الجزء الأول : غزوة حنين وسبب قيامها

غزوة حنين هي أحد الغزوات التي قام جيش المسلمين بالقيام بها بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل نصرة الإسلام ونشر الدين في جميع أنحاء البلاد, ومن أجل القضاء علي اَخر من تبقي من المشركين وذلك بعد فتح مكة المكرمة.

غزوة حنين وسبب قيامها

كان هناك قبيلتين في شبه الجزيرة العربية يسميا بقبيلة هوازن وقبيلة ثقيف, وهما آخر قبيلتين من المشركين بعد فتح مكة المكرمة, وكان كبراء هذين القبيلتين خائفين من دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم وغزوهم, فأرادت القبيلتين أن تقوم بمبادرة القتال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتي لا يدخلهما.

بداية غزوة حنين

خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة في يوم السبت الموافق السادس من شوال في العام الثامن الهجري لملاقاة اَخر من تبقي من المشركين, وقام بترك كلاً من عتاب بن اسيد أميراً علي مكة المكرمة, وقام بتعيين معاذ بن جبل ليعلم مسلمين المحدثين الأحكام والشريعة, وكان النبي قد اصطحب معه للقتال اثني عشر ألف مقاتل, كما قام جيش المشركين بالخروج بقيادة مالك بن عوف لملاقاة المسلمين, وأمر مالك بن عوف أن يخرج معهم النساء والأطفال والأموال حتي يكونوا حافز للمقاتلين المشركين علي القتال وعدم الاستسلام, ولكن اعترض عليه أحد كبراء المشركين فلم يأخذ بكلامه لأنه كبير في السن واتهمه بأنه كبر في السن, وقام مالك بن عوف بأخذ جيش يضم ما بين العشرون والثلاثون ألف مقاتل, وأرسل مالك ثلاث جواسيس لكي يذهبوا إلي جيش المسلمين لنقل أخبارهم, فلما رجعوا كانوا خائفين ونصحوا مالك بأن يقوم بالرجوع وعدم القتال, فما كان من مالك إلا أن قام بحبسهم حتي لا يقوما بزعزعة استقرار جيش المشركين.

ثم قام النبي بإرسال أيضاً عبد الله بن أبي حدرد ليقوم باستطلاع أخبار المشركين, فذهب ورجع وقال النبي ما عرفه عنهم. ثم بدأت المعركة وانتصر جيش المسلمين في البداية, فلما انشغلوا بجمع الغنائم رجع المشركين وأخذوا يرمون جيش المسلمين بالسهام حتي تفرق جيش المسلمين وكانت سوف تكون هزيمة لجيش المسلمين لولا ما قام به رسول الله, في الجزء الثاني سوف نتعرف ما قام به رسول الله.