمامة، وبعد هدوء وإستقرار الوضع كان يريد أبي بكر أن يبعث أنس إلى دولة البحرين ليتولى جباية أمور الزكاة فاستشار سيدنا عمر بن الخطاب فقال له إبعثه إنه لبيب كاتب فبعثه، ثم عاد أنس بن مالك من مهمته ليجد الخليفة الأول توفى وخلفة الثاني عمر بن الخطاب، فبدأ بمابيعته ودفع إليه المال وإنطلق، ثم شارك أنس في فتوح بلاد فارس والعراق وفتح تستر وشهد معركة القادسية، وقدم المدينة المنورة على سيدنا عمر بحاكمها سيرًا، وسكن أنس البصره بعد الفتوح ولبث فيها يحدث الناس بما يحفظ من الأحاديث النبوية حيث أحصى علماء الحديث ما يزيد عن مائتي راوٍ عنه، وعندما تولى عبد الله بن الزبير الخلافة بعد وفاة يزيد بن معاوية كتب إلى أنس ليصلي بالناس في البصرة، فصلى بهم أربعين يومًا.
وفاة انس بن مالك
أصيب بالبرص في نهاية حياته وهزل جسده ، ولما مرض قال لأهله لقنونى لا إله إلا الله محمد رسول الله ثم ظل يقولها حتى مات وقد أوصى بعصية صغيرة كانت للنبي أن تدفن معه فوضعت بين جنبيه وقميصه، وتوفي بالبصرة في خلافة الوليد بن عبد الملك، ولكن هناك خلاف في تاريخ وفاته فهناك أقاويل تقول أنه توفي عام 90 هــ وأقاويل أخرى تقول 91 هــ وقيل 92 و 93 وهو آخر من بقي بالبصرة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فهنيئًا للصحابي الجليل على ما أسبغه الله عليه من خير فقد عاش بجوار الرسول عدة سنين وكان ثالت إثتنين في رواية حديثه هما أبو هريرة وعبد الله بن عمر.
تعليقات