الاستغفار في الإسلام مفتاح للرزق الوفير والذرية الصالحة والفوز بالجنة

الاستغفار عبادة مهمة في الإسلام فهو طلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى، والمغفرة هي ستر الذنب والتجاوز عنه.  وإنّ هذه العبادة السهلة لكل مسلم  تعزز النفوس وتقرب المسلم من الله عز وجل، وتحمل معها فوائد كثيرة وآثار إيجابية على حياة المستغفرين في الدنيا والآخرة، فقد ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة. ففي هذا المقال سنستكشف أهمية هذا الموضوع في الإسلام، ثم نسلط الضوء على بعض فوائده وأثاره.

أثر الاستغفار وفوائده:

للاستغفار آثار وفوائد كثيرة نذكر منها ما يلي:

الاستغفار مفتاح من مفاتيح الرزق :

الرزق ليس مقتصرًا على المال فقط، فالصحة رزق والوقت رزق. ومما وعدنا الله به إذا كنا من المستغفرين:

كسب المال:

أرشدنا القرآن الكريم إلى أنّ الله وعد المستغفرين بالمال، مما يجعل الاستغفار وسيلة لكثرة الرزق وكسب المال. إلاّ أن بعض الناس يبذلون جهدًا كبيرًا في سبيل زيادة دخلهم وتحسين وضعهم المادي، ومع ذلك قد يواجهون صعوبة في تحقيق أهدافهم. فلو عادوا للقرآن الكريم، لوجدوا أنّ الاستغفار هو عبادة تحمل معها فوائد عديدة، ومنها تحسين الوضع المالي وزيادة الرزق.

هبة الأولاد:

هبة الأولاد من أعظم النّعم التي يمكن أن يمنحها الله للإنسان. وعلى الرغم من أنّ الإنجاب يعتمد على القدرة البيولوجية للإنسان، إلاّ أن الاستغفار يمكن أن يكون سببًا فعّالًا في الرزق بالأولاد فيهب الله لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور. لأن الخالق والرازق هو الله عز وجل.

نزول الغيث:

بالرغم من العوامل الطبيعية هي السبب الذي ينتج عنه سقوط المطر، ولكن يمكن أن يكون الاستغفار  سببًا في زيادة فرص سقوط المطر. وهذا لأن الله سبحانه وتعالى وعدنا في القرآن الكريم،

الزيادة في البركة :

الاستغفار يزيد في البركة في كل الأمور، مما يعزز من فرص النجاح في الحياة.

راحة البال وانشراح الصدر:

بالاستغفار تطمئن القلوب لأن المستغفرين يشعرون بالذنب والقلق، فالذكر بصفة عامة، وطلب المغفرة بصفة خاصة، يجلب لهم السكينة والطمأنينة النفسية، مما يساهم في تحقيق السعادة والاستقرار.

قوة الجسم وصحة البدن:

الاستغفار له تأثير إيجابي على الصحة الجسدية واللياقة البدنية ويزيد المستغفرين قوة على قوتهم الطبيعية.

تسهيل العسير وتيسير الأمور:

يجعل الله سبخانه وتعالى الأمور الصعبة أكثر سهولة للمستغفرين ثم يسخر لهم الأسباب للتغلب على المصاعب.

ذكر الاستغفار في القرآن الكريم:

جميع الأنبياء والرسل دعوا شعوبهم بالتقرب إلى الله بطلب المغفرة. وهذا يظهر مدى أهميته للتوبة والعودة إلى طريق الله سبحانه وتعالى، ومن الأنبياء الذين ذكرهم الله في القرآن الكريم.

قوم نوح:

قال تعالى : ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 – 12]

قوم ثمود:

قال تعالى: “وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ” (هود: 61).

استغفار خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يداوم على طلب المغفرة من الله عز وجل، ومما ورد في السنة النبوية المطهرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيد الاستغفار أن تقول:

اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت

ثم قالَ: ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ.
الراوي : شداد بن أوس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

هل الاستغفار للعصاة فقط؟

طلب المغفرة ليس خاصا بالعصاة فقط، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يستغفر في اليوم الواحد أكثر من سبعين مرة وهو الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.