ليلة القدر.. علاماتها وفضلها وما يُستحَب فِعله في هذه الليلة المباركة

ترتبط ليلة القدر بشهر رمضان المُبارك ارتباطًا وثيقًا، وقد جعل الله لها سورة من القرآن باسمها، بيانًا لعظمتها ومنزلها، وقد قال الله في إحدى آيات سورة القدر أن هذه الليلة خيرٌ من ألف شهر، وحسب ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية، فإن هذه الليلة تكون في شهر رمضان تحديدًا في العشر الأواخر منه، وقد قال الكثير من العلماء والمُفسرين أنه طبقًا لأحد أحاديث الرسول الكريم-صلى الله عليه وسلم- فإن هذه الليلة تكون في الأيام الوترية من العشر الأواخر، أي أنها تكون في الأيام التالية (ليلة 21-ليلة23-ليلة25-ليلة27-ليلة29) وهُناك رأي شائع ولكنه غير مؤكد بهذه الطريقة التي يُشاع بها بأن ليلة القدر تكون ليلة السابع والعشرين.

الحقيقة التي لا ينبغي أن تغفل عنها هي أن ليلة القدر قد جعل الله وجودها غيبًا لا يعلمه إلا هو لكي يجتهد الناس في الطاعات في العشر الأواخر من رمضان، ومن أدرك هذه الليلة فقد أدرك خيرًا كثيرًا، تعالَ معي أولًا لتعرف ما هو فضل ليلة القدر.

فضل ليلة القدر

  • إن أعظم شيء هو كلام الله، وكلام الله هذا -القرآن الكريم- قد أنزله الله في شهر رمضان المُبارك وفي ليلة القدر، ويجب أن تعلم أن القرآن الكريم قد جاء ليضع الله به للبشرية قوانين ومناهج للحياة بكافة أنواعها إلى قيام الساعة، فهو كلام الله المُنزه عن الخطأ الذي فيه من العجائب والمعجزات ما لا يخطر على بال أحد، لذلك فإن من أفضال هذه الليلة هو نزول هذا الكلام العظيم -كلام الله-فيها.
  • الآية الكريمة تقول (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ) وهذا هو القرآن الكريم، لذلك فعندما يقول الله في كتابه العظيم أن هذه الليلة ليلة مُباركة، فكيف لا نلتمس فيها الخير؟
  • يقول الله جل في عُلاه (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)،فكّر معي قليلًا! هل تتخيل أن الأقدار قد تتغير؟ نعم هي تتغير.. ففي ليلة القدر تُكتب مصائر الناس وبلغة التاريخ (حوادث العام أي أحداثها) فبإمكانك في هذه الليلة أن تُغيّر قدرك بنفسك.. وأن تصنع إنسانًا جديدًا.. إن كل هذا يعتمد على عزمك وتوكلك على الله وإيمانك بك، فهذه الليلة ليلة عظيمة بإمكانك أن تخرج منها شخصًا آخر أفضل وأقرب إلى الله.
  • وفي هذه الليلة تتنزل الملائكة بكل الخير والسكينة والاطمئنان على أهل الأرض المؤمنين الأتقياء.
  • يقول رسولنا الكريم -محمد صلى الله عليه وسلم- ما معناه: أن من قام هذه الليلة احتسابًا وإيمانًا لله عز وجل فسوف يُغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر..هل تتخيل حجم المغفرة؟
  • الطاعات في هذه الليلة ثوابها مُضاعف، فكما هي خيرُ من ألف شهر فصلاتك فيها كصلاة ألف شهر وقراءتك للقرآن كقراءتك له لمدة ألف شهر وهكذا.

علامات ليلة القدر

  • لهذه الليلة علامات قد وردت في السنة النبوية، تُُساعد المؤمن على الاستدلال على هذه الليلة وترغبه في العبادة، ومن هذه العلامات أن قرص الشمس بعد انتهاء هذه الليلة يظهر أبيضًا كالقمر خالِ من الشعاع الأحمر ومن والحرارة، ويُمكنك النظر إليه.
  • في هذه الليلة المُباركة يكون الجو هادئًا والسماء صافية، ولا يكون هُناك حرارة شديدة أو برودة شديدة، وفيها ينشرح قلب المؤمن على العبادة ويتحمس لها وينفتح لها قلبه.
  • ويُقال أيضًا أنك في هذه الليلة لا تسمع صوت الكلاب، ولا ترى النجوم في السماء لأنها تكون صافية.

ولكن النصيحة التي نقدمها لكم ونحثكم على الالتزام بها، هي عدم أخذ هذه العلامات كمُسلمات دائمة، فهي في النهاية توقعات واجتهادات شخصية قد تُخطئ في تحري هذه الليلة من خلال تلك العلامات التي ذكرها الرسول الكريم، ولو أراد الله أن يُبينها لنا لفعل ولكنه أخفاها لحكمة عنده لعل الظاهر منها لنا أنه يُريد للمؤمن الاجتهاد والاقتراب من الله والعبادة والصلاة ونبذ المعاصي.

الأعمال المستحبة والواجبة في ليلة القدر

  • عليك أن تعلم أن كل عِبادة في ليلة القدر مُستحبة، فحاول الاجتهاد قدر ما استطعت.
  • قيام الليل والصلاة في ليلة القدر من أكثر الأعمال المستحبة، وبها يغفر الله للمؤمن ما تقدم من ذنبه.
  • الدعاء في ليلة القدر مُستحب، ومن أكثر الأدعية المُستحبة التي أوصى بها رسول الله السيدة عائشة “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”.
  • ذكر الله وقراءة القرآن، والتسبيح والصلاة على النبي والحوقلة (لا حول ولا قوة إلا بالله) جميعها من الأعمال المستحبة.