المعادن السامة في علب التونة.. خطر غير مرئي على الصحة
كشفت تحقيقات حديثة عن وجود مستويات مثيرة للقلق من المعادن السامة في علب التونة المباعة في الدول الأوروبية، مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا وبريطانيا، وخلصت الاختبارات إلى أن جميع العينات التي بلغت نحو 150 علبة تحتوي على نسب متفاوتة من الزئبق، وذلك وفق لما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، هذا المعدن السام يمكن أن يكون له تأثيرات خطيرة على الصحة العامة، إذ قد يؤدي التعرض له إلى عواقب صحية خطيرة تشمل إعاقة نمو الدماغ وتلف الرئة، كما تم الربط بينه وبين بعض أنواع السرطان.
مستويات مقلقة ودعوات للتحرك
أشار التقرير إلى أن إحدى عينات التونة المأخوذة من متجر شهير في باريس تحتوي على 3.9 ملغ من الزئبق لكل كيلوغرام، وهو مستوى يتجاوز الحد المسموح به في أوروبا (0.3 ملغ/كغم) بأكثر من 13 ضعفًا، وقد حثت منظمات صحية، مثل “بلوم” و”فوود واتش”، الحكومات الأوروبية على “تفعيل بند الحماية” للحد من بيع المنتجات التي تتجاوز الحد الآمن من الزئبق، لذلك يطالب ناشطون بفرض حظر شامل على تقديم التونة المعلبة في المستشفيات والمدارس، وذلك بعد اكتشاف مستويات مرتفعة من الزئبق السام في هذا المنتج الشائع الاستخدام.
مصادر الزئبق في الأسماك وتأثيره
حسب التقارير فأن قرابة 80% من الزئبق يُنتج في الغلاف الجوي من مصادر طبيعية وبشرية مثل حرق الفحم، وينتهي به المطاف إلى المحيطات حيث يتم تحويل جزء منه إلى مركب سام يُعرف باسم “ميثيل الزئبق”، ويتراكم هذا المركب في الكائنات البحرية عبر السلسلة الغذائية، خاصة في الأسماك الكبيرة مثل التونة وسمك أبو سيف وأسماك القرش، حيث تصل مستويات الزئبق في هذه الأسماك إلى تركيزات عالية بمرور الوقت.
التأثيرات الصحية للتعرض للزئبق
أظهرت الدراسات أن التعرض لمستويات عالية من ميثيل الزئبق يمكن أن يؤدي إلى إتلاف الكلى والجهاز العصبي، ويسبب مشاكل في الرؤية، ويرفع من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وتزداد خطورة هذا التلوث على النساء الحوامل والأطفال الصغار، إذ قد يؤدي إلى آثار صحية غير قابلة للإصلاح في الأجنة والأطفال.
ولذلك يجب على المستهلكين الانتباه إلى مصادر التونة وتجنب الإفراط في تناولها، كما يجب على الحكومات اتخاذ إجراءات حازمة للحد من تلوث الأسماك بالزئبق، خاصة في ظل تزايد استهلاك التونة.
تعليقات