العلاج الهرموني لسرطان الثدي
فئة كبيرة من النساء على مستوى العالم تُعانين من سرطان الثدي، وهو من أخطر الأمراض التي تكون المرأة عُرضة لها بعد سن الثلاثين، وقد اجتهد العلماء من أجل التوصل إلى أفضل الخطط والأساليب العلاجية التي يُمكن من خلالها الوقاية والتغلب على هذا المرض، ومنها العلاج الكيميائي والإشعاعي والجراحي وغيرهم، وقد أشار بعض العلماء والأطباء أيضًا إلى أهمية العلاج الهرموني لسرطان الثدي.
سرطان الثدي
سرطان الثدي Breast Cancer هو عبارة عن ورم غير حميد يظهر أولًا وينمو في أحد الثديين أو كليهما، وتكمن خطورة الأورام غير الحميدة في قدرتها على غزو الأنسجة القريبة من الثدي وإصابة الأعضاء الأخرى أيضًا بالجسم.
ويُعرف انتقال الخلايا السرطانية من جزء إلى جزء آخر بالجسم باسم الانتشار أو Metastasis، وتهدف كل أنواع العلاج المتاحة لسرطان الثدي إلى إزالة المرض وإعاقة نمو الخلايا السرطانية في الثدي مرة أخرى مستقبلًا.
العلاج الهرموني
العلاج الهرموني هو واحدًا من أهم طرق علاج سرطان الثدي؛ وغالبًا ما يتم الجمع بين العلاج الهرموني وبعض طرق العلاج الأخرى، ولذلك يُعرف هذا النوع من علاجات مرض السرطان باسم (العلاج المكمل أو العلاج المساعد).
وفي حالة انتشار مرض السرطان بالجسم، يُمكن أن يتم الاعتماد على العلاج المساعد بمفرده إذا لم يتمكن المريض من تحمل طرق العلاج الأخرى مثل الجراحة أو العلاج الكيميائي، أو الجمع بينه وبين بعض طرق العلاج الأخرى وفقًا لما تقتضيه الحالة الصحية لكل مريض.
آلية عمل العلاج الهرموني
في حالات مُحددة من مرض السرطان؛ تؤدي بعض الهرمونات الأنثوية مثل هرمون الإستروجين والبروجسترون إلى تحفيز نمو الخلايا السرطانية؛ حيث أن أنواع السرطان المحتوية على مستقبلات لهذه الهرمونات تنمو عندما يحدث ارتباط بين الهرمون والمستقبلات الخاصة به على الخلية.
ووفقًا لما أشارت إليه الجمعية الأمريكية للسرطان؛ أن ما يقرب من ثلثي أنواع سرطان الثدي تكون حاملة لمستقبلات الهرمونات الأنثوية، وبالتالي؛ تؤدي زيادة تلك الهرمونات إلى نمو الخلايا السرطانية.
وهنا يأتي دور العلاج الهرموني؛ الذي يهدف بشكل أساسي إلى منع هرمون الإستروجين من الارتباط بالمستقبلات الخاصة به على الخلايا؛ وبالتالي تبطيء أو منع النمو السرطاني.
ولكن قبل استخدام العلاج الهرموني؛ يجب التأكد أن سرطان الثدي الذي تعاني منه المرأة من الأورام التي تستجيب لمستقبلات الهرمونات؛ لأن استخدام هذا العلاج في حالة الورم غير المستجيب لمستقبلات الهرمونات لن يكون له فائدة.
أفضل أنواع العلاج الهرموني
كما أن العلاج الهرموني يوجد منه عدة أنواع، ومن أهمها ما يلي:
مستقبلات هرمون الاستروجين الانتقائية
وهي تعرف أيضًا بالإنجليزية بـ Selective estrogen receptor modulators وتعرف اختصارًا باسم SERM، وتعمل هذه الفئة من الأدوية على منع الخلايا السرطانية من الارتباط بالإستروجين، ويكون هذا التأثير في منطقة الثدي فقط؛ ولا يؤثر على باقي أجزاء الجسم؛ أي أن هذا العلاج لا يؤثر سلبيًا على خصوبة المرأة.
كما يتم الاعتماد على هذا النوع من العلاج الهرموني للنساء في سن ما قبل انقطاع الطمث.
ويُذكر أن أدوية SERMs قد ينتج عنها إصابة المرأة بإعياء وهبات ساخنة وتغيرات مزاجية وجفاف في المهبل، وقد تؤدي إلى زيادة فرص التعرض إلى تكوين الجلطات الدموية وسرطان بطانة الرحم والإفرازات المهبلية والنوبات القلبية وغيرهم.
مثبطات الأروماتيز
وهي أيضًا أحد فئات أدوية العلاج الهرموني الخاص بعلاج سرطان الثدي، وتعرف باسم Aromatase inhibitors واختصارًا بـ AIs، وهي تعمل على منع إفراز هرمون الإستروجين من الأنسجة الدهنية، ولا تؤدي إلى حدوث أي تأثير سلبي على الإستروجين الذي يتم إفرازه من المبيض، ولهذا السبب؛ فإن مثبطات الأروماتيز تُستخدم للنساء الذين قد وصلوا إلى سن انقطاع الطمث لأن في هذه الحالة يقل إفراز الإستروجين من المبيض بشكل طبيعي وبالتالي؛ تكون فاعلية العقار أعلى، ويُذكر أن تلك العقاقير العلاجية تؤدي إلى حدوث بعض الآثار الجانبية مثل آلام العضلات، وآلام وخشونة المفاصل.
استئصال أو تثبيط المبيض
وهي حالة تتم في حالة النساء اللاتي لم يستجبن للطرق العلاجية الأخرى واللاتي لم يصلن بعد أيضًا إلى سن انقطاع الطمث؛ حيث يتم هنا استئصال المبيض أو وقف نشاطه من أجل تقليل ومنع إفراز هرمون الإستروجين، ولا يتم اللجوء إلى هذه الطريقة العلاجية إلّا بعد استنفاذ كافة المحاولات العلاجية الأخرى؛ ولا سيما أن هذه الجراحة تقضي تمامًا على فرصة المرأة في الإنجاب.
الأدوية المحفزة لإفراز هرمون الـ LH
كما يوجد مجموعة من الأدوية التي تحفز إنتاج هرمون الـ LH والتي تعرف اختصارًا بـ LHRH، والتي تعمل على على منع إفراز هرمون الإستروجين تمامًا من المبيضين، ويؤدي استخدام هذا النوع من الأدوية إلى انقطاع الطمث لدى المرأة بشكل مؤقت.
وعند إصابة المرأة بسرطان الثدي؛ لا بُد أن يتم أولًا تحديد الحالة المرضية لها وتحديد نوع الورم بشكل دقيق وهل سوف تستجيب إلى العلاج الهرموني أم لا، وفي حالة كان مستجيًا للعلاج الهرموني يجب اختيار الطريقة العلاجية المناسبة لتقليل إفراز الإستروجين قبل الإقدام على استخدام هذه الوسيلة العلاجية.
تعليقات