إدفع السيئة بالحسنة واعف عن الناس

هناك كلمات إسلامية مظلومة القدر، ومهضومة الحق، لأننا حركناها عن جليل معناها، وأبعدناها عن نبيل مغزاها، ومن هذه الكلمات ، كلمة العفو.

العفو خلق قرآني جعله الله تعالى من صفات المتقين ، وحقيقة المسلم: أن يخطئ معك إنسان و تكون قادرا على معاقبته   ولكنك تعرض و تصفح  و لذلك قيل العفو عند المقدرة ،ولعل ما يبين هذا القدر الرفيع للعفو أن القرآن المجيد جعله صفة من صفات الله عز وجل و أشار إليه في عدة آيات.

قال تعالى: ” وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات”.

ومادام العفو من صفات المولى تبارك وتعالى فإنه مما يزكي الإنسان ويسموا بقدره عند الله و عند الناس أن يتخلق بهذا الخلق النبيل ، فليس هناك مانع من مقابلة السيئة بجزائها ولكن العفو  المؤدي إلى الإصلاح والخير أجمل وأكمل ، وثواب هذا العفو النبيل لا يضيع عند الله عز وجل .

يجب علينا التجمل بالعفو و كظم الغيظ والرسول صلى الله عليه وسلم أروع مثال في الحلم والعفو ، و لقد جاء في سيرته العطرة  حينما فتح مكة  وانتصر على أعداءه الذين آذوه و اضطهدوه

وقال لهم ” ما تظنون أني فاعل بكم” فأجابوه: خيرا أخ كريم و ابن أخ كريم فقال فاذهبوا فأنتم الطلقاء .

إذا كان المولى عز وجل يعفو عن عباده فمن نحن لنبغض الناس علينا أن صل من قطعنا ونعطي من حرمنا و نعفو عن ظالمنا فإن ذلك يكفيه عن ما هو فيه .