مقتطفات دينية : اتباع سنة النبي صلي الله عليه وسلم … الشرط الثاني من شروط قبول الأعمال

تكلمنا في المقال السابق، أن الإخلاص في العمل، وابتغاء وجه الله سبحانه وتعالي من هذا العمل، هو شرط أساسي من شروط قبول الأعمال عند الله عز وجل، ولكن الإخلاص وحده ليس كافيا لقبول الأعمال، فكثير من الناس يبتغون وجه الله من أعمالهم، ولكن كل هذه الأعمال مردودة عليهم، ولا يثابون عليها من شيء نهائيا، فلماذا؟ لأنه لا بد من حدوث الشرط الثاني وهو اتباع السنة النبوية في هذه الأعمال.

  • اتباع سنة الرسول صلي الله عليو سلم

الشرط الثاني من شروط قبول الأعمال، هو أن يكون كل عمل تقوم به موافق لسنة النبي صلي الله عليه وسلم، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ” من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ” وفي رواية لمسلم “من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ” .

والمعني أن أي عمل يقوم به الإنسان، حتي إن كان خالصا لوجه الله سبحانه وتعالي، لن يتم قبوله إلا إذا كان موافقا لسنة النبي صلي الله عليه وسلم، فيجب أن تكون كل الأعمال محكومة بحكم الشريعة، في الأوامر والنواهي.

  • طريق الله عز وجل

بين لنا الرسول صلي الله عليه وسلم الطريق الذي نسلكه لنصل لرضا الله، ففي قول الله تعالي :” الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهو يحسبون أنهم يحسنون صنعا ” فقال صلي الله عليه وسلم : ” فإنه من يعش ن بعدي، فإنه سيري اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجز، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة ” يبدوا من هذا الحديث أن الرسول صلي الله عليه وسلم، يعيش معنا في هذا الزمان، فنري كل البدع والنفاق والتدليث، ونري الكذب واللعب بالشريعة بل والسب في الصحابة والصالحين، نري كل ما يغضب الله وما يغضب النبي صلي الله عليه وسلم، فينبغي علينا العودة إلي الله وإلي سنة الرسول صلي الله عليه وسلم .

  • أنواع البدع

قال الشافعي: البدعة بدعتان، بدعة محمودة وبدعة مذمومة: فما وافق السنة فهو محمود، وما خالف السنة فهو مذموم، واستدل بموقف عمر رضي الله عنه حينما وحد الناس تحت إمام واحد في صلاة قيام رمضان، وقال : نعمت البدعة هذه، فكان الناس علي عهد النبي صلي الله عليه وسلم يصلون القيام جماعات متفرقة ووحدانا، والبدعة هنا لغة لا شرعا لأن لها أصلا في سنة النبي صلي الله عليه وسلم.

  • فضل اتباع السنة

ومن علو مكانة السنة أن الله عز وجل أمر باتباعها، فقال تعالي: ” وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا”، وقال تعالي :” وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا”

بل جعل الله اتباع السنة دليا علي محبته فقال:” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله”

  • أقوال الصالحين عن السنة

قال الحسن البصري : ادعي الناس محبة الله فابتلاهم بهذه الآية : ” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله”

قال الزهري : الإعتصام بالسنة نجاة، لأن السنة كما قال مالك: مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك

وعن سفيان قال : لا يقبل قول إلا بالعمل، ولا يستقيم قول وعمل إلا بالنية، ولا يستقيم قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة

وعن ابن شوذب قال : إن من نعم الله علي الشاب إذا نَسُك، أن يؤاخي صاحب سنة يحمله عليها

  • النهي عن البدع والمبتدعين

قال تعالي :” ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولائك لهم عذاب عظيم . يوم تبيض وجوه وتسود وجوه”

قال ابن عباس : تبيض وجوه أهل السنة، وتسود وجوه أهل البدعة

وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :” أنا فرطُكم علي الحوض، وليختلجن رجال دوني، فأقول : يا رب أصحابي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك”

وعن الفضيل قال : إذا رأيت مبتدعا في طريق، فخد في طريق آخر، ولا يرفع لصاحب بدعة إلي الله عمل، ومن أعان صاحب بدعة فقد أعان علي هدم الإسلام .

  • الخلاصة

إذا فالطريق إلي الله واضح، الإخلاص واتباع سنة النبي عليه الصلاة والسلام، ونبتعد عن البدع المنتشرة في عصرنا هذا ونعود إلي الله لعله يقبلنامرة أخري، ولا نسير خلف أهوائنا، فلتعلم أنك إن سرت خلفها فإنها طريق الهلاك.

فاللهم ارزقنا الإخلاص، واتباع سنة نبيك، واهدنا يا رب، فما كان من توفيق فمن الله، وما كان من سهو فمني ومن الشيطان. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .