متى نقول دعاء القنوت وما حكم الدعاء به في صلاة الفجر وصيغته الصحيحة؟

دعاء القنوات هو الدُعاء الذي يدعي به المسلمون حسب ما جاء في السنة النبوية في صلاة الوتر، ويُدعى به أيضاً في الصلوات الخمسة المفروضة على المسلمين، ولكن شرط الدعاء به في الصلوات الخمس هو وقت النوازل ووقوع البلاء. وبما أن العالم يعيش هذه الفترة في بلاء بسبب وباء كوفيد-19، فيمكننا الدعاء بهذا في صلواتنا، والقنوت في اللغة العربية معناه الإمساك عن الكلام، وهو أيضاً يعني الخشوع والإقرار أمام الله بالعبودية وإقراراً بقيامنا بالطاعات والعبادات ابتغاء مرضاة الله.

حكم دعاء القنوت في صلاة الفجر
القنوت, دعاء القنوت, القنوت في الفجر

صيغة دعاء القنوات الصحيحة

دُعاء القنوات يقوم المسلمون بالدعاء به في حالتين كما ورد عن رسول الله صل الله عليه وسلم، وهو إما الدعاء به في صلاة الوتر عند قيام الليل، والدعاء به في الفروض الخمس من الصلوات عند النوازل وحلول البلاء، وفي كل حالة من الحالات التي يُستحب الدعاء بهذا الدعاء فيها، نقول صيغة دعاء القنوت مكتوباً والتي كان يدعي بها رسولنا الكريم، وهو ما سنعرضه لكم في السطور القادمة.

دعاء القنوت في صلاة الوتر

اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت لا منجى منك إلا إليك، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ.

وبعدها نقول صيغة الصلاة الإبراهيمية على الرسول صل الله عليه وسلم كما جاء عن بعض الصحابة في القنوت في صلاة الوتر.

دعاء القنوت في الصلوات الخمس

عند حلول البلاء يدعي المسلمون الله عز وجل بفك الكرب وزوال البلاء والكرب، وعندها نقوم بقول صيغة القنوت في النوازل، وهو كما جاء عن الرسول صل الله عليه وسلم:

اللهم إنا نستعينك ونؤمن بك، ونتوكل عليك ونثني عليك الخير ولا نكفرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجدَّ بالكفار مُلحق، وبعدها نُكمل بالدعاء إلى الله لإزالة البلاء أو الكرب.

حكم دعاء القنوت في صلاة الفجر

يتساءل العديد من الناس حول جواز الدعاء بدعاء القنوات في صلاة الفجر وفي باقي الفروض الخمس من الصلوات، وفي هذا الشأن أجابت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية عن حكم دعاء القنوت في صلاة الفجر وغيرها، واستندت الفتوى إلى أراء الفقهاء الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنبلية.

رأي جمهور الفقهاء الأحناف: يرون الفقهاء الأحناف أن القنوت وجوبه في صلاة الوتر فقط، كه عدم جواز الدعاء به في الفجر أو غيره من الصلوات الخمس إلى في النوازل وحلول البلاء، حينها يقنت الإمام في صلاة الفجر ويؤمن عليه المصلون من خلفه، ولا يُستحب أن يقنت المصلي منفرداً في النازلة وإنما يُستحب أن يُدعى به في صلاة الجماعة.

رأي جمهور الفقهاء المالكية: يرى فقهاء المالكية أن القنوت واجب ويجوز في صلاة الفجر، ولكن يُستحب أن يدعي به المُصلي قبل الركوع، أي ليس في السجود أو في أي موضع آخر من مواضع الدعاء في الصلاة.

رأي جمهور الفقهاء الشافعية: الفقهاء الشافعيين يرون أنه من المُستحب الدعاء بالقنوت في صلاة الفجر، وأن القنوت في صلاة الوتر يكون فقط في النصف الأخير من شهر رمضان المبارك، كما يرون أن القنوت لا يجب الدعاء به في غير الفجر والوتر من الصلوات إلا في حالات النوازل فقط، على أن يكون الدعاء بعد القيام من الركوع وقبل السجود.

رأي جمهور العلماء الحنابلة: الفقهاء الحنابلة يرون أن القنوت في صلاة الوتر فقط، وغير مستحب أن يقنت المُصلي في غير صلاة الوتر، إلا عند حدوث النوازل وحلول البلاء فعندها يُستحب الدعاء به والقنوت بعد الركوع وقبل السجود.

وهذه هي أراء جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة، وعليه فإن بعض الآراء عن القنوت في الصلوات الخمس صحيحة، وعدم التمسك بالقنوت في صلاة الفجر فقط وذلك لأن العلماء والفقهاء اختلفوا على المداومة على القنوت في صلاة الفجر، مع العلم أنع من غير المفترض أن نصف الدوام على القنوت في الفجر بأنه أمراً ممنوعاً لأن ذلك محل خلاف، ذلك لأنه وفقاً لما جاء في سُنن الترمذي أن الرسول صل الله عليه وسلم كان يقنت في صلاة الصبح والمغرب.