بعد الثلاثين: محطات مضيئة بعيداً عن نظرتك التشاؤمية
تعتبر أغلب النساء الوقوف على أعتاب الثلاثينيات من العمر بمثابة بوابة زمنية مظلمة تدخلها الى مرحلة متقدمة من العمر وتنقلها من وهج الشباب إلى بدايات التقدم في السن. ومع أن هذا الهاجس هو السائد لدى الكثير – إن لم يكن كل النساء – فإن هذه المقالة تدعوكِ عزيزتي لتغيير نظرتك القاتمة نحو الأمر بل وربما الوقوع في حب تلك المرحلة أيضاً.
لماذا الثلاثين تحديدا؟
بانتقالك إلى عمر الثلاثين، فإنك تودعين مرحلةً من المراهقة والشباب الغالب عليهما روح المرح، والانطلاق، عدم الشعور بالمسؤولية الكبيرة خاصة في سنوات الجامعة وما بعدها بقليل، حيث كانت أوقاتكِ غالباً تمضى مع الأصدقاء وفي النزهات وحتى لمن عملن بعد التخرج من الجامعة، فإن العمل هو بالأعم تجربة لإثبات الذات وتحقيق الطموح دون الارتباط بقلق مسؤولية نفقات منزل وأسرة وميزانية.
كذلك فإن عمر العشرين هو قمة النضارة والشباب وعدم القلق من ظهور تجاعيد أو أي مشاكل صحية تتعلق غالباً بفترة الثلاثينيات المخيفة من وجهة نظر المرأة.
ولكن في ضوء كل هذا، دعينا ننظر إلى ما تحمله فترة الثلاثينيات لكِ من إيجابيات كبيرة لم تستطيعي رؤيتها من خلف نافذة التشاؤم:
ا- أنتِ الآن أنضج:
نعم! هذا صحيح. أنتِ الآن بتتي قادرة على الحكم بشكل أفضل وأكثر تعقلاً على الأشياء والمواقف والأشخاص. فإن كنتِ ربة أسرة مسؤولة عن زوج وأبناء فأنتِ الآن أكثر حكمة في قراراتك وتعاملاتك معهم، وإن كنتِ امرأة عاملة فأنتِ أيضاً أكثر تعقلا في قرارات العمل وسيره وفي التعامل مع الرؤساء والزملاء. أنتِ أيضاً أصبحتِ أكثر نصجاً وعمقاً في اختيار شريك حياتك ومواصافاته بتعقل أكبر إن كنتِ قد اتخذتِ قرار الارتباط.
ب – وقت تدليل نفسكِ:
عندما كنتِ بالعشرين، لم يكن روتين العناية بصحتك العامة من أولويات حياتك. ولكن الآن عليكِ أن تبدأي بتدليل نفسكِ بإتباع روتين يومي مميز للبشرة والشعر، تناول الفيتمانيات والأطعمة الهامة لجسمك، عمل ماسكات مفيدة لبشرتك وشعرك، التوجه للمارسة الرياضة والاشتراك بنادي صحي ربما لمنح نفسكِ المزيد من الاهتمام والتألق.
ج- أنتِ أكثر جاذبية من العشرينيات:
وفقا لأبحاث أجريت في بريطانيا وأسبانيا على عدد كبير من الرجال والنساء، فإن نتيجة الاستطلاع عن السن الأكثر جاذبية للمرأة هو بعد الثلاثين وفقا لآراء الأغلبية العظمى من الرجال، الذين أكدوا على أن المرأة تكون أنضج وأكثر ثقةً بنفسها مما يجعلها أكثر جاذبيةً في عين الرجل عن بعض الشابات الأكثر “طيشاً” وفقاً لتعبيرهم.
د- أنتِ أكثر استقلاليةً:
مع وصولك إلى محطة الثلاثين، فأنتِ لديك الكثير من الاستقلال الذي ربما افتقدته من قبل في عمر أصغر. أنتِ الآن مستقلة مادياً في عملك – كونكِ امرأة عاملة – أو مستقلة في مملتك المنزلية مع عائلتك تديرين شؤون أسرتك برعاية وقيادة. أنتِ أيضاً لديكِ فرصة السفر للعمل والدراسة والتطوير من ذاتك وقدراتك المبدعة.
كل هذه النقاط وأكثر هى لمحات مضيئة قد تودين العودة إليها كلما سيطرت عليكِ نظرتكِ التشاؤمية للأمور ولذا هيا انطلقي بسعادة نحو فصل جديد ومضيء من حياتك التي بيدكِ دوماً أن تجعليها أكثر اشراقاً وأملاً من منظور جديد. محطة الثلاثين ليست مخيفة كما تظنين وأنتِ بها لا تشبهين ذاتك القديمة بل صرت أكثر نضجا وجاذبية ومعرفة. تمتعي بكل لحظة بها ولا تتركي نفسك فريسة لأفكار مغلوطة من شأنها التقليل من ذاتك وقتل طموحاتك وابداعك بمحطة جديدة من عمرك تستحق أن تعيشي وأن تستمتعي بكل لحظة بها.
تعليقات