الجزء الثاني: حصار الطائف وانتصار المسلمين في غزوة حنين

قد تكلمنا في الجزء الأول عن غزوة حنين عن سبب قيام هذه الغزوة وعن ما دار في بداية المعركة من تعرض جيش المسلمين للهزيمة بعد الانتصار في أول المعركة فلولا رسول الله صلى الله عليه وسلم لكانت هناك هزيمة كبيرة لجيش المسلمين, فهو أعاد النصر إلي الجيش بفضل الله.

غزوة حنين وثبات رسول الله صلى الله عليه وسلم

عند تعرض المسلمين إلي الهزيمة وتفرق جيش المسلمين بسبب سهام المشركين, قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه بعض من الصحاب مثل سيدنا ابوبكر الصديق وسيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا عثمان بن عفان وعم رسول الله صلى الله عليه وسلم العباس بالثبات وعدم التحرك ومواصلة القتال, وأمر رسول الله عنه العباس بأن ينادي في جيش المسلمين بأن يعودوا إلي مواصلة القتال والثبات, وكان هناك إشاعة أيضاً انتشرت في جيش المسلمين بأن رسول الله قد قتل فيأس بعض المقاتلين ورموا أسلحتهم, فنادا العباس بأن رسول الله حي ويقاتل معهم, فعاد المسلمين إلي القتال مرة أخري بشكل كبيرة وشديد حتي نصرهم نصراً عظيما, وقد تحصلوا علي غنائم كثيرة من هذه المعركة, وانزل الله تعالا في كتابة الكريم(لَقَد نَصَرَكُمُ اللَّـهُ في مَواطِنَ كَثيرَةٍ وَيَومَ حُنَينٍ إِذ أَعجَبَتكُم كَثرَتُكُم فَلَم تُغنِ عَنكُم شَيئًا وَضاقَت عَلَيكُمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت ثُمَّ وَلَّيتُم مُدبِرينَ* ثُمَّ أَنزَلَ اللَّـهُ سَكينَتَهُ عَلى رَسولِهِ وَعَلَى المُؤمِنينَ وَأَنزَلَ جُنودًا لَم تَرَوها وَعَذَّبَ الَّذينَ كَفَروا وَذلِكَ جَزاءُ الكافِرينَ).

حصار جيش المسلمين للطائف

توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه من زوجاته أم سلمة وزينب إلي مسجد الطائف وقام بحصارها قرابة الخمس عشر يوماً وقيل حاصرهم ثمانية عشر يوماً, وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم برمي الحصن بالمنجنيق, ثم نادي فيهم أن من يخرج منهم سوف يكون له الأمان, فخرج منهم بضع رجال وعبيد فافرج عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولم يتم السماح للنبي بأن يقوم بفتح الطائف, ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب بأن ينادي في الناس للرجوع وعدم القتال, وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بفك الحصار علي الطائف بسبب حصنها الشديد ومخافته علي المقاتلين المسلمين من الإجهاد وان يفقد أحدا منهم, فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي الجعرانة حيث توجد الغنائم والأسري, وما هي إلا فترة وأعلن أهل الطائف إسلامهم.