الجزء الثاني : قصة سيدنا إبراهيم مع النار ومع دعوته لابوه

قد تناولنا في الجزء الأول من قصة سيدنا إبراهيم ماذا حدث بينه وبين الملك الجبار النمرود والحجة التي قام بها ليثبت له عظم قدرة الله علي فعل كل شيء وأن الأمر بيد الله وحده, وماذا حدث بينه وبين قومه لكي يتركوا عبادة النجوم والقمر والشمس ويعبدوا الله وحده, ونكمل في الجزء الثاني باقي قصص سيدنا إبراهيم كما وردت في القرآن الكريم.

إبراهيم عليه السلام والنار

أخذ سيدنا إبراهيم عليه السلام في دعوة قومه كثيراً لكي يتركوا عبادة الأصنام والنجوم والقمر والشمس وأخذ يقيم لهم الحجج بأن ما يعبدون دون الله عز وجل هو الباطل, وعندما وجد أنهم لا يستجيبوا له أتت له فكرة وهي أن قومه يضعون بعض من أصنامهم الشهيرة في مكان واحد, فذهب لهم سيدنا إبراهيم عليه السلام وأخذ يكسر هذه الأصنام إلا صنم واحد وهو أكبر صنم بينهم, وعندما جاء قومه فيما بعد ووجدوا ذلك تسائلوا من يكون قد فعل ذلك بآلتهم فقالوا إنه بالتأكيد إبراهيم, فاتوا بسيدنا إبراهيم عليه السلام وأخذوا يسألوه أأنت فعلت ذلك بآلهتنا فقال لهم لا بل فعله كبيرهم هذا فسألوه إن كان ينطق, فرجعوا إلي أنفسهم وعرفوا أنهم في ضلال وان هذه الأصنام لا تنفع أو تضر ولكن كبريائهم حال بينهم وبين عبادة الله عز وجل وترك عبادة الأصنام, بل الأفظع من ذلك أنهم اجمعوا أن يرموا بسيدنا إبراهيم في نار عظيمة توقد لمدة كذا يوم وذلك جزاء بما فعل بالأصنام, وبالفعل قاموا برمي سيدنا إبراهيم في هذا النار العظيمة ولاكن إرادة الله عز وجل حالت دون ذلك فقال الله للنار أن تكون برداً وسلاماً علي سيدنا إبراهيم عليه السلام, فخرج منها ولم يصبه أي شيء منها.

إبراهيم عليه السلام وأبوه

قام سيدنا إبراهيم عليه السلام بدعوة أبوه أزر أول شخص لأنه كان أحق أن يقوم بدعوته للهدايا إلي عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام كما كان يعبد مثل قومه, ولكنه رفض, ثم اعتزله سيدنا إبراهيم وأخذ يستغفر له الله حتي تبين له أنه عدو لله فتبرأ منه سيدنا إبراهيم.