“هنا” مواقيت وواجبات الحج تعرف عليها الآن في صورة مختصرة

مواقيت وواجبات الحج، هذا هو موضوعنا في السطور القادمة من هذا المقال، حيث تناولنا في المقال السابق أركان الحج بالترتيب، ولقد تم تقسيم مواقيت الحج إلى قسمين من قبل أهل العلم، وهي “مواقيت زمانية” و “مواقيت مكانية“، فالمواقيت الزمانية هي بطبيعة الحال الشهور المحددة للحج، قال تعالى: “الحج أشهر معلومات، فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج”، وهذه الشهور المحددة هي: (شوال، ذو القعدة، وذو الحجة)، وإذا حددناها بالضبط، فهي من أول شوال وحتى العاشر من ذي الحجة، أما المواقيت المكانية فهي التي حددتها السنة الشريفة، والطريقة المحمدية.

مواقيت وواجبات الحج

"هنا" مواقيت وواجبات الحج

والمواقيت المكانية التي حددها النبي للحج هي.

  • أولاً: الجعرانة/ وهو مسجد يقع في الجهة الشرقية لمكة المكرمة، ومنه يعتمر أهل أم القرى (مكة).
  • ثانياً: مسجد التنعيم (مسجد السيدة عائشة)/ وهو أيضا أحد مواقيت الإحرام لأهل مكة، ويقع في الناحية الغربية. على بعد مسافة 7 كيلو متر عن الحرم المكي.
  • ثالثاً: وادي محرم/ وهو ميقات أهل الطائف، والذين يمرون من الشرق بمنطقة الهدا- الطائف، وهم في غالب الأمر من أهل نجد ممن يرغبون النزول عن طريق جبل كرا. وهو واقع غرب الطائف عند بداية الطريق النازل من جبل كرا إلى مكة.
  • رابعاً: ذا عرق/ وهو ميقات خاص بأهل العراق، وكل من يمر من هذا الطريق، ويبعد عن أم القرى حوالي 110 كم. ويقع قريباً من عقيق- الطائف.
  • خامساً: يلملم/ وهذا ميقات أهل اليمن وكل من جاء من طريقهم، وهو وادي على طريق اليمن على بعد مسافة 120 كم عن مكة. وسمى بذلك الاسم نسبة إلى جبل يلملم في جبال تهامة، ويحرم الناس اليوم من قرية السعدية. وهو تابع لمحافظة الليث والتابعة لمنطقة مكة المكرمة.
  • سادساً: الجحفة/ وهذا هو ميقات أهل مصر والشام ومن جاء من طريقهم من بلاد المغرب العربي.
  • سابعاً: قرن المنازل (ميقات السيل الكبير)/ وهنا ميقات أهل دول الخليج العربي ونجد ومن سلك طريقهم أيضا.
  • ثامناً: ذو الحليفة (أبار علي)/ وهي الميقات المخصص لأهل المدينة المنورة، وكل من أتى عليها من غير أهلها، وتبعد تلك المنطقة عن المدينة حوالي 18 كم. بينما تعتبر هي أبعد المواقيت عن مكة حيث تبعد عنها حوالي 428 كم.

ماذا عندما يصل الحاج إلى الميقات؟

عندما يصل الحاج إلى الميقات المخصص له، يكون مخيراً بين ثلاثة أنواع من النسك الآتية:

أولاً- القِران

وصفة القِران هي الإحرام بالحج والعمرة معاً، وكيفيته أن يقول المحرم: “لبيك اللهم عمرة وحجاً” أو “لبيك اللهم عمرة في حجة”، وله صورة ثانية. وهي أن يُحرم بالعمرة من الميقات ثم يُدخل عليها الحج قبل أن يبدأ ويشرع وينوي الطواف. فإذا وصل إلى مكة، طاف حول الكعبة طواف القدوم، وإن أراد أن يُقدم سعي الحج، فإنه يسعى بين الصفا والمروة. وإلا أخره إلى ما بعد طواف الإفاضة، لكن لا يقصر ولا يحلق ولا يتحلل من الإحرام إلى أن يأتي عليه يوم النحر (يوم العيد الأضحى).

ويطلق أيضاً لفظ التمتع على القِران في عُرف السلف. وذلك لأن القارن متمتع بجميع النسكين في نُسك واحد، ومتمتع أيضا بسقوط أحد السفرين عنه فلم يحرم لكل نُسك من ميقاته المحدد له. فيدخل بهذا في عموم الآية الكريمة (فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي). وأما الصورة الثالثة للقِران، وهي إدخال العمرة على الحج، وفيها خلاف بين أهل العلم من حيث أنه يصح أو لا يصح. والأفضل الخروج من هذا الخلاف إلى الصورتين الأولى والثانية. والله أعلى وأعلم.

ثانياً- الإفراد

وللإفراد صورة واحدة، ألا وهي الإحرام بالحج وحده. فيقول الحاج: “لبيك اللهم حجة“، فإن وصل إلى مكة طاف طواف القدوم. وسعى للحج إذا أراد، وإلا أخره مثل القارن إلى ما بعد طواف الإفاضة. واستمر على إحرامه حتى يحل منه يوم النحر.

ملحوظة: إن أعمال المفرد والقارن سواء، لكن القارن عليه هدي لحصول النسكين له بخلاف المفرد.

ثالثاً- التمتع

والتمتع هو أن يُحرم بالعمرة في أشهر الحج. ثم يحل منها، ثم يحرم بالحج من عامه. لكن سبب تسمية هذا النسك بالتمتع هو راجع إلى سببين عند أهل العلم، وهما:

  1. المتمتع يتمتع بإسقاط أحد السفرين عنه. ولهذا لم يجب الدم على حاضري المسجد الحرام (المكي) متمتعا أو قارناً لأنه ليس من شأنه الميقات أو السفر.
  2. وهذا السبب يتمحور حول تمتع المتمتع بكل شئ من طيب ونساء. وبكل مالا يجوز للمحرم فعله من بداية وقت حله من العمرة إلى بداية إحرامه بالحج، فهو تلذذ وانتفاع، ولذلك كان اسمه تمتع.

وصفة التمتع هي أن يحرم بالعمرة وحدها من الميقات في أشهر الحج. وذلك بقوله عند نية الدخول إلى في الإحرام “لبيك عمرة“، ثم يؤدي جميع مناسك العمرة، إلى أن يتحلل منها ويستمر في ذلك إلى يوم الثامن من ذي الحجة يوم التروية” وهنا يحرم بالحج وحده ويأتي بجميع أعماله.

واجبات الحج

واجبات الحج

  • وأما عن واجبات الحج، والآتية بعد أركانه فهي سبعة واجبات على النحو الآتي:
  • أولاً- الإحرام من الميقات المحدد للحاج.
  • ثانياً- الوقوف بعرفات الله إلى غروب الشمس.
  • ثالثاً- المبيت بمنى ليالي التشريق الثلاث، وأيام التشريق هي: الحادي عشر، الثاني عشر، الثالث عشر من ذي الحجة.
  • رابعا- رمي الجمرات بالترتيب، كما جاءت في السنة المحمدية.
  • خامساً- الحلق أو التقصير.
  • سادساً- طواف الوداع.
  • سابعاً- الهدي على المتمتع والقارن، وهو ذبح شاة لأنه واجب.

وباقي الأفعال في الحج هي من السنن، وتتمثل في التلبية والاضطباع وطواف القدوم، وصعود الصفا والمروة وغيرها.

ما الفرق بين الركن والسنة والواجب في الحج

ها نحن قد ذكرنا لكم مواقيت وواجبات الحج، لكن قد يغمرك حب الفضول لمعرفة الفرق بين الركن والواجب والسنة، وهذا يتلخص في أن. الركن لا يصح الحج إلا بالإتيان به، بينما الواجب يصح الحج مع تركه لكن يجب الدم هنا (ذبح شاة). وأما السنة فلا شئ على من تركها.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية موضوع هذا المقال عن “مواقيت وواجبات الحج”، لكن نرجوا ونأمل نحن أسرة “ثقفني”، أن نكون قدمنا لكم معلومة مفيدة وهامة، وإذا كان الموضوع قد أعجبك فلا تنسى الاشتراك في إشعارات موقعنا حتى يصلك كل جديد.