الاحتباس الحراري يتسبب في إنهيار آخر الجروف الجليدية في كندا
مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف بالإضافة إلى الاحتباس الحراري انقسم الجرف الجليدي الأخير في كندا إلى مجموعة من الجزر الجبلية الضخمة، وقد أعلنت وسائل الإعلام الكندية أمس الجمعة عن إنهيار آخر جرف جليدي سليم في كندا ويُعرف باسم “Milne Ice Shelf” فقد فوجئ العلماء بسقوطه في البحر الأسبوع الماضي وفقد أكثر من نصف حجمه.
وقد كان جرف مايلن الجليدي الذي يصل عمره إلى 4 آلاف سنة والذي يقع على الحافة الشمالية الغربية لجزيرة إليسمير “Ellesmere”هو آخر الجروف الجليدية الكاملة في كندا إلى أن لاحظ “أدريان وايت” أحد محللي الجليد ويتبع مركز خدمات الجليد الكندي عبر صور الأقمار الصناعية أن قرابة 43% من الجرف الجليدي قد انفصل وكان ذلك في 31 من شهر يوليو 2020.
وقال “أدريان” أنه شاهد تكون جبلين جليدين كبيرين جداً بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الجبال الأصغر حجماً وقد انجرفوا بعيداً في المحيط، وأضاف إن أكبر هذه الجبال الجليدية بحجم ولاية مانهاتن تقريباً 55 كيلو متراً مربعاً وطوله حوالي 11.5 كيلو متراً، أما سمكه فيبلغ حوالي 70 إلى 80 متراً.
وأضاف وايت معلقاً على حجم هذه الجبال الجليدية قائلاً:” إن هذه كمية ضخمة جداً من الثلج، إذا كانت إحدى هذه الكتل تتجه ناحية منصة نفطية، فلا يوجد شئ يمكنك فعله حقاً بخلاف نقل هذه المنصة النفطية بعيداً”.
ومن الجدير بالذكر أن مساحة جرف “مايلن” الجليدي كانت تبلغ حوالي 187 كيلو متراً مربعاً من التلال والأحواض المنقطة بالمياه الزرقاء الذائبة أي أن مساحته كانت أكبر من كولومبيا أما الآن فقد انخفضت مساحته إلى 104 كيلو متر مربع.
ويقول أستاذ علوم الجليد بجامعة أوتاوا “لوك كوبلاند” أن درجات الحرارة في المنطقة كانت في الفترة من شهر مايو إلى أوائل شهر أغسطس أكثر دفئاً بخمس درجات مئوية من متوسط درجات الحرارة من عام 1980 إلى 2010 ويقع ذلك على قمة القطب الشمال والتي كانت ترتفع فيها درجات الحرارة بمعدل أسرع بكثير عن بقية الكرة الأرضية إنه بلا شك تغير مناخي، وأضاف كوبلاند إن “مايلن” كان مميز جداً فهو بالفعل مكان جميل.
ويُرجِع العلماء سبب انهيار هذا الجرف الجليدي الضخم وغيره من الجبال الجليديه إلى ظاهرة الاحتباس الحراري أو كما يسميها البعض الاحترار العالمي.
تعليقات