كيفية أداء صلاة التهجد وفضلها
في رحاب ضيفنا الكريم خير صاحب وأكرم دليل، والذي نستظل بنفحاته طوال عامنا المرير، حصنا الحصين وزاد الرحلة شهر أنزل فيه كتاب لا ريب فيه؛ وها نحن الآن على مشارف الأعتاب الأخيرة في محطتنا الآمنة، فقد استهلت ليال عشر بابنا ترقب من يحسن اقتناص هذه المنحة الإلهية والتي تتجلى بها الأرواح في فسيح الدنيا وتنعم بصلوات وعبادات منفردة تحيي قلوب المحبين، وعلى تاج هذه الطاعات صلاة أشبه بترياق العليل حيث التفضل الرباني وقبول الداعين وإجابة الراجين ألا والنفع يكمن بين حروفها وهي صلاة التهجد والتي نحن بصدد التحدث عنها في مقالنا الحالي.
كيفية أداء صلاة التهجد وفضلها
ليس في وسع المؤمن أن يدرك فضل صلاة التهجد والتي لا تناظرها صلاة في فضلها أن يُفوت حظه منها، وقد ورد في آثار كُثر تواترت عن نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه كان يوتر مابين إحدى أو ثلاث عشرة ركعات وهو ما اتفق عليه علماؤنا الأخيار حيث أنه أفضل عدداً يحتذى به في صلاة التهجد، ويصلي المسلم ركعتين اثنتين ثم يسلم بعد ذلك وهكذا اقتداءاً بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم، ويشهد لذلك ما روي عن رسولنا الحبيب قوله “الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى”
- وأما عن أحسن الأوقات التي تؤدى بها صلاة التهجد فليس هناك أنفع من الثلث الأخير من الليل إذا تسنى له ذلك حتى يتحرى زمن تجلي رب العباد وندائه الأعظم على سائلٍ أو داعي أو مظلوم فيكون له ما رجا وتمنى.
- كما يستحب للمؤمن أن يبتهل صلاته بأداء ركعتين حفيفتين لا يُطل بهما القراءة حتى يستدعي قلبه للتخشع في صلاته ثم يستزد في القراءة ويطيل في السجود بعد ذلك في الركعات التالية كما كان النبي عليه صلوات ربي وسلامه يفعل، وهو بالخيار إن شاء أجهر القراءة أو أسر بها ومن ثم يختتم التهجد بصلاة الوتر إن أراد صلى ثلاث ركعات أو ركعة واحدة لقول النبي عليه أفضل وأتم التسليم “اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً”
- فليدخر كلاً منا دعواته وخبايا نفسه ويضعها في سجوده بين ربٌ غفور في ركعتي في جوف الليل في شهر معظم وليال أعظم.
تعليقات