الأكلات ليست فقط لإشباع الجوع بل أيضًا تمنحك الشعور بالسعادة وتقضي على المزاج السيء وتكافح الحزن والاكتئاب، ولكن يسبق ذلك بعض الترتيبات الخاصة، منها أن تنفرد بنفسك أو تجتمع بأشخاص تستمتع معهم باللقاء والحديث، أمّا عن الأطعمة التي تجلب السعادة إليك “منيو السعادة” الذي يقدمه دكتور محمد رمضان، أخصائي الصحة النفسية وأمراض التخاطب:

أطعمة تجلب السعادة وتقضى على المزاج السيئ

أولاً: الأطعمة التي تجلب السعادة:

عندما ينتابك شعور بالملل وأنه هناك شيء يزعجك ولا تعرف ما هو؟ أو تجد بداخلك نوع من الكركبة كما لو كانت عليك مسئوليات كبرى؛ رغم عدم وجود ذلك، فيجب أن تعلم حينها أنك تمر بنوع من أنواع السلوك المضطرب وهو “تقلّب المزاج”، هذا الشعور لن يزول عنك بسهولة فهو بحاجة إلى تدخل منك، وهذا التدخل يتم بواسطة اللجوء إلى الأكلات التي تجلب السعادة، ومن هذه الأكلات:

1. نبات السبانخ:

لا أعني السبانخ المطبوخة بل أكل السبانخ بأي طريقة تحبها أو تستلذها، يمكنك إضافتها مع الخضراوات في السلطات، أو حول المشاوي مع البقدونس، كل ما هو عليك دمج نبات السبانخ مع أي طعام آخر.

أعلم أنك تتساءل لماذا نبات السبانخ يعتبر من الأكلات التي تجلب السعادة؟ السر هنا في المكونات التي يحتوي عليها هذا النبات وهو “حمض الفوليك” والذي يساعد بشكل كبير في عملية تحسين المزاج، والتخفيض من أعراض الحزن والاكتئاب العرضي، بالإضافة لاحتواء هذا النبات على عنصر “الماغنسيوم”؛ الذي بدوره يحافظ على هرمون السعادة “السيروتونين”، بجانب أنه يجلب السعادة فهو أيضا من الأطعمة الصحية التي يجب ألا يخلو طعامك من وجوده فيها.

2. الأكلات البحرية:

بالطبع البحار بداخلها كنوز على رأسها المأكولات البحرية التي بمجرد النظر إليها جلبت لك السعادة، مثل الأسماك خاصة الدهنية منها؛ كالتونة والسلمون، اللذان يحتويان على كميات كبيرة من عنصر “أوميجا3” والذي يقوم بمحاكاة كيمياء المخ لتعديل أنظمتها، بجانب مهمة هذا العنصر في تحسين الذاكرة والرفع من عملية التركيز، وتحتوي أيضًا المأكولات البحرية على عنصر فيتامين “ب12″؛ الذي يحفّز الجسم على انتاج مادة “السيروتونين” لتجد جسدك في حالة من الاستقرار كما لو أن هذه الأكلات جلبت لك السعادة عقب الانتهاء من الطعام، لذلك لا تحرم نفسك ولن تنزعج مائدة الطعام خاصتك من تواجد هذه الكنوز بين وجبتك، بعد أن علمت أنها من الأكلات التي تجلب السعادة لك؛ هل يصح الاستغناء عنها؟!

3. ثمار الفاكهة:

تحتوي الفواكه على مجموعة من الفيتامينات التي ترفع من الحالة المعنوية، وبفضل هذه الفيتامينات تنال المكانة الكبيرة بين الأطعمة التي تجلب السعادة وتقضي على الحزن، وهناك عدة دراسات أكدت على أهمية الفواكه والتي جاءت نتائجها أن تناول الشخص من ثلاث إلى تسع ثمرات من الفواكه مختلفة النوع يحدث التفاعل الداخلي وينتعش الشخص بشكل ملحوظ مما يسبب له الشعور بالرضا والسعادة، وأهم أنواع الفواكه:

• الموز: لاحتوائه على عنصر “البوتاسيوم” ومركّب “تريبتوفان” وكلاهما يساعدان على تعزيز الحالة المزاجية بجانب السحر الذي يفعله حمض الفوليك في خفض الشعور بالحزن.
• التوت: غني بالفيتامينات والمعادن التي تقلل من الحساسية وتساعد على تحسين ضبط مستويات السكر في الدم، فيجعل الجسم في حالة راحة مما يؤدي إلى الشعور بالسعادة.
• الفراولة: وتحتوي على “أنثوسيانيدين” وبعض العناصر التي تحسن مستوى الجهاز المناعي مثل فيتامين “C” و “الفلافونويدات” التي تساعد على حماية القلب وضبط نبضاته؛ وذلك يسهم في خفض الانزعاج فيعُم الشعور بالسعادة.
• الأفوكادو: يحتوي على عناصر “السيروتونين” وهو الهرمون المسئول عن السعادة، ونقصه سبب أساسي في الشعور بالحزن والاكتئاب.

4. البطاطا:

تحتوي على فيتامين “B6” والذي يقوم بتعزيز الصحة النفسية والعقلية، كما تمد الجسم بالطاقة الإيجابية، وهذا يعني أن الشخص يفقد كم كبير من الطاقة السلبية المشحونة بداخله، فينمو الدفء لدى الشخص وتعبر بداخله مشاعر السعادة، لذلك تُعد البطاطا من أفضل النشويات في نوعية الأطعمة التي تجلب السعادة.

5. المهلبية:

بما أن المهلبية أكلة تجمع أكثر من مكون مثل اللبن والأرز والمكسرات (جوز الهند، الفول السوداني، الزبيب)، فهذا الطبق يحتوي على كتلة كبيرة من الفوائد، لأن اللبن يمتلك في عناصره عنصر “الكالسيوم والبوتاسيوم” اللذان يطلقان شحنات قوية من السعادة في الدماغ، بجانب الأرز الذي يمثل الأصل الطبيعي في المأكولات النشوية فهو يعمل على زيادة معدل هرمون “السيروتونين”، ولأن جوز الهند يحتوي على دهون تعمل على تحسين وضع المزاج بواسطة تحفيز الدماغ، كما يعمل الفول السوداني على تحسين الدورة الدموية بالإضافة لعلاجه لـ “الاضطرابات الموسمية”؛ واضطرابات النوم والاجهاد، لاحتوائه على عناصر الدهون الصحية التي تنظم الهرمونات في الجسم بفعل فيتامين “B3”.

6. الشوكولاتة:

تحتوي الشوكولاتة على مواد كيميائية مثل “الأندروفين” وهي المادة التي تخفض الشعور بالألم وتحفز المخ بالإحساس بالمتعة، كما يساعد “الماغنسيوم” النساء على تخفيف حدة أعراض العادة الشهرية، ولأن الشوكولاتة تداعب هرمون “السيروتونين” المسئول عن السعادة، فهي تجعل الشخص في حالة رومانسية خاصة تجعل الأشخاص مدمنين تناولها بشراهة، ولذلك هي من أفضل الأطعمة التي تجلب السعادة بينما هي الأخطر في حالة تناولها بكثرة.

ثانيا: المشروبات التي تجلب السعادة:

1. عصائر الفواكه “الطازجة”:

احتواء الفاكهة على الفيتامينات “A” و”C” و “E” و”B6″، والسكريات الطبيعية، والأحماض، ومضادات الأكسدة، فهو بذلك يأخذ لقب عملاق المشروبات التي تجلب السعادة للإنسان، لأن السعادة ترتبط بالصحة النفسية، والصحة النفسية تتأثر بناءً على تأثر الهرمونات، خاصة هرمون السعادة “السيروتونين”.

2. القهوة / النسكافية:

بفضل “الكافيين” الضي تحتوي عليه القهوة، فهي تقي الانسان من أضرار كثيرة تصيب القلب، كما تمنع الانسان من الوقوع في حالات الاكتئاب لأنها تسهم في التخلص من قسوة التوتر الذي يسيطر على الانسان في بعض الأحيان وخاصة تحت الضغوط المستمرة أو المحيطة، ومن جانب آخر تعمل القهوة على الرفع من عملية الحرق في الجسم لفقد كميات كبيرة من السعرات الحرارية، وهذا يجعل الانسان في حالة من الشعور بالهدوء والرشاقة في نفس الوقت، مما يزيد من سعادته، لذلك من يتأخر عن تناول قهوته أو حتى يمتنع يشعر بصداع خفيف وتقلب ملحوظ في المزاج، لذلك القهوة من المشروبات التي تمنح السعادة.

3. الشاي الأخضر:

يعتبر الشاي الأخضر من المشروبات المهدئة والمخفضة للتوتر، فهو يحتوي على “الثيانين” منشط الذهن ومحسّن للحالة المزاجية، كما يُعد من المشروبات التي تخفف من الصداع وحالات الاكتئاب الأولية، بالإضافة إلى عملية تحسين الذاكرة، وكل ذلك تم وفق نتائج دراسات عديدة تعدت 51 دراسة.

ويؤكد دكتور محمد رمضان على أن الأطعمة التي تجلب السعادة ليست أدوية للعلاج بل هي تعمل فقط على تحفيز الجسم على افراز بعض المواد الطبيعية بداخله، ومواد أخرى تساعد على انتاج كميات كبيرة من بعض العناصر التي تشعر الشخص بأنه في حالة من الاسترخاء والهدوء الداخلي، ويتسبب ذلك في إحساس الشخص بالطمأنينة ومن ثم السعادة.