مطعم فى الظلام تجربة فرنسية تنفذ لأول مرة فى مصر.. بطعم القدماء المصريين
مطعم فى الظلام، هذا المكان بقعة مضيئة في مصر، رغم أنه لا يعمل إلا في الظلام التام، ففور أن تجتاز لافته معلقة بأناقة أعلى باب “فيلا”، صغيرة بحدائق الأهرام، حتى تقودك خطواتك إلى تجربة غير مسبوقة، داخل” مطعم في الظلام”، ليس فقط لأن كل من يعملون به من أصحاب الهمم الذين فقدوا أبصارهم، لكن وهذا الأهم، يتبادل فيه المبصرون والمكفوفون الأدوار، حيث يتناول المبصرون الطعام في ظلام تام، بينما يقوم المكفوفون بأدوار المرشدين ومقدمي الخدمات لهؤلاء المبصرين في هذا العالم المظلم.
بداية فكرة مطعم فى الظلام
يقول صاحب الفكرة ومؤسس المطعم عبدالباسط عزب أنه كان كثير السفر وزار أكثر من 70 دولة حول العالم وحينما كان يتنقل بين الدول لرعاية ومساندة الأبطال من ذوى الهمم بحكم عمله كرئيس للمركز العربى للإعلام المتخصص حيث لاحظ إنتشار هذه المطاعم في دول أوروبا بشكل كبير خاصة في فرنسا، وأعجب كثيراً بالفكرة لذلك قرر أن ينقل هذه الفكرة لمصر.
مع الحفاظ على نفس العلامة التجارية لسلسلة مطاعم ” Dans Le Noir” المنتشرة حول العالم في دول أوروبا وإفريقيا وأستراليا ونقل الفكرة من هناك عن طريق عقد إتفاق مع المطعم الفرنسى على نقل التجربة إلى مصر وأبرم معهم عقد حق إنتفاع وإستغلال للعلامة التجارية والفكرة ليصبح فرع المطعم بمصر هو الفرع رقم 15 للشركة الفرنسية على مستوى العالم.
وقام بإصطحاب معه خبراء ومدربون فرنسيون من فرع الشركة الأم بفرنسا ليقومون بإعداد وتدريب العاملين بفرع المطعم الجديد بمصر.
وتم إنشاء الفرع المصرى طبقا للمواصفات العالمية وبنفس المستوى الفرنسى.
الهدف من مطعم فى الظلام
عن هذه التجرية الفريدة يقول د. عبد الباسط
عزب مؤس س المطعم، وهو أول مذيع تليفزيوني كفيف في الوطن العربي، وحاصل على دكتوراه في الوسائل التعليمية للمعاقين ورئيس المركز العربي لإعلام ذوی الإعاقة، إن الهدف من فكرة المطعم هو تغيير ثقافة المجتمع عن المكفوفين، حيث يفقد المبصرون القدرة وعلى إستخدام حاسة البصر طوال فترة وجودهم داخل المطعم، مما يشعرهم بعظم نعمة البصر من ناحية، وبمشاعر من فقدوا هذه النعمة من ناحية أخرى.
فكرة تجربة مطعم فى الظلام
ففى هذه التجرية يؤدي عامل المطعم الكفيف
المسئول عن خدمتك دور المبصر ويقوم على خدمتك ومساعدتك منذ وصولك للمطعم حتى مغادرته، فيما يقوم الزائر بدور الكفيف، فيآكل ويتحرك ويمشي في الظلام الدامس لدرجة أنه لا يستطيع رؤية كف يده إلا بمساعدة وتوجيهات من أحد العاملين المكفوفين، ويستقبل المطعم رحلات مدرسية وجامعية من أجل نشر التوعية المجتمعية بمتطلبات شريحة المكفوفين.
فضلاً عن أن المطعم يسهم في حل مشكلة البطالة الأصحاب الهم من فاقدى البصر بتوفير فرص عمل تحقق لهم دخلا دائما ومجزيا هـذا الدخل دائم مقابل مجهودهم، مشيراً إلى أنه تم تدريب العاملين من أصحاب الهم م بالمطعم على يدى الخبيرة الفرنسية دان لوران التي تقول: إن المطعم المصرى هو الثامن الذي قام بتأهيل العاملين المكفوفين فيه بعد فرنسا وإنجلترا وإسبانيا وروسيا ونيوزيلندا وأستراليا والمغرب.
آلية عمل فرع المطعم بمصر
وتقول سميرة سعيد، وتعمل مضيفة في المطعم: فور مرور الزائر من باب المطعم يقوم بالدخول إلى غرفة خاصة بالمقتنيات يترك بها أي شيء مضئى أو لامع ثم يدخل إلى غرفة الإستقبال، ويكون في إنتظاره مرشدة أو مرشد من “المكفوفين” مرافق له طوال مدة الزيارة ويبدأ المرشد في شرح التعليمات لضيفه للتعامل مع الغرفة المظلمة التي سيتناول فيها الطعام.
ثم يسأل العميل عن الأكلات التي لديه حساسية منها، لكی يتجنبها أثناء إعداد الطعام، بعدها يتم إصطحابه إلى قاعة الطعام، حيث يتم الدخول إلى الظلام تدريجياً من خلال العبور من 4 غرف متداخلة، وعلى كل باب غرفة ستارة، لضمان تحقيق ظلام دامس، ثم يقدم للزائر الطعام على 3 مـراحل هي طبق السلاطة يليه الطبق الرئيسى ويكون عبارة عن إحدى الأكلات الفرعونية القديمة، بعده طبق الحلو.
وبعد الإنتهاء من الأكل يتم الدخول إلى وقت ترفيهي، حيث يطلب من الزائر مهام ينفذها في الظلام الدامس مثل لضم إبرة أو الرسم أو التعرف على الأشياء عن طريق اللمس، وفي النهاية يخرج الزائر، ليجلس بغرفة هادئة الإضاءة، ويقوم المرشد المرافق له بالحديث معه عن التجربة وشعورة أثناء وجوده داخل مطعم الظلام.
رأى الشركة الأم فى فرع المطعم بمصر
“شانيل دونوار” مديرة العلاقات الدولية في شركة “Dans Le Noir” الفرنسية، والمسؤولة عن إفتتاح أي مطعم جديد للشركة منذ 10 سنوات، تحدثت عن تجربة “الطعام في الظلام”، مشيره إلى أنّ المطعم المصري هو رقم 15 للشركة في 8 دول حول العالم هي: فرنسا وإنجلترا وإسبانيا وروسيا ونيوزيلندا وأستراليا والمغرب، وأخيرًا مصر.
وذكرت أن التجربة في مصر أخذت طابعاً وبعداً ثقافياً مختلفاً عن جميع دول العالم فالطعام المقدم في كل المطاعم حول العالم ليس محددًا، هناك تُقدم أي نوع حسب رغبة الزبون، إلا أنه في المطعم المصري يحرص القائمون على أن يحمل الطعام طابعاً فرعونياً قديماً يحمل ثقافة البلاد وحضارتها وتاريخها بين نكهاته المختلفة، وهو البعد الذي ربما يكون مساعدًا على نجاح الفكرة في مصر وإنتشارها في أماكن أخرى.
أما الفرنسية “ألين لوليجوا” المديرة المنتدبه من الشركة الفرنسية للإشراف على فرع المطعم بمصر، ذكرت أنها أقيمت في القاهرة لمدة حوالى 5 شهور، تدرب خلالها طاقم الإدارة على كيفية تسيير المطعم بشكل إحترافي كامل، وقالت “ألين لوليجوا” أن أكثر ما كانت تحرص عليه خلال إقامتها في القاهرة هو نقل جودة “Dans Le Noir” العالمية للمطعم، فالشركة تمتلك فروعًا في معظم قارات العالم بجودة واحدة.
تعليقات