سر برودة أرضية الحرمين الشريفين مع الطقس شديد الحرارة صيفاً في المملكة العربية السعودية
سر برودة أرضية الحرمين الشريفين أثناء الظهيرة وفي عز حر الصيف يتعجب له الحاج والمعتمر وكل من تلمس قدميه أرضية الحرم المكي أو الحرم النبوي فيجد الأرض باردة والسير فوقها أثناء ارتفاع درجات الحرارة في المملكة يسير برغم سخونة الأراضي خارج هذا المكان المقدس وحوله ،وكما نعلم أن مناخ المملكة العربية شديد الحرارة صيفاً وشتاءً نظراً لأنها تتميز بمساحة كبيرة من الجبال، والصحاري التي تحيط بالحرمين ويسأل الناس عن سر برودة أرضية الحرمين في الصيف:
- هل هذه ظاهرة طبيعية من بها الله سبحانه وتعالى على هذه الأماكن الطاهرة ؟
- هل قام المهندسون بعمل تقنية ونظام تبريد خاص وتم وضع مواسير مبردة أسفل الأرضية ؟
وراء هذا السر قصة عظيمة، ورائعة بطلها مهندس مصري يدعى “محمد كمال إسماعيل” تحدث قبل وفاته عن قصة البرودة التي تتميز بها أرضيات الحرم المكي والنبوي الشريف في برنامج في “حب الحرمين” الذي كان يبث عبر قناة اقرأ .
من هو المهندس صانع سر برودة أرضية الحرمين
المهندس “محمد كمال إسماعيل” ولد في 15 سبتمبر 1908 في مدينة ميت غمر في محافظة الدقهلية وقد حصل على الثانوية العامة بتفوق وكان أصغر طالب يحصل عليها في تاريخ الدولة المصرية وتخرج من كلية الهندسة التي كانت تسمى في العصر الملكي المهندس خانة وكان أيضاً أصغر من تخرج منها وفاز ببعثة إلى “فرنسا “، وحصل على ثلاثة شهادات في دراسة العمارة الإسلامية وهو من أول من حمل لقب دكتور في الهندسة المعمارية .
حصل على وسام النيل من الملك فاروق وتم منحه لقب ألبيك، وتم اختياره ضمن المجموعة المنفذة لتوسعة الحرم المكي والإشراف عليها عام 1982 في عهد الملك فهد بن عبد العزيز أل سعود وكانت أكبر توسعة للحرم استمرت 13 عام و وكانت تصميماته الرائعة للمآذن والزخارف المعمارية ونظام التكيفات لم يتوصل أحد لتنفيذها خلال 14 قرنا من زمن أنشاء الحرم .
عاش قرابة 40 عاماً في المملكة العربية السعودية ووفاته المنية هناك وكانت له قصه مع رخام أرضية الحرمين الشريفين عندما فكر كيف يوفر للطائفين سبل تجعلهم يطوفوا دون شعور بالحر أو صعوبة في السعي بين الصفا والمروة حتى تنتهي مشاعر الحج والعمرة في أوقات ارتفاع الحرارة في الحرمين التي تصل إلى 40 و55 درجة مئوية وأكثر.
كيف تم تبريد رخام الحرميين؟
أوضحت رئاسة الحرمين الشريفين سر برودة ارضيه الحرمين في تقرير نشر في موقع “العربية نت” كما تناولت الصحف السعودية مثل صحيفة” عكاظ” وغيرها من الصحف قصة المهندس المصري الذي تولى أكبر مشروع توسعه للحرميين وكيف أنه صاحب الفضل في تبريد أرضية الحرمين عندما توصل إلى فكرة استخدام نوع نادر، ومميز من الرخام شديد البياض اسمه التاسوس ولا يوجد في أي مكان بالعالم غير اليونان.
مميزات رخام تاسوس
- يتميز هذا الرخام النادر بأن لونه ابيض شديد البياض.
- له مسام تحتفظ بالرطوبة أثناء الليل وتتسرب في النهار ما تم تخزينه من الرطوبة.
- يعكس الضوء والحرارة.
- يتميز بأنه شديد القوة والصلابة ويصل سمكه إلى 5 سم.
يقول المهندس المصري أنه سافر إلى اليونان لشراء رخام الحرم المكي وتوجه إلى الشركة اليونانية المنتجة للتاسوس فوجد كمية كبيرة اشترى نصفها ورجع إلى السعودية وقام بتركيب الرخام وبعد مرور 14عام طلب منه الملك تولي مشروع توسعة الحرم النبوي ووضع رخام لتغطية أرضية الحرم بالمدينة المنورة وشعرت بالخوف هل يمكن إيجاد كمية من هذا الرخام مرة أخري .
قال سافرت إلى اليونان وتوجهت إلى نفس الشركة المنتجة وقابلت رئيس مجلس الإدارة وسألت عن الرخام ورد قال لقد تم بيع المتبقي بعد انصرافك فحزنت حزنا شديدا ثم انصرفت وقبل انصرافي سالت السكرتيرة عن من اشترى الكمية الباقية، فقالت لا اعلم لقد مرت سنوات على هذا الموضوع ومن الصعب البحث عن المشتري.
وأضاف حجزت على طائرة العودة في اليوم التالي وقلت للسكرتيرة أمامي يوم واحد في اليونان ربما توصليني لاسم المشتري فوعدتني بالبحث وتركت لها رقم تليفون الفندق وتعجبت من نفسي لماذا اسأل عن المشتري ؟ ولكن قلت في نفسي لعل الله يحدث أمر.
تابع المهندس كمال في اليوم التالي وقبل سفري بقليل اتصلت السكرتيرة وأخبرتني أن شركة سعودية هي التي اشترت باقي كمية الرخام وأعطتني العنوان ثم ذهبت إلى المطار والعودة ثم توجهت للشركة التي اشترت الرخام وقابلت رئيس مجلس الإدارة، وسالته ماذا فعل برخام التاتوس فاتصل بالمخازن وتبين انهم لم يستخدموا الرخام منذ تم شراؤه .
تابع لقد بكيت مثل الطفل وتعجب صاحب الشركة وقال لماذا البكاء رويت له ماحدث فأمر بمنحي الرخام ورفض أن يأخذ المقابل، وكان بالملايين ولكنه قال أنه في سبيل الله طالما سيوضع في الحرم ربما جعلني الله اشتري باقي الكمية حتى تكون موجودة وقت الحاجة لها وتكون هنا في السعودية وقريبة.
انتهت القصة الرائعة، وقد تم منحه جائزة من المؤتمر الإسلامي “جائزة الملك فهد للتفوق في العمارة” وقدمها له الملك بنفسه، ولم يتقاضى المهندس “محمد كمال إسماعيل” أجر عن توسعة الحرمين الشريفين وعرض عليه الملك ملايين ، رحمه الله عليه ويسكنه فسيح جناته وقد توفى عام 2008 شهر أغسطس في المملكة العربية السعودية عن عمر100 عام.
تعليقات