وثائق سرية وتقرير الـ(سي آي إيه) عن الأسد
قامت مؤخرا صحيفة “واشنطن بوست”، بنشر تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، تضمن وثائق سرية عن حياه حافظ ورفعت الأسد، وتم السماح لها بنشره بعد أن تم رفع السرية عنه، وسحب الأسماء الخاصة بالعملاء، وكذلك المصادر الرسمية للوكالة، كما تم رفع عدة تقارير أخرى تخص مجندين و عملاء لديها، في البلدان والمناطق التي لها مصالح استراتيجية مع واشنطن.
واشنطن وتتبعها لتحركات الأسد
أوضح تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، والمدون في 23/5/1983، عن أنه في الوقت الذي انتشر فيه شائعات مرض حافظ الأسد، وبعد تأكيد ذلك الخبر للرئاسة الأمريكية، عن طريق الموساد الإسرائيلي، فدفعت واشنطن إلى متابعة تحركات رفعت الأسد، أبان تلك الفترة، حيث أوضح التقرير كما هو مذكور بالـ واشنطن بوست أنه ” إذا كان هناك شخص أحبط آمال (الرئيس الأمريكي) رونالد ريجان في لبنان فهو حافظ (الأسد)، الشخص العنيد الذي ما انفك يفاوض ويخادع الأمريكيين عند كل منعطف حتى تحقق ما أراده في سباق الهيمنة على بيروت”.
تدهور صحة الأسد واكتشاف مرضه
شكلت الزيارة التي قام بها الأسد للأردن أثناء فترة مرضه، فرصة لا تعوض لواشنطن، حيث تمكنت من إرسال صفوة العملاء لديها، لمراقبة تحركات حافظ الأسد في الأردن، ليخرجوا بتقرير شامل عن حالته الصحية المتدهورة، وأصابته باللوكيميا “سرطان الدم”، وأنه في مراحل متأخرة من المرض.
التبعات السياسية الداخلية لحالة الأسد
ذكر التقرير أنه هناك رابط بين تدهور أجل الأسد، وبين التبعات التي أحدثها شقيقه “رفعت الأسد“، حيث قام بإعادة توزيع سرايا الدفاع التابعة له، لتصبح على مقربة من العاصمة السورية (دمشق)، وكانت تلك المهمة تنتظر اللحظة الحاسمة، لدخول دمشق وكسب تأيده العلويين بها، وذلك على حساب الشقيق الأكبر حافظ الأسد، والذي كان وقتها على حافه الموت.
رفعت الأسد ونظرة معارضيه له
كان بالتقرير جزء خاص ب “رفعت الأسد“، وعن طريقة معاملته وتفكيره من أشد المقربين إليه، وكذلك أيضا من المعارضين له، حيث أفادت الدائرة المحيطة به، بأنه كان ذو طموح سياسي كبير، وانه كان يسعى دائما للوصول للحكم، ولرئاسة سوريا، كما تم ذكر حبه للنساء واتهامه بالفساد والانتقادات الكثيرة، في حين أن معارضيه اتهموه بمناصرته للولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة لأن لديه ممتلكات خاصة بها.
وجدير بالذكر أن إسرائيل، والتي ورد اسمها في العديد من أجزاء التقرير، أنها رأت أن رفعت الأسد، لن يستطيع الصمود في الحكم، مما دفع الإسرائيليون لاعتقدهم أن سوريا سوف تنحدر إلى فوضى كما كانت في الماضي.
تعليقات