هجرة الرسول إلى المدينة المنورة .. الأسباب والمعجزات في الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة

عرفت هجرة الرسول إلى المدينة المنورة بمسمى الهجرة النبوية، حيث أنه معها بدأ التقويم الهجري وأصبح الإسلام له قوة كبيرة وإنتشار واسع، وقد وقعت هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم للعديد من الأسباب التي كان من أهمها عدم القدرة على نشر الدعوة الإسلامية وممارسة الشعائر الدينية نظرا للأذى الذي كان يتعرض له الرسول وأصحابه الذين آمنوا به.

أسباب هجرة الرسول إلى المدينة المنورة

الهجرة النبوية لم تكن خطوة عشوائية من رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هي أمر وإرادة من الله سبحانه وتعالى وكانت خطوة مدروسة جيدا للعديد من الأسباب وهي :

  • رفض أهل مكة دعوة الإسلام والتوحيد، ولم يكتفوا بذلك بل اشتد الأذى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه الذين أسلموا معه على الرغم من معاملتهم لهم بالحسنى ودعودتهم لطاعة أوامر الله سبحانه وتعالى، والإبتعاد عن العنف مع الآخرين.
  • حاجة المسلمين والدعوة الإسلامية لوجود بيئة حاضنة تتبنى الدعوة الإسلامية وتنشرها وتوصل مبادئها إلى كافة أرجاء المعمورة، فقد عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوته على مختلف القبائل العربية ولم يلق استجابة إلا من أهل المدينة المنورة، وهذا ما دفعه للذهاب إليها، وبناء للهجرة تأسست الدولة الإسلامية مباشرة منذ أن وطأت قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أرض المدينة المباركة، ويعتبر هذا أعظم أنواع الخير الذي أصاب المدينة المباركة.
  • حاجة المسلمين إلى الحرية من أجل ممارسة شعائرهم الدينية دون أي نوع من أنواع الضغوطات، حيث أنهم في مكة لم يكونوا قادرين على عبادة الله تعالى بالشكل المطلوب، وذلك نظرا للظروف الصعبة التي كانوا يعانون منها هناك، ولكن في المدينة المنورة إنقلبت الأوضاع وتبدلت وأصبح باستطاعة كافة المسلمين ممارسة شعائرهم الدينية المختلفة دون أي إعتراض من أي شخص.

من معجزات الهجرة النبوية

وقعت الكثير من المعجزات أثناء هجرة الرسول إلى المدينة المنورة حيث تساع الجنود إلى تأييد النبي صلى الله عليه وسلم ومصاحبته في الرحلة المباركة، وهذا يدل على أن التوكل على الله بعد الأخذ بالأسباب يعتبر سببا في تأييد الله لعباده المخلصين، وأثناء السير في رحلة الهجرة النبوية أيد الله نبيه محمد بالعديد من المعجزات ومنها :

  • خروج النبي صلى الله عليه وسلم وسط الكفار ليبدأ رحلة الهجرة دون أن يراه أحد من الكفار.
  • بعد أن بدأت دعوة الإسلام في الإنتشار، وازداد عدد المؤمنين اجتمعت قبائل مكة ليضعوا حدا لهذا الدين الجديد، حيث إتفقوا على أن يأخذوا من كل قبيلة شابا وينتظروا النبي صلى الله عليه وسلم في الليل حتى يقتلوه.
  • وافق اليوم الذي إتفق فيه الكفار على قتل النبي وضربه بالسيف يوم الهجرة، حيث أنه في عتمة الليل اجتمعوا على باب النبي ليرصدونه حتى ينام ويضربون بالسيوف، وعندما علم الرسول بذلك قال لعلي بن أبي طالب نم على فراشي، وخرج الرسول واخترق صفوفهم وأخذ حفنة من التراب وذره على رؤوسهم وأخذ الله عنهم أبصارهم فلا يرونه.
  • ومن المعجزات أيضا معجزة غار ثور، حيث أنه بعد أن خرج النبي مع صاحبه أبو بكر الصديق في طريق الهجرة ذاهبا إلى غار ثور ليختبئون بها، كان الكفار قد خرجوا ورائهم يتتبعون آثرهم ليقتلونهم، أمر الله شجرة فنتبت في وجه الغار فسترته بفروعها وبعث الله العنكبوت فنسجت ما بين فروعها نسجا متراكما، كما أمر الله حمامتين فوقفتا وباضتا على مدخل الغار، وعندما وصل الكفار ورأوا ذلك قالوا  “لو دخل هاهنا أحد لم يكن نسج العنكبوت على بابه”.