هل القيء يفسد الصوم في رمضان؟.. وما حكم صيام من استفرغ وهو صائم في نهار رمضان
يواجه الصائم أحيانًا بعض الحالات التي يعتقد أنها قد تبطل صيامه، ومن بين هذه الحالات القيء، حيث قد فرض الله الصيام على عباده كركن أساسي من أركان الإسلام الخمسة، إذ يمتنع المسلم عن الطعام والشراب وجميع المفطرات من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، ومع ذلك، قد يتعرض الصائم خلال نهار رمضان لحالات غير إرادية مثل القيء أو الاستفراغ، مما يثير تساؤلات حول تأثير ذلك على صحة الصيام، فهل يعد القيء من المفطرات والمفسدات للصوم؟ وما حكم من استفرغ وهو صائم في نهار رمضان؟ هذا ما سنوضحه بالتفصيل في الفقرات القادمة.
هل القيء يفسد الصوم في رمضان؟
مع حلول شهر رمضان، تكثر التساؤلات حول الأحكام المتعلقة بالصيام، ومن أبرزها مسألة تأثير القيء على صحة الصوم، حيث يتساءل العديد من المسلمين عمَّا إذا كان القيء يُبطل الصيام أم لا، إذ أن القيء هو خروج ما في المعدة إلى خارج الجسم سواء كان ذلك بشكل إرادي ومتعمد أو بطريقة غير إرادية، وقد يحدث عبر الفم أو حتى الأنف في بعض الحالات، ونظرًا لأن الصيام يتطلب الامتناع عن أمور معينة مثل الأكل والشرب التزامًا بأوامر الله تعالى ورغبةً في الأجر، فإن المسلم يُطالب بتجنب كل ما قد يُفسد صيامه.
وقد أقرَّ العلماء بأن القيء إذا وقع دون قصد، أي غلب الصائم دون تدخل منه، فإنه لا يؤثر على صحة الصيام، بشرط ألا يبتلع منه شيئًا عمدًا، أما إذا تعمد إخراج القيء، فإن صيامه يصبح غير صحيح، ويلزمه القضاء والكفارة، خاصةً إذا ابتلع جزءًا منه بعد وصوله إلى فمه.
هل التطريش يفطر الصائم؟
الصيام يُعزز الإخلاص في القلب، إذ يدرك الصائم أن لا أحد يعلم بحقيقة صيامه إلا الله، فهو قادر على الإفطار سرًا دون أن يلاحظه أحد، ولكن ما يمنعه هو استشعاره لمراقبة الله ورغبته في نيل رضاه، وعندما تتبنى النفس هذا الفهم، فإنها تترسخ في الإخلاص، ومن الأسئلة الشائعة بين المسلمين خلال رمضان: هل التطريش يفطر الصائم ويؤثر على صحة الصيام؟ إذ يُعد التطريش من المسائل التي تشغل تفكير كثير من الصائمين، خاصة وأن شهر رمضان يمثل فرصة عظيمة للتقرب إلى الله بالصيام والعبادات.
فإذا حدث التطريش للصائم أثناء النهار، فقد يكون ذلك بشكل إرادي أو غير إرادي، فإن كان التطريش متعمدًا، كأن يُدخل الشخص إصبعه في حلقه ليستفرغ، فإنه يُفطر بذلك، ويجب عليه قضاء هذا اليوم بعد رمضان، أما إذا حدث التطريش دون قصد، فلا يؤثر على صحة الصيام، ويبقى صومه صحيحًا.
حكم صيام من استفرغ وهو صائم
يُطرح هذا التساؤل كثيرًا خلال شهر رمضان، وهو الشهر الذي يغتنمه المسلمون للتقرب إلى الله بالصيام وسائر العبادات، حيث يعد الاستفراغ من المسائل التي تتطلب توضيحًا فقهيًا، حيث يمكن أن يكون إراديًا أو غير إرادي، وقد اتفق العلماء على التمييز بين الاستفراغ أو القيء الذي يحدث بقصد والذي يقع دون إرادة، وذلك ضمن أربع حالات رئيسية كالتالي:
- إذا تعمد الصائم الاستفراغ أو التقيؤ، فسد صيامه وأصبح ملزمًا بقضاء ذلك اليوم، حتى وإن لم يعد شيء من القيء إلى جوفه.
- أما إن تعمد الاستفراغ وعاد شيء منه إلى الحلق بعد وصوله إلى الفم، فيجب عليه القضاء والكفارة معًا.
- وفي حال غلبه القيء دون قصد ولم يرجع منه شيء إلى حلقه، فإن صيامه يظل صحيحًا ولا قضاء عليه.
- أما إذا غلبه القيء، لكن عاد شيء منه إلى حلقه بعد وصوله إلى الفم، فيلزمه القضاء فقط.
تعليقات