التربية الثقافية و قصص الزمن التربوية في تحسين السلوك : رجل لا يشبع
تبلغ القصص وأثارها في نفوس الكبار والصغار مبلغ التقويم والتربية فهي لمراجعة النفس و معرفة الصواب والخطأ وغرس التربية الثقافية ومعرفة أثر الطمع في نفوس البشر ف قصص الزمن التربوية تكون بمثابة العبرة والعظة لكل الأحداث التي تدور حولنا ، ويقع فيها الكثير ممن لا خبرة لهم وتعليمها للصغار وسردها لهم يكون بمثابة غرس قيم ثابتة في نفوسهم .
بلغني أيها الطفل الصغير ذو العقل الكبير أنه كان يعيش في قديم الزمان ملك عظيم كريم بينما هذا الملك يسير في مملكته ويتفقد أحوالها وجد قطعه أرض كانت صفراء جرداء قد تحولت إلي جنه خضراء فرح الملك وسأل الحراس من أصلح تلك الأرض الوعرة ؟ وأقترب فلاح فقير وقال : أنا يا مولاي أزلت صخورها ومهدت أرضها وأعانني الله عليها حتي أصلحتها وزرعتها قال الملك فهي لك خدها منها هدية جزاء تعبك فيها وكان لهذا الفلاح أخ طماع حاضر معه …
أفكار طمع :
حاول أستغلال طيبه الملك وكرمة فتعلق بعباءته وتوسل إليه قائلا: أنا اقوي منه وأستطيع أن أصلح أكثر منه علي شرط أن تهب لي كل ما أصلحة ، أدرك الملك طمع الرجل فقال له قبلت شرطك خد هذه الفرس وأركض في الصحراء وكل أرض تعدوا فقوقها تصبح لك حتي مغيب الشمس
قفز الرجل فوق ظهر الفرس وركب طمعة وأنطلق ومرت ساعات وهو منطلق بأقصى سرعته كان يتمني أن يضع قدم فرسة عند منتهي بصره أبطي الحصان ، وبدأ يلهث ويلتقط أنفاسة فلم يجد من راكبة سوي لسعات السوط ، أسرع الفرس من جديد وظل يجري ويجري وقد اشتدت الشمس وزاد الرجل من سباقة.
وها هي الشمس قد أوشكت علي المغيب وسقط الحصان مغشياً عليه حينها جن جنون الرجل الطماع وأشبعه ضرباً بلا فائدة تركه وأكمل الجري علي قدمية .. ساعه واحدة ويحضر الملك مع جنوده ويملك كل أرض سار عليها .. وقد ظل يجري حتي هلكت قدماه وأنقطع نفسه وسقط علي الأرض وزحف علي صدرة يعانق التراب …
نهاية الطمع :
رفع رأسه ينظر إلي أملاكه الشائعة ثم رقد بلا حراك وغابت الشمس وخرج حينها الملك وجنوده ورأي الرجل فوجدوه قد مات لم يأخذ معه شيئاً سوي عملة وطمعة همس وقتها الملك في نفسة ( اللهم إني أعوذ بك من نفس لا تشبع )
تعليقات