الصندوق الأسود لنظام تشغيل أبل وسر استمرار المنافسة مع أندرويد !!

الصندوق الأسود لنظام تشغيل أبل وسر استمرار المنافسة مع أندرويد، إذا تعرض أحد منا لبطء مستمر في جواله أول ما يفكر فيه هو استبداله بجوال أخر أحدث بمعالج أقوى، وأول ما تفكر فيه من حيث تفاصيل الجهاز هل هو أيفون أم جوال يعمل بنظام الأندرويد، وذلك لأن نظام تشغيل الجوال يحدد الكثير من الأشياء في تعامل الشخص معه كما أن لكل نظام تشغيل مزاياه الخاصة، فإذا قمت بشراء أيفون فإنك تقوم بحجز مكان لك داخل حديقة أبل المُرفهة والتي يصعب الخروج منها لمزاياها المتعددة، وإذا قمت باختيار نظام أندرويد فإنك تقوم بمنح نفسك حرية أكبر في إختيار جوالك.

تاريخ المنافسة بين نظام تشغيل أبل وأندرويد

في أكتوبر عام 2003 قام المهندس أندي روبن مع ثلاثة من أصدقائه بتأسيس شركة هدفها تطوير نظم تشغيل الكاميرات الديجيتال، ولكن في هذا التوقيت لم يكن هناك سوق للكاميرات الديجيتال بل اعتمد الكل على كاميرات الأنلوج التي يتم تحميض أفلامها، لذا قرر أندي روبن وأصدقائه تحويل اتجاههم لنظم تشغيل الجوالات بهدف تسريع عملية تحقيق هدفهم.

بالفعل في هذا التوقيت كان هناك نظم تشغيل ناجحة مثل سمبيان التابع لشركة نوكيا، وويندوز فون الخاص بمايكروسوفت، وبلاك بيري أيضا، ولكن في الواقع لم تكن تلك النظم ذكية بالقدر الكافي ولم تكن واعية باحتياجات المستخدم، وهذا ما سعى إليه أنديروبن وأصدقائه عن منح المستخدم نظام مريح عن طريق Open Source، وهو ما يُتيح للجميع الإطلاع على الكود الخاص به وتغييره حسب احتياجاتهم، وهذا ما يضمن التطوير المستمر وهذا هو نظام تشغيل أندرويد.

نظام التشغيل أندرويد

بعد مرور أشهر على إنشاء نظام تشغيل أندرويد قامت شركة جوجل بشرائه والاستحواذ عليه، وذلك عام 2005 مقابل مبلغ يقدر بحوالي 50 مليون دولار، وهي تُعتبر أحد أهم عمليات الاستحواذ التي قامت بها شركة جوجل في تاريخها ومنذ ذلك اليوم أصبحت جوجل أندرويد، وخطة جوجل كانت تتضمن تطوير مجموعة من الخدمات والمعروفة باسم Google Mobile Surface، والتي منحت تطوير فعال لنظام أندرويد في تطبيقات شركة جوجل ومنها play store و Gmail وغيرها من التطبيقات.

استمر ذلك حتى 9 يناير 2007 وحينها حدث ما لم يتوقعه أحد في جوجل على الإطلاق، ففي مؤتمر ماك وورلد أعلن ستيف جوبز المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أبل عن أول جوال ستقوم الشركة بإصداره وهو الأيفون بنظام تشغيل IOS ، حيث كان الأيفون هو أول جوال بشاشة TOUCH بالكامل بدون أي زر سوى زر HOME، وقام بعد ذلك الكثير من مطوري الألعاب والتطوير بتطوير تطبيقاتهم لتخص الجوالات التاتش على IOS، وقامت ببيع ألف ونص جوال في أول 6 أشهر من طرحه.

في نوفمبر 2007 أعلنت جوجل طرحها منتج منافس للأيفون قريبا، وعلى الرغم من تأخر جوجل عن أيفون تكنولوجيا إلا أنها كانت تمتلك ميزة تنافسية كبيرة، حيث أن أبل لا تمنح المستخدم الحرية الكاملة في الجهاز لأنه يُعد صندوق أسود مُحكم الغلق، وفي أول الألفينات كان يتم بيع الجوالات عبر تعاقدات مع شركات الاتصالات، والخطأ الذي قامت به أيفون هو أنها تعاقدت فقط مع شبكة at&t والتي اختلقت أزمات مع بقية الشبكات، كما أن أبل منعت جميع الشبكات من وضع أي تعديلات على الجهاز والذي يلغي وجود الشبكات في البيع كوسيط على المدى البعيد.

إصدار أول جوال أندرويد والسباق مع  IOS

الأزمة لم تستمر طويلا بين أبل وأندرويد حيث أنه في سبتمبر 2008 تم طرح أول جوال بنظام تشغيل أندرويد في السوق، وهو تي موبايل جي 1 وهذا ما كان يتطلع إليه شركات الاتصال المنافسة، وأصبح منذ ذلك الوقت هناك منافس للأيفون ويعمل بنظام Open Source ليمنحهم القدرة على التعديل كيفهما يشاءون، وبدأ هناك السباق بين IOS وأندرويد وعلى مدار 12 عام وحتى الآن، وتبعا لأن جوجل يعمل بنظام تشغيل مفتوح المصدر خرج من حيز جوجل وتناول موبايلات سامسونج عام 2009 ثم هواوي وشاومي وأوبو، بينما أبل ما زالت محتفظة بصندوقها الأسود الخاص بها حتى الآن، بل ومن المنتظر أيضا إطلاق شركة هواوي الصينية نظام تشغيل جديد هو نظام تشغيل هارموني وذلك بداية من أوائل 2021.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *