هل أجاز الرسول صلاة التسابيح في العشر الأواخر من رمضان.. تعرف على الإجابة
هناك اختلاف واضح في أمر جواز صلاة التسابيح من عدمه، حيث أن هناك فريق من العلماء والأئمة أجازوها وأكدوا أنها سنة عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وهناك فريق آخر أنكرها وأنها لم ترد في حديث صحيح عن النبي.
طريقة أداء صلاة التسابيح
يتم أداء صلاة التسابيح بواقع أربعة ركعات، في كل ركعة منهم يقوم العبد بقراءة سورة الفاتحة وسورة أخرى، وفي هذا الأمر ورد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب: “يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّاهُ! أَلَا أُعْطِيكَ! أَلَا أَمْنَحُكَ! أَلَا أَحْبُوكَ! أَلَا أَفْعَلُ لَكَ عَشْرَ خِصَالٍ! إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللهُ لَكَ ذَنْبَكَ: أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، قَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ، خَطَأَهُ وَعَمْدَهُ، صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ، سِرَّهُ وَعَلَانِيَتَهُ، عَشْرُ خِصَالٍ: أَنْ تَصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَسُورَةً، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ وَأَنْتَ قَائِمٌ قُلْتَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً.
ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَهْوِي سَاجِدًا فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُها عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُها عَشْرًا، فَذَلِكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ، إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً”.
أخرج هذا الحديث عدد من الأئمة على رأسهم البخاري، ابن ماجة، أبو داود، وغيهم، وقام بتصحيحه عدد من الأئمة منهم ابن منده، أبو بكر الآجري، الخطيب البغدادي، أبو موسى المديني، وأبو سعد السمعاني، وغيرهم.
صلاة التسبيح جائزة أم لا ؟
وفي هذا الأمر كان البيهقي من المؤيدين لصلاة التسابيح، حيث قال: “كان عبد الله بن المبارك يفعلها وتداولها الصالحون بعضهم من بعض”، كما قال عبد العزيز بن أبي رواد: “من أراد بحبوحة الجنة فعليه بهذه الصلاة”.
نجد أن الآراء حول صلاة التسابيح متعددة، فهناك من أجازها وأكد أنها من السنن النبوية المستحبة، وهم الحنفية والشافعية، وهناك من أجازها وهم الحنابلة، وهناك من اختلف واعترض عليها مثل ابن حجر العسقلاني الذي أكد أن أحمد بن حنبل رجع عن استحبابها وجوازها، كما أنكرها الرحيباني وأكد أنها ليست من السنن النبوية وأن الحديث الذي روي هو حديث ضعيف.
وبناءً عليه، فإن القاعدة الشرعية تقتضي عدم إنكار الأمور التي تقابل خلاف في الرأي، فمن أراد صلاتها والحفاظ عليها في العشر الأواخر من رمصان فله أجرها، ومن لم يرغب في ذلك لا إثم عليه، طالما أنها محل خلاف والله أعلم.
تعليقات