أنظر ماذا يخفون عنا ؟ حقائق و أسرار عن خندق ماريانا لا تتخيلها !!
خندق ماريانا أو لاس مارياناس هي أعمق منطقة علي وجه الأرض وتقع في المحيط الهادي وفي هذه المقالة سوف نتناول بالتفصيل تاريخ هذه المنطقة المجهولة وأهم الرحلات الاستكشافية التي قامت بالذهاب إلي هذه المنطقة .
تاريخ منطقة خندق ماريانا
في عام 1668م وتحديداً في جزر المحيط الهادي كتب سكان هذا المكان العديد من الكتب والمؤلفات عما شاهدوه في سطح أعمق منطقة في محيطات العالم , لم تكن مجرد شائعات أو درب من دروب الخيال بل كانت أموراً حقيقية شوهدت بالفعل في المكان , الشئ الذي جعل أسبانيا تحتل هذه الجزر وتفرض ملكيتها عليها بالكامل واسمتها لاس مارياناس تكريماً للملكة ماريانا من النمسا وهي زوجة الملك فيليب الخامس ملك أسبانيا .
في هذا المكان يوجد خندق ماريانا وهي أعمق نقطة في محيطات العالم وتقع غرب المحيط الهادي شرق جزر ماريانا بالقرب من اليابان ويصل طوله إلى 2550 كم وعرضه 69 كم بينما يبلغ اقصي عمق له 11 كم ! لكي تستوعب عمق هذا المكان أكثر فإن أعلي قمة في الأرض وهي قمة جبل إفرست الذي يبلغ ارتفاعه 8850 متر وإذا وضعنا هذا الجبل في خندق ماريانا فسوف يغمر بالكامل تحت الماء لأكثر من 2000 متر وفي هذه المقالة سوف نغوص في أعماق المحيطات ونكتشف معا ماذا وجد هناك .
رحلات لاستكشاف خندق ماريانا
أُكتشف الخندق لأول مرة باستخدام سفينة بريطانية وهي ( شالنجر 1 ) وكانت ضمن أول رحلة بحرية لاكتشاف المحيط وكان ذلك في سنة 1875م وتم تقدير العمق وقتها ب 8000 متر تحت سطح البحر .
هذا الخندق عبارة عن تجويف في المحيط علي شكل حرف V ُيعتقد انه تشكل من تحركات الصفائح التكتونية جراء الزلازل ولكن 76 عام أي تحديدا في عام 1951م عادت السفينة البريطانية إلي الخندق لمواصلة الاستكشاف ولكن بنسخة جديدة ومتطورة وهي ( شالنجر 2 ) مزودة بأمواج السونار لقياس عمق المحيط بأكثر دقة , وفي هذه المرة قيس عمق هذه المنطقة ب 10 كم وسمي هذا المكان ب ( شالنجر ديب ) تكريما للسفينة البريطانية التي استطاعت قياس أعمق نقطة علي الأرض والتي اكتشفت أخيراً ب 11 كم .
بسبب الظروف الاستثنائية والأعماق المخيفة في قاع المحيط كان الوصول إلي هذا المكان تحديا في حد ذاته , حيث تصل درجات الحرارة إلي اقل من درجات التجمد ويبلغ الضغط 8 أطنان في الإنش المربع لذلك كان لابد من أي مركبة تريد الوصول إلي هذا العمق قدراً كبيراً من التحمل ففي عام 1960م حاولت احدي الغواصات التابعة للبحرية الأمريكية الغوص في خندق ماريانا لكنها لم تتجاوز 4000 متر وبعد 50 عاما استطاع العلماء تطوير غواصة تستطيع الغوص إلي نقطة ( شالنجر ديب ) ولكن ما تم اكتشافه هناك كان عالم من الخيال .
ماذا وجدوا في خندق ماريانا ؟
اكتشفت البعثات العلمية المتتالية إلي قاع الخندق وجود تنوع بيولوجي في هذه الظروف القاسية , فالكائنات التي وجدت في أعمق نقطة في المحيطات لها القدرة علي البقاء حية في ظلام دامس وضغط رهيب كافي لتحطيم الحديد فكيف لهذه الكائنات العيش هناك ؟ فبالإضافة إلي الظروف القاسية فان الغذاء محدود جدا حيث وجد العلماء أن هذه الكائنات تعتمد علي الميكروبات التي تتغذي علي المواد الكيميائية التي تطلق في أعماق المحيط كالكبريت و الميثان فهي تعتمد علي سلسلة غذائية تبدأ من البكتريا صعوداً إلي مفصليات الأرجل , والجدير بالذكر أن العلماء استطاعوا اكتشاف اكثر من 200 نوع مختلف من الكائنات الدقيقة التي وجدت في عينات الطين إلى أن ظهرت السفينة ( أقيانوس ) الأمريكية المتطورة التي كشفت أسراراً لم نكن نتوقعها في هذا المكان .
أقيانوس اكسبلورير سفينة أمريكية للاستكشافات البحرية وهي اكثر دقة وقدرة وكفاءة علي الرؤية والتصوير في أعماق المحيطات , توجهت أقيانوس في رحلة كبيرة لاستكشاف خندق ماريانا فاستطاعت أن تلتقط صور عديدة لمخلوقات علي عمق 4000 متر فقط حيث أعلنت في بيان رسمي عن اكتشاف مخلوقات غامضة في أعمق نقطة في الأرض بعضها علي شكل كائنات مضيئة وهذا ما دفع العلماء للرجوع إلي كتابات السكان الأصليين لجزر ماريانا بالقرن 16 والقرن 17 , حيث أظهرت بعض الوثائق القديمة مخلوقات بحرية غريبة علي سطح المحيط وكانت الرسومات تظهر حيتان عملاقة بفم ضخم ووحوش بحرية بأعناق طويلة واسماك قرش هائلة الحجم , والأمر المفاجئ انه في عام 1976م وجدت احدي السفن البحرية الأمريكية وحشاً بحرياً عملاقاً والذي تبين فيما بعد انه نوع من أنواع الأسماك الضخمة والذي لا ينتمي لعائلة معروفة لدي علماء الأحياء البحرية واطلق عليه اسم ( ميجاماوس ) أو ذات الفم الضخم .
وفي نفس الوقت روي العديد من الشهود عن رؤيتهم لثعبان بحري عملاق بظهر محدب وأقدام مرتفعة خارج الماء حيث تعددت المشاهدات الكثيرة لهذا النوع من المخلوقات العملاقة ومع ذلك يؤكد العلماء أن ما وجد في خندق ماريانا هي المخلوقات المجهرية فقط لا اكثر فيما يؤكد آخرون أن بعض الاكتشافات تم إخفاؤها ؛ وذلك لأن الغواصة الأمريكية قامت بعرض ما اكتشفته علي عمق 4000 متر فقط واخفت ما اكتشفته علي عمق 11 كم , ومن ناحية أخرى أكد علماء بريطانيون أن ما وجد في أعمق نقطة بالمحيط هي كائنات قشرية وبكتريا بالإضافة إلى الطحالب والأعشاب المائية لا اكثر واعتبر الكثير أن هذا التصريح استخفاف بالعقل البشري ومحاولة صريحة لإخفاء الحقائق .
وفي عام 2017م استطاع رجل الأعمال الأمريكي فيكتور فيسكوفو من توثيق واستكشاف المنطقة المسماة ب ( شالنجر ديب ) كجزء من بعثته المسماة ( الأعماق الخمسة ) التي يحاول فيها الوصول إلى أعمق بقعة في كل محيطات العالم , وأثناء رحلته في شالنجر ديب والتي دامت 4 ساعات وثق المليونير الأمريكي عدداً كبيراً من الكائنات البحرية الغريبة وذلك بحسب ما نشرته ناشيونال جيوغرافيك فقد تم توثيق العديد من تشكيلات المرجان وأنواع غريبة من قناديل البحر وكائنات بحرية مجهولة ولكن بعد هذه الرحلة ظهرت العديد من التسريبات التي تؤكد وجود مخلوقات غريبة بسرعة هائلة وأشكال لم يسبق مشاهدتها .
فبالإضافة إلى البكتريا تم العثور علي أنواع غريبة من الأسماك ولها قرون واسنان ضخمة وعيون تدور في اتجاهين متعاكسين ! كما تم العثور علي سن قرش طوله 10 سم ويعتقد انه من فصيلة الميجالدون ويعتقد أن هذه الوحوش التي يرجع وجودها إلى ما قبل التاريخ كانت بطول 78 قدم وعرضها 6 أمتار وتزن 100 طن وكانت قبل اختفاؤها تصطاد الأسماك والحيتان بالقرب من الشاطئ , يخبرنا العلم الحديث أن قرش الميجالدون قد انقرض ولكن هل يعقل انه لا يزال موجوداً ويعيش في خندق ماريانا .
كان هناك حديث آخر محير ففي عام 1985م قام طاقم سفينة مارش شالنجر بجعل السفينة تغطس ولكن سرعان ما بدأوا في تسجيل أصواتاً غريبة تشبه المنشار المعدني فقاموا بإرسالها إلى السطح ثم ظهرت ظلال غامضة علي الشاشات ! وعندما صعدوا إلى السطح وجدوا عوارض السفينة الفولاذية مشوهة وعليها آثار أسنان قيل وقتها أنها من الصخور ولكن المفاجأة عند فحص المنطقة لم تكن بها أي صخور !
واقعة أخرى مماثلة حدثت لوحدة البحوث الألمانية التي كانت تقوم باستكشاف المنطقة حيث أنه عندما كانت معداتهم علي عمق 4 أميال تعطلت الكاميرا التي كانت تعمل بالأشعة تحت الحمراء ولم يستطيعوا أن يعرفوا السبب ولكنهم رأوا جسماً ضخماً يتحرك قبل تعطل الكاميرا بثوان وتبين انه كائن ما يشبه السحلية الضخمة من عصور ما قبل التاريخ قد حاول التهام الكاميرا .. فقط تخيل شعور أفراد هذا الطاقم !!
وهذا يؤكد لنا أن فوق هذه الأرض وتحتها العديد من الكائنات الحية والمخلوقات العجيبة التي لم ير مثلها أي إنسان من قبل وأننا لا نعرف عن هذه الأرض بالرغم من هذا التطور الكبير الذي نعيشه إلا القليل ولعل المستقبل القريب سيكشف لنا أسراراً ستغير نظرتنا لهذا العالم تماماً .
تعليقات