حملة ” ضد الدايت ” الجديدة والمفهوم الجديد للتغذية والصحة

هل اتبعت أو تتبع من قبل حمية غذائية للوصول إلى “الجسد المثالي” الخالي من العيوب والدهون والترهلات؟ حتى وإن لم تكن أنت ممن يتبعون حميات غذائية بشكل شبه دائم أو مؤقت، فإنك بالتأكيد تعرف أشخاصا كثيرين يعانون من هذا الهوس أو ما يسموه حديثاً ” ثقافة الدايت الدائم”. لكن هذه الثقافة تتضاءل قليلاً وشيئاً فشيئاً مقابل ثقافة جديدة تنادي بأهمية تقبل الذات وحب الجسد ومعرفة اختلاف كل جسد عن الآخر، وعدم تأطير مفهوم الجمال بشكل محدد مسبقاً للجسد، ومقاييس تكون غير واقعية أحياناً.

تنشأ كل يوم تيارات جديدة من ذوي اختصاصيي التغذية وعلماء النفس  تتبنى فكرة التخلي عن ثقافة الأنظمة الغذائية ” الدايت” ومفهوم حرمان الجسم من بعض أنواع المأكولات للبقاء صحيا أو التخلص من الدهون،حجتهم في ذلك أن الحميات الغذائية لا تناسب الجميع، لأن أسباب زيادة الوزن ليست نفسها عند الجميع ودليلهم على ذلك أن الأكثرية الغالبة من النساء اللواتي اتبعن حميات، تحولت الحمية إلى نوع من الهوس ، ويشعرون بالغضب من أنفسهم وأجسامهم، مما يؤثر على الثقة العامة للشخص، وأن معظم من يتبع حمية غذائية قاسية للتخلص من الوزن الزائد يفشلون بالحفاظ على وزنهم الجديد ويكتسبون مجددا الدهون التي خسروها، مما يزيد غضبهم وعدم تقبلهم لجسدهم، ويعيشون لسنوات في هذه الدوامة.

تعتمد هذه الحركات الجديدة على خطوات وتمارين معينة يمكن القيام بها مع متابعة أخصائي في هذا المجال مثل التحرر تماما وكليا من حساب السعرات الحرارية في الوجبات، عدم تناول الوجبات في وقت محدد وبكمية محددة مسبقا بل الأكل فقط عند الجوع، وتعود السماع إلى الجسد وتعلم التفريق بين الجوع الحقيقي والجوع العاطفي أو الضجر وتعتبر هذه هي الخطوة الأصعب والأكثر أهمية للمهتمين بهذه الحملات والمشجعين عليها.

إن التخلي عن ثقافة الدايت والحرمان الدائم تحتاج شجاعة تقبل الجسد كيف كان شكله، والتحر من قيود المسموح والممنوع، والأكل باتزان واعتدال، وأن عند هذا المستوى من التوازن والتقبل، يبدأ الجسم بالتخلص تدريجيا من الدهون السامة التي يختزنها. تبدو هذه الحملات التي تسمي نفسها “ضد الدايت” تبدو منطقية، ومريحة في الوقت نفسه،لكنها تجتاج إلى الصبر وتحمل جهد إعادة الجسد إلى النظام البيولوجي الفطري.

كما يبدو أن هذه التيارات ليست حديثة، فقد كتب الطبيب والروحاني ديباك شوبرا عام 2003 كتاباً أسماه “إلى ماذا أنت جائع” وتناول فيه أن أسباب زيادة الوزن أو الدهون يمكن أن تكون نفسية وعاطفية، وأن اتباع حميات غذائية في هذه الحالات، يزيد من المشكلة ولا يكون الحل إلا بالتقبل وفهم العلاقة العاطفية النفسية بين المرء والطعام، وقدم نصيحته حول العودة إلى الفطرة والاعتدال والتوازن ضامنا تعاون الجسم وتفاعله مع هذا النظام الطبيعي.