السخرية والاستهزاء : من أحقر الأعمال عند الله عز وجل
لقد أقام الإسلام صرح الحياة الاجتماعية على قواعد كريمة من الآداب العالية، والفضائل السامية ، والقيم الراقية، فالعلاقة بين المسلم وأخيه تقوم على أساس المحبة الصادقة،و الاحترام المتبادل، والتواضع
الفرد في المجتمع الإسلامي له كرامته التي لا تمس وهي من كرامة المجمع كله ، والمؤمنون أمام الحق سواء لا تفاضل بينهم، بسبب اللون أو الجنس، فأما التفاضل فبالتقوى وإخلاص القلوب، وطهارة النفوس ، وبالعمل الصالح الذي يرجو به العبد وجه ربه.
لكن ظاهرة جديدة تفشت في مجتمعنا الإسلامي وهي السخرية والاستهزاء من بعضنا، وهذا بالطبع عمل من أعمال الشر والكبر التي تغضب الله عز وجل، فإنه قد يكون المحتقر أعظم قدر عند الله وأحب إليه من الساخر منه، والناس لا يطلعون إلا على ظواهر الأحوال ولا علم لهم بالخفايا، وإنما الذي يزن عند الله خلوص الضمائر وتقوى القلوب.
فينبغي ألا يجترئ الإنسان أحد على الاستهزاء بكل من تقتحمه عيناه إذا كان عاهة في بدنه أو غير لبق في كلامه، فلعله أخلص ضميرا، وأنقى قلبا من ساخريه، وبذلك لا يظلم الساخر إلا نفسه .
إن أخوة الإيمان وصلة الدين تفرض على المسلم نحو أخيه المسلم حقوقا يجب الوفاء بها ومنها يحترمه وأن يعدل معه وأن ينصره إن كان مظلوما وأن لا يعيب بعضهم بعضا و لا يطعن بعضهم بعضا.
تعليقات