التغذية أثناء الحمل.. ما الأطعمة والمشروبات الواجب تجنبها قبل وأثناء فترة الحمل؟
التغذية أثناء الحمل موضوع هام ينبغي على كل من تخطط للحمل الانتباه له جيداً واتباع قواعده بشكل مثالي للحصول على حمل مريح خال من المشاكل، حيث يشكل النظام الغذائي الصحي عاملًا أساسيًا خلال فترة الحمل، بدءًا من مرحلة التخطيط للحمل حتى الولادة وما يليها من الرضاعة والعناية بالوليد، ويقدم موقعنا دليلًا مفصلًا للتغذية السليمة أثناء الحمل والأطعمة الواجب تجنبها خلال جميع مراحل الحمل. وقبل الانتقال إلى دليل التغذية أثناء الحمل يمكنك عزيزتي الدخول إلى: حاسبة الحمل والولادة الخاصة بموقعنا لتحديد عمر الجنين وموعد الولادة المتوقع بدقة.
النظام السليم للتغذية أثناء الحمل:
يُعدّ النظام الغذائي الصحي مفيدًا بوجهٍ عام، لكن تزداد أهمية النظام الغذائي خلال مرحلة التخطيط للحمل وطوال فترة الحمل بشكل خاص، وذلك لضمان فرصة حدوث الحمل وتطوّر الجنين بشكل آمن.
ما هو النظام الغذائي المُفضل قبل وأثناء الحمل؟
لا ينصح باتباع حمية غذائية خاصة خلال التخطيط للحمل وأثناء الحمل، لكن يكفي الاعتماد على نظام غذائي صحي ومتوازن، كذلك ينصح بالحصول على الفيتامينات والمعادن من الطعام المعتاد وعدم الاعتماد على المكملات الغذائية بدون داعي طبّي.
يستثني من ذلك مكملات حمض الفوليك – Folic acid، والتي يُنصح بتناولها يوميًا بجرعة 400 ميكروغرام بدءًا من مرحلة التخطيط للحمل وحتى انتهاء الأسبوع الثاني عشر من الحمل، وذلك لضمان سلامة التطوّر الجنيني وخاصةً الجهاز العصبي للجنين وتجنّب التشوهات خلال تلك المرحلة الهامة.
هل يجب زيادة كمية الطعام للضعف (الأكل لفردين)؟
يؤكد الموقع الرسمي لوزارة الصحة البريطانية أن النصيحة الشهيرة (تناولي الطعام لفردين.. لكِ وللجنين) هي مجرد خرافة، فالاعتماد على نظام غذائي صحي للتغذية أثناء الحمل يكفي لتلبية احتياجات الأم والجنين معًا، وتُعد زيادة كمية الطعام بمقدار بسيط كافيًا خلال الحمل، وبمتوسط 200 سعر حراري يوميًا أو ما يوازي شطيرة صغيرة الحجم “ساندويتش واحد” يمكن تلبية احتياج الأم والجنين.
والمقصود بالنظام الغذائي الصحي هو الحصول على كميات مناسبة من النشويات والبروتين والدهون الصحية مع تجنّب الدهون المشبعة قدر الإمكان، كذلك الحصول على قدر كافي من الفواكه والخضروات (حوالي خمس حصص يوميًا) لتلبية احتياجات الأم والجنين من الفيتامينات والمعادن الأساسية. ويمكنك -عزيزتي- استشارة طبيبك حول كمية الطعام المناسبة خلال الحمل وفقًا لاحتياجات الجسم والنشاط الجسدي المعتاد.
ما هي الأطعمة التي يجب الانتباه لها قبل وأثناء فترة الحمل؟
يحتوي طعامنا اليومي على كميات متفاوتة من المواد الكيميائية والجراثيم، والتي عادةً لا تسبب الضرر أو يقتصر ضررها على العدوى البسيطة دون أعراض أو مع ظهور أعراض بسيطة بدون مضاعفات.
لكن يجب الانتباه جيدًا عند التخطيط للحمل وخلال فترة الحمل لنوع وكميات تلك الأطعمة تجنبًا لتعرض الأم أو الجنين للتسمم أو العدوى نظرًا لضعف الاستجابة المناعية أو بعض العوامل الأخرى، ويوضح هذا المقال قائمة بتلك الأطعمة والمشروبات:
الألبان ومنتجاتها:
يمكن تناول الألبان المبسترة ومنتجات الألبان المصنوعة من اللبن المبستر بشكل آمن، كذلك يمكن تناول الأجبان الصلبة والأجبان اللينة المبسترة والمعلبة والزبادي والكريمة والمثلجات.
يُمنع تمامًا تناوُل الألبان غير المبسترة ومنتجاتها (مثل جبن الريكوتا وفيتا الغير مبستر)، كذلك ينصح بتجنّب الأجبان اللينة المغطاة بقشور (مثل أجبان بري وكوممبير) والأجبان الزرقاء (الريكفور وما يشبهها)، ويمكن تناول تلك الأجبان فقط بعد طهيها لدرجات حرارة عالية جدًا تكفي لتصاعد البخار منها، وذلك لخطورة التسمم البكتيري وعدوى الجنين أثناء الحمل (عدوى الليستريا) والتي قد تنتهي بالإجهاض أو الوفاة.
اللحوم والدواجن:
يمكن تناول جميع أنواع اللحوم والدواجن بعد طهيها بشكل كامل واختفاء اللون الوردي من اللحم تمامًا، خاصة الدواجن والبرجر والنقانق.
يجب الحذر عند تناول اللحوم المعالجة مثل السلامي واللحوم الباردة والمدخنة، ويجب طهيها حتى تصاعد البخار منها.
يُمنع تمامًا تناول اللحوم النيئة أو النصف مطهية أو اللحوم المطهية لدرجات حرارة منخفضة (الباتي – pate)، وذلك لاحتمالية احتوائها على طفيليات التوكسوبلازما التي قد تسبب الإجهاض أو العيوب الخلقية للجنين.
كذلك ينصح بتحنّب الكبد تمامًا لاحتوائه على مستويات عالية من فيتامين أ والذي قد يسبب التسمم للجنين، كما يُنصح بتجنّب الطيور والحيوانات البرية التي تم صيدها لخطورة احتوائها على مستويات عالية من الرصاص المستخدم في الصيد.
الأسماك والمأكولات البحرية:
يمكن تناول الأسماك والمأكولات البحرية والقشريات بعد طهيها جيدًا، كذلك تُعدّ الأسماك المدخنة آمنة أثناء الحمل.
يجب الحذر عند تناول الأسماك النيئة والنصف مطهية المستخدمة في إعداد السوشي، وينصح بتجنبها تمامًا عند عدم التأكد من تجميدها فترة كافية قبل استخدامها.
يُفضل الحد من كميات الأسماك الدهنية مثل السالمون والماكاريل لمرتين أو أقل أسبوعيًا لاحتوائها على مستويات عالية من الملوِّثات البحرية، كذلك يجب الحد من تناول سمك التونة الطازج أو المعلب لمرتين حتى أربع مرات كحدٍ أقصى والامتناع التام عن تناول الأسماك المفترسة كسمك أبوسيف والقروش لتجنب التعرض لمستويات عالية من الزئبق.
البيض:
ينصح بتجنّب تناول البيض النيء والبيض النصف مطهي بمفرده أو في العجين قبل خبزه، والتأكد من تصلّب الزلال والصفار قبل تناوله، ويمكنك إعداد أطباق البيض النص مطهي فقط باستخدام البيض المبستر.
الفواكه والخضروات:
يجب الحرص على غسل الفواكه والخضروات جيدًا بالماء الجاري، وينصح بعدم تناول العصائر الطازجة والغير مبسترة إلا بعد غليها لمدة دقيقة، ويفضل استبدالها بالعصائر المبسترة.
يجب تجنّب تناول البراعم النباتية – Sprouts مثل الفول النابت وبراعم الفجل وغيرها دون طهيها نظرًا لخطورة الإصابة بعدوى الليستريا.
المشروبات:
الكحول: يمنع منعًا باتًا تناول المشروبات الكحولية أثناء التخطيط للحمل وخلال جميع مراحل الحمل.
الكافيين: يُنصح بالحد من استهلاك مشروبات الكافيين إلى 200 ملغرام أو أقل يوميًا، وهو ما يمثل كوبين تقريبًا من الشاي (الشاي الأسود أو الأخضر)، أو كوب واحد من القهوة، أو كوبين من القهوة سريعة التحضير أو خمس عبوات من مشروبات الكولا أو 8 ألواح من الشوكولا.
المشروبات العشبية: يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي نوع من مشروبات الأعشاب، وينصح بالحذر عند تناول مشروبات الينسون والكاموميل والميرامية والزعتر ومنقوع الحلبة، ويمنع تمامًا تناول مشروب عشبة السنا (المعروف بشاي الحِمية) وجذور السوس نظرًا لقدرتهما على تحفيز انقباضات الرحم بعنف.
العصائر: ينصح بعدم تناول العصائر الطازجة الغير مبسترة إلا بعد غليها، ويفضل استبدالها بالبدائل المعلبة والمبسترة.
يحتاج اختيار نظام التغذية أثناء الحمل و نوع وكمية الطعام والشراب قبل وأثناء فترة الحمل إلى الكثير من الاحتياطات، لكن تظل صحة الأم والجنين والحرص على تجنّب حدوث المضاعفات والمشكلات الصحية خلال الحمل والولادة فوق كل الاعتبارات.
تعليقات
بارك الله فيكم جميعا