مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية .. ترسيخ ريادة الإمارات في إنتاج الطاقة المتجددة إقليميًا وعالميًا

مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية ، في إطار حرص القيادة في دولة الإمارات العربية المتحدة، على ترسيخ مكانة الدولة إقليميًا وعالميًا، في مجال الطاقة المتجددة، دُشن اليوم المشروع الأول بالمرحلة الخامسة لـ مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية ، والذي ينضوي في إطار رؤية الإمارات 2021 ، والتي تهدف لجعل الإمارات ضمن الأفضل عالميًا على صعيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية، تزامنًا مع احتفال الدولة بـ اليوبيل الذهبي للاتحاد في 2021 م.

في السطور التالية، نستعرض تفاصيل افتتاح حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمشروع الأول في المرحلة الخامسة بمجمع الطاقة الشمسية الذي يحمل اسم حاكم الإمارة، وأبرز منجزات دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا الجانب.

مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية (المرحلة الخامسة)

مع حلول الساعات الأولى، من مساء اليوم الثلاثاء 17 أغسطس 2021 ، بتوقيت الإمارات، أُعلن عن تدشين الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي يشغل منصب نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، للمشروع الأول في إطار المرحلة الخامسة، من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية .

المشروع الأول، وكما هو مخطط له، يهدف لإنتاج 300 ميجاوات من الطاقة الكهربائية، والتي تبلغ في مراحلها النهائية المُعلنة سلفًا إلى 900 ميجاوات.

مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية

مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية

وبلغت استثمارات المشروع 2.058 مليار درهم، والتي تجري في مجمع الطاقة الشمسية، والذي يصنف كونه أكبر مجمع للطاقة الشمسية، ينطلق من موقع واحد على الصعيد العالمي.

هذا، ومن المقرر أن تبلغ القدرة الإنتاجية الإجمالية للمجمع بنحو 5000 ميجاوات، وذلك بحلول العام 2030 .

مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية

ووفقًا للوكالة الرسمية الإماراتية (وام)، فإن مشاريع مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية، تشكل أبرز المسارات لـ استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 ، والتي أطلقها الشيخ محمد بن راشد، بغية توفير 75% من مجمل القدرة الإنتاجية للطاقة في إمارة دبي، وذلك من مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، بحلول العام 2050.

مراحل المشروع

تاريخ طويل نسبيًا، يبلغ عمره نحو 9 سنوات منذ بروز الفكرة، وحتى ظهوره فعليًا للنور قبل 8 سنوات، حملت الحلم الأكبر في استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 ، والتي تم الإعلان عن باكورة خططها في 2012 ، بالكشف عن فكرة مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، والذي يصنف كما أسلفنا كـ أكبر مشاريع الطاقة المتجددة في العالم في موقع واحد، بمساحة إجمالية 4.5 كليو متر مربع، ينطلق من منطقة سيح الدحل الواقع على طريق (دبي – العين).

وبحسب البوابة الرسمية لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، فإن مشروع مجمع الطاقة الشمسية في دبي هو أحد أكبر المشاريع الاستراتيجية لتوليد الطاقة النظيفة والمتجددة في العالم، والذي يأتي ضمن نظام المنتج المستقل المعروف اختصارًا بـ(IPP)، حيث وضعت الخطة الأولية للإنتاج من المجمع بطاقة توليد 1000 ميجاوات في عام 2020 ، و5000 ميجاوات في عام 2030 .

أما عن أقسام ومراحل المشروع الإماراتي الطموح، إلى جانب المرحلة الخامسة التي أسهبنا في سردها أعلاه، فهي على النحو التالي:

  • المرحلة الأولى:

تبدأ في عام 2013 وتأتي بقدرة 13 ميجاوات، من خلال تقنية الألواح الكهروضوئية أو (PV).

  • المرحلة الثانية:

انطلقت في مارس 2017، وتستهدف إنتاج 200 ميجاوات من الكهرباء، وبتقنية الألواح الضوئية أيضًا.

  • المرحلة الثالثة:

بدأت في العام الماضي 2020 ، بقوة تشغيل 800 ميجاوات، وبنفس التقنية المتبعة في المرحتلين السابقتين.

  • المرحلة الرابعة:

بتقنية الطاقة الشمسية المركزة المعروفة اختصارًا بـ(CSP)، وبقدرة تشغيل تبلغ 700 ميجاوات، انطلقت في الربع الأخير من عام 2020، وهي تتضمن أعلى برج للطاقة الشمسية في العالم ، بارتفاع بلغ قرابة الـ260 مترًا.

وعلى غرار الإنجازات الإماراتية، في قطاعات عدة ومن بينها الصحة والمالية والتوظيف فإن مشروع المجمع الخاص بإنتاج الطاقة الشمسية أو المتجددة، يأتي برعاية المجلس الأعلى للطاقة في دبي ، كما تشرف على إدارة المشروع وتشغيل، مؤسسة أو هيئة كهرباء ومياه دبي.

أما أن التكلفة الإجمالية للمشروع، فهي تبلغ 12 مليار درهم، كما تقترب القدرة الإنتاجية الحالية من نحو 1000 ميجاوات.

ومن أهم مزايا المشروع، فعند اتمامه سيسهم وفق رؤية المحللين والخبراء في خفض نسبة الانبعاثات الكربونية السنوية، وما ينطوي عليها من تأثير على أزمة المناخ العالمية، بمقدار 4 ملايين طن، وهو ما يدعم البرامج الخضراء والمبادرات التي تنفذها حكومة دبي في هذا الإطار.

وإجمالًا، يندرج المشروع الجديد، في إطار الهدف الأسمى المعروف بـ استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 ، والتي تسعى لتوفير 7% من الطاقة النظيفة في دبي في عام 2020، على أن ترتفع النسبة إلى 25% في 2030، وتبلغ في حدها الأقصى المأمول إلى 75% بحلول العام 2050 .

إنجازات إماراتية في إنتاج الطاقة

لدولة الإمارات العربية المتحدة، العديد من الإنجازات في شتى المجالات، وعلى سبيل المثال لا الحصر، نستعرض بشكل موجز، وفق ما أوردته البوابة الرسمية للحكومة الإماراتية ، أبرز مشاريع الإمارات في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة على النحو التالي:

أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم

من منطقة الظفرة التابعة لإمارة أبوظبي، جاء الإعلان عن تدشين المحطة الأكبر لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم ، في 26 يوليو الماضي، وذلك بقدرة إجمالية تبلغ 2 جيجاواط من الكهرباء، وهي تهدف بشكلٍ عام إلى تنويع المصادر الخاصة بإنتاج الطاقة المتجددة في العاصمة الإماراتية، بالإضافة إلى رفع القدرة الإجمالية لإنتاج الطاقة في الإمارة، علاوة على خفض الانبعاثات الكربونية.

وكان من المقرر سلفًا دخول المحطة إلى مرحلة التشغيل في النصف الثاني من العام الماضي 2020.

وتفصيلًا، تشمل أهداف محطة الظفرة لإنتاج الطاقة الشمسية ما يلي:

  • خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في إمارة أبوظبي، سنويًا بما يزيد عن 2.4 مليون طن متري، وهو ما يعادل وفق تقديرات الخبراء والمتخصصين إزالة قرابة الـ470 ألف سيارة من الشوارع.
  • التخطيط لتوفير الطاقة الكهربائية في أكثر من 160 ألف منزل في دولة الإمارات العربية المتحدة.
  • تسجيل تعرفة تدخل ضمن الأكثر تنافسية في العالم، على صعيد تكلفة إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، والمعروفة أيضًا بـ الطاقة الشمسية الكهروضوئية، بما يعادل 4.97 فلس لكل كليووات في الساعة.
  • رفع الكفاءة الإنتاجية بشكل إجمالي من الطاقة الشمسية في العاصمة الإماراتية إلى نحو 3.2 جيجاواط.

محطة شمس 1

ومن أبوظبي أيضًا، جاء إطلاق مشروع محطة شمس 1 التي تصنف كونها أحد أكبر مشاريع إنتاج الطاقة الكهربائية المعتمدة على الطاقة الشمسية المركزة، والتي تسعى لتوفير نحو 7% من احتياجات العاصمة الإماراتية من الطاقة المتجددة.

وعلى مساحة تبلغ 2.5 كليومتر مربع، وبطاقة إنتاجية تبلغ 100 ميجاواط، جاء تدشين محطة شمس 1 في أبوظبي، وذلك ضمن حقل شمسي يتألف من 768 مصفوفة من عاكسات القطع المكافئ، المُعد لتجميع الطاقة الشمسية ومن ثم توليد الطاقة الكهربائية النظيفة والمتجددة.

وبخلاف المحطات سالفة الذكر، فإن تقنية توليد الطاقة الكهربائية في شمس 1 تعتمد على حرارة الشمس وليس على ضوئها كما في المشاريع الأخرى المعتمدة على تكنولوجيا الألواح الكهروضوئية الشمسية.

وعلى نحوٍ مفصل، تقوم آلية تشغيل المحطة على نظام المجمعات الشمسية، والتي تتكون من مرايا خاصة تتشكل من قطع مكافئ، تعمل على تجميع أشعة الشمس وتركيزها على أنبوب مركزي، يقوم بنقل الحرارة إلى مواقع تسخين، ثم تقوم بدورها بتوليد البخار، الذي يعمل على تشغيل التوربينات التقليدية المعروفة لتوليد الطاقة الكهربائية.

أما عن مستهدفات محطة شمس 1 فيمكن اختصارها في البنود التالية:

  • تنويع مصادر إنتاج الطاقة في الإمارات.
  • خفض البصمة الكربونية للدولة على الصعيد العالمي، عبر تفادي إطلاق نحو 175000 طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وهو ما يعادل إزالة 15000 سيارة من الطرق في أبوظبي، أو زراعة 1.5 مليون شجرة.
  • الاكتفاء الذاتي من توليد الطاقة الكهربائية لتغطية احتياجات ما يربو على 20000 منزل في العاصمة الإماراتية في العام.

مشاريع مستقبلية

وعلى هامش افتتاحه للمشروع الأول من المرحلة الخامسة في مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية ، أطلق حاكم دبي مشروعًا طموحًا، يهدف لدراسة توليد الكهرباء عبر طاقة الرياح، وذلك في منطقة حتا.

وقد تم اختيار موقع مزرعة رياح من قبل هيئة كهرباء ومياه دبي تبلغ طاقتها الإجمالية نحو 28 ميجاوات للمشروع الجديد، وفي الوقت الحالي يتم اختبار وقياس السرعة الفعلية للرياح على مدار عام كامل في الموقع المذكور، والذي جرى تحديده بواسطة برج معدني ارتفاعه يبلغ 150 مترًا، بهدف جمع البيانات الدقيقة ودراسة القدرة أو الكفاءة الإجمالية لمحطة توليد الكهرباء، بجانب بعض التفاصيل الأخرى، مثل عدد التوربينات، والقدرة الفعلية لكلٍ منها، وساعات العمل المتوقعة لها على مدار العام، بالإضافة إلى النقاط الأخرى الهامة والمتعلقة بتنفيذ المشروع.

الخاتمة

تعرفنا في السطور السابقة، على تغطية مستوفية لـ مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية ، ومراحله والنتائج المتوقعة منه على صعيد إنتاج الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى أبرز مشاريع إنتاج الكهرباء في الإمارات ، والتي ترسخ بحق ريادتها في هذا المجال على الصعيدين الإقليمي والدولي.