كم نسبة السيارات الكهربائية في السعودية؟

في ظل التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، تسعى المملكة العربية السعودية إلى تعزيز استخدام السيارات الكهربائية كجزء من رؤيتها المستقبلية. ورغم التحديات، تشهد المملكة نموًا ملحوظًا في هذا القطاع الواعد، الذي يمثل أحد أعمدة رؤية السعودية 2030.

الوضع الحالي للسيارات الكهربائية في السعودية

نسبة الانتشار حتى عام 2024

بحسب الإحصائيات الحديثة، بلغ عدد السيارات الكهربائية المباعة في السعودية عام 2024 حوالي 14,700 سيارة، مقارنة بـ 9,500 سيارة في عام 2023. ومع إجمالي مبيعات سيارات بلغ 827,000 وحدة خلال 2024، تشكل السيارات الكهربائية حاليًا حوالي 1.8% من السوق المحلي.

التنوع المحدود في الطرازات

رغم الارتفاع التدريجي في الطلب، ما زال عدد الطرازات الكهربائية المتاحة في السوق محدودًا، وهو ما يقلل من خيارات المستهلكين. إلا أن العديد من الشركات العالمية بدأت في إدخال سياراتها إلى السوق السعودي، ما ينبئ بتوسّع كبير خلال السنوات المقبلة.

الدعم الحكومي والمبادرات الوطنية

رؤية 2030 والنقل المستدام

تسعى السعودية من خلال رؤية 2030 إلى جعل 30% من المركبات في مدينة الرياض كهربائية بحلول عام 2030. ولتحقيق ذلك، أطلقت الحكومة عدة مبادرات شملت تأسيس شركات محلية مثل “سير”، بالإضافة إلى توقيع شراكات استراتيجية مع شركات عالمية مثل “لوسيد موتورز” و”هيونداي”.

البنية التحتية للشحن

رغم التطور، لا تزال البنية التحتية لمحطات الشحن في السعودية محدودة. تشير التقديرات إلى وجود نحو 20 محطة شحن عامة فقط، مع خطط لتوسيع هذا الرقم إلى مئات النقاط خلال السنوات القليلة المقبلة.

التحديات التي تواجه الانتشار

ارتفاع الأسعار

من أبرز التحديات التي تعرقل انتشار السيارات الكهربائية في المملكة هو ارتفاع أسعارها مقارنة بالسيارات التقليدية. فغالبية السيارات الكهربائية المعروضة تبدأ من أسعار تفوق 150 ألف ريال سعودي.

نقص التوعية وثقافة الاستخدام

لا يزال جزء من المجتمع ينظر إلى السيارات الكهربائية على أنها غير عملية، بسبب مدة الشحن أو محدودية المسافات. لذا، تعمل الجهات المعنية على حملات توعوية لشرح مزايا هذا النوع من المركبات.

نظرة مستقبلية للسوق السعودي

معدلات نمو واعدة

يتوقع خبراء السوق أن تشهد المملكة نموًا في قطاع السيارات الكهربائية بمعدل سنوي مركب يتجاوز 24% حتى عام 2029، مما قد يرفع حصة هذه السيارات إلى ما بين 15% و30% خلال خمس سنوات.

الاستثمار في التصنيع المحلي

بحلول عام 2030، تستهدف السعودية إنتاج نصف مليون سيارة كهربائية سنويًا. ومن المرتقب أن تبدأ مصانع محلية بالفعل في تجميع السيارات خلال عامي 2025 و2026، وهو ما سيساهم في تقليل التكاليف وتعزيز الصناعة المحلية.

رغم أن نسبة السيارات الكهربائية في السعودية لا تزال منخفضة حاليًا، إلا أن التحركات الحكومية، والمبادرات الاستثمارية، والتقدم في البنية التحتية، تشير إلى مستقبل واعد لهذا القطاع. وإذا استمرت وتيرة النمو الحالية، فإن المملكة ستكون في طليعة الدول المتقدمة في مجال التنقل الكهربائي على مستوى المنطقة بحلول نهاية هذا العقد.