الجزء الرابع: بداية مبارزة قبل بدا غزوة الفرقان

الجزء الرابع من غزوة بدر, نكمل في هذا الجزء ما بدأناه في سلسلة غزوة بدر أو الفرقان, والتي دارت بين مقاتلين المسلمين من الأنصار والمهاجرين ضد مشركين قريش وكبرائها.

غزوة بدر أو الفرقان

عندما وصل جيش المسلمين إلي بدر قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بأخذ بمشاورة أصحابة عن المكان المناسب لكي يعسكر فيها الجيش فاقترح الخباب بن المنذر أن يقيم الجيش عند بئر بدر حتي يشرب جيش المسلمين كما يحلوا لهم ولا يجد جيش المشركين ما يشربون, فأخذ رسول الله برأي الخباب.

ثم بعد ذلك أمر رسول الله أن يذهب كلا من علي بن طالب الزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص لكي يقتربوا من معسكر العدو ليعرفوا أخباره, فاستطاعوا أن ياسروا عبدين منهم, وأخذهم رسول الله يستجوبهم ليعرف منهم كل شيء عن جيش المشركين, فعرف رسول الله أن كبراء قريش موجودين مع الجيش فقال (تَقِيءُ الأرْضُ أفْلاذَ كَبِدِها), ثم قاموا صحابة رسول الله بعمل خيمة لرسول الله لتكون مقر للقيادة, وعندما جاء يوم المعركة انزل الله مطرا ليثبت به أقدام المقاتلين المسلمين ويقذف في قلوب المشركين الرعب.

ثم أرسل المشركين شخص يدعي عمرو بن وهب لكي يتجسس علي جيش المسلمين فرحت لهم وقال لهم قد رأيت البلايا تحمل المنايا، نواضح يثرب تحمل الموت الناقع، قومٌ ليس لهم منعةٌ إلّا سيوفهم، والله ما أرى أن يقتل رجلٌ منهم حتى يقتل رجلاً منكم فإذا أصابوا منكم أعدادهم فما خير العيش بعد ذلك؟ فَرَوْا رأيكم, فقام عتبة بن ربيعة يحدث كبراء قريش لكي يرجعوا ولا يقاتلون فاتهمه أبي جهل بأنه جبان والخوف تملك منه.

وكان من عادات الحروب في هذا الوقت بأن يتقاتل مقاتلين في مبارزة قبل المعركة, فخرج من الكفار كلاً من عتبة وشيبة والوليد, بينما خرج من جيش المسلمين كلاً من علي بن طالب وحمزة بن عبد المطلب وعبيده بن الحارث, فقتل حمزة عتبة وقتل علي شيبة وقتل كلا من حمزة وعلي الوليد, ثم حملا عبيده إلي الجيش بعد أن قطعت رجله, ففرح المسلمين بهذا النصر وغضب المشركين وبدأ تكبير جيش المسلمين وأخذ رسول الله بدعوة الله وقال .