فضل معلم القرآن وفضل من تعلمه وما هي أفضل طريقة لحفظ القرآن
خيركم من تعلم القرآن وعلمه. هو حديث للنبي صلى الله عليه وسلم. يرغّب في تعلم القرآن وتعليمه. فهو كتاب الله الذي يحتوي على الهداية وهو دواء القلوب وشفاءها، وغالبا ما يتم حفظه في المدارس القرآنية والحلقات القرآنية على يد شيخ مجاز، ولحفظه يمكن الاستعانة بالاستماع إلى تلاوات أو تطبيقات الحفظ والتلاوة الإلكترونية، للتدرب على القراءة الصحيحة وحفظ الآيات. كما ينبغي للمعلمين أن يهتموا بتعليم الأطفال منذ الصغر . ويجب أيضًا الالتزام بالمنهجية الصحيحة في التعليم. وننصح باستغلال الوقت الأمثل في الحفظ. وبعد الحفظ يجب الاستمرار في تلاوته بانتظام لتثبيته، ويمكن الاستفادة من الدورات المتخصصة لتطوير المهارات القرآنية والتحفيز على المزيد من الاجتهاد والتحسن في حفظ القرآن الكريم.
فضل معلم القرآن
معلم القرآن الكريم يعد من الأشخاص الذين يحظون بمكانة كبيرة في الدنيا والآخرة، إذ أنه يساهم في نشر التعاليم الإسلامية وتعليمها للآخرين، فقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى فضل من دعا إلى الله، وعمل صالحا، وقال إنّني من المسلمين. وبما أن هذه الخصال المذكورة في الآية تنطبق على معلم القرآن، فإنه يدخل تحت قوله تعالى:
وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ” (سورة فصلت: 33-34)
وفضل معلم الناس كتاب الله عز وجل مذكور أيضًا في السنة النبوية. فقد ثبت في كتاب صحيح البخاري:
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خَيرُكُم من تعلَّمَ القرآنَ وعلَّمَهُ.
فضل متعلم القرآن
من تعلم القرآن له فضل في الدنيا والآخرة، فقد أشار الله سبحانه و تعالى إلى فضل متعلم القرآن في كتابه الكريم، حيث قال:
“إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ” (سورة فاطر: 29-30)
يشير الله سبحانه وتعالى في هذه الآية إلى أنّ الذي يتلو كتابه من الذين وعدهم الله أن يوفيهم أجورهم وزيادة.
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران رواه البخاري ومسلم
ومن هذا الحديث يتضح أن الله جعل للماهر بالقرآن مكانة في الجنة مع الملائكة السفرة الكرام البررة الذين يفعلون ما يؤمرون.
أما من كان يقرأ وهو في مرحلة التعلم، وقد شق عليه الحفظ والنطق الصحيح للحرف. فله أجران، (أجر القراءة، وأجر التعلم).
فضل حافظ القرآن الكريم
لحافظ القرآن عدة فضائل في الدنيا والآخرة، دلت عليها السنة النبوية، نذكر منها ما يلي:
حافظ القرآن من أهل الله وخاصته
حافظ القرآن يعد من أكثر الأشخاص تميزًا وفضيلة في المجتمع الإسلامي، وله مكانة خاصة بين الناس وعند الله. فقد ثبت في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. في كتاب الترغيب والترهيب عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
إن للّه أهلين من الناس قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته.
من تعلم القرآن وعلمه محسود حسد غبطة
من تعلم القرآن وعلمه فهو معرض للحسد على المكانة التي وصل إليها بحفظه لكتاب الله. والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا حسدَ إلا في اثنتَينِ: رجلٌ علَّمه اللهُ القرآنَ فهو يَتلوه آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ
القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة
حافظ القرآن يحظى بمكانة كبيرة في الإسلام، لأنه الشخص الذي يحفظ كتاب الله ويتلوه ويتدبر في معانيه، ويكون حامل القرآن مصدر إرشاد وتوجيه لغيره من المسلمين، ويشفع القرآن لحافظه يوم القيامة. فقد ثبت في الأحاديث الصحيحة الواردة عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أن القرآن يأتي شفيعًا لأصحابه يوم القيامة حتى يخرجوا به من النار. وفي هذا الصدد، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: «اقرؤوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ…».
يرتقي صاحب القرآن في منازل الجنة إلى آخر آية يقرأها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يُقالُ لصاحبِ القُرآنِ يومَ القيامةِ اقرَأْ وارْقَ ورتِّلْ كما كُنْتَ تُرتِّلُ في دارِ الدُّنيا فإنَّ منزلتَك عندَ آخِرِ آيةٍ كُنْتَ تقرأها ».
ولذلك أكد العلماء أن حافظ القرآن يرتقي في منازل الجنة بمقدار ما حفظ من كتاب الله، وكلما ازداد مقدار حفظه ازداد رفعةً في درجات الجنة.
يُلْبِس حافظ القرآن والداه تاجا يوم القيامة
وردت أحديث صحيحة تدل على أنّ الله سبحانه وتعالى يُكرم والديّ حامل كتاب الله عزّ وجل. ويُعلي من قدرهما ويرفع منزلتهما، فينتفعان بحفظه ويعلو قدرهما ببركة ما حفظ من كتاب الله.
فعن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ أُلْبِسَ وَالِدَاهُ تَاجًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ضَوْءُهُ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ فِي بُيُوتِ الدُّنْيَا لَوْ كَانَتْ فِيكُمْ فَمَا ظَنُّكُمْ بِالَّذِي عَمِلَ بِهَذَا»
طرق مجربة لحفظ القرآن الكريم
توجد الكثير من الطرق المجربة الناجحة لحفظ القرآن الكريم كاملًا، أو ما تيسر منه. ونذكر منها ماهو شائع في العالم الإسلاميّ:
طريقة الحفظ من المصحف
هذه الطريقة تتطلب القراءة المستمرة من المصحف لحفظه كاملًا. حيث يتم التركيز على مقدار الحفظ، سواء كان مقدار الحفظ بعدد الآيات أو بعدد الأسطر. ويتم تكرار الآيات أو الأسطر بشكل مستمر حتى يتم حفظها بالكامل. وهذه أشهر الطرق المنتشرة عالميًا.
طريقة الحفظ عن طريق السماع
يتم الاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم من قارئ ماهر، ويتم سماعها يوميًا وبشكل مستمر. حتى يتم حفظها. وتستعمل هذه الطريقة غالبا للمكفوفين أو الأطفال الصغار الذين لا يحسنون القراءة. وتعتمد على الاستماع الجيد للتلاوة، ولذلك ننصح كل من أراد أن يحفظ بهذه الطريقة أن يستعين بوسائل سمعية حديثة. أو الإذاعة أو قنوات القرآن الكريم الخاصة بهذا المجال.
طريقة التلقي والمشافهة
يتم حفظ القرآن الكريم عن طريق الاستماع إلى قارئ متقن مجاز، وعند سماع الآية يتم تكرارها وترديدها بعد القارئ. وتنتهي هذه العملية عند حفظ أخر آية في مقدار الحفظ اليومي. ويكثر استخدام هذه الطريقة في المدارس القرآنية الجماعية لكثرة الطلبة وضيق الوقت.
طريقة الكتابة على اللوح بالقلم والمداد
تعتمد هذه الطريقة على الكتابة اليدوية للآيات على اللوح بالقلم والمداد، فيملي المعلم على الطالب ويكررها عليه الطالب بعد كتابتها ليتحقق الشيخ من صحتها ثم ينتقل إلى الآية التي بعدها، وهكذا إلى أن ينتهي الثمن أو الصفحة المراد حفظها.
وبعد كتابتها يتم تكرار تلك الآيات المكتوبة على اللوح بشكر مستمر حتى يتم حفظها. وهذه الطريقة شائعة في المغرب العربي خاصة وفي بعض البلدان العربية المجاورة. وبما أنها تعتمد على الذاكرة البصرية والحركية فإن كثير من العلماء ينصح بها. وخاصة الصغار لأنها تعلمهم قراءة الحروف وكتابتها قبل الشروع في الحفظ.
حكم الاستعانة بالتقنيات الحديثة
يجوز لقارئ القرآن أن يستعين بالتطبيقات الحديثة والمواقع الإلكترونية التي تساعد على الحفظ، وهذا باتفاق العلماء، وتتضمن هذه التقنيات الحديثة تسجيلات صوتية للقرآن وإمكانية تكرارها والتحقق من الحفظ، بالإضافة إلى الأدوات الأخرى مثل الأجهزة الذكية والحاسوب لأنها تحتوي على تطبيقات ومواقع توفر لنا المصاحف الإلكترونية والمقاطع الصوتية والمرئية. وبما أن هذه الوسائل تعتمد هذه الطريقة على تسهيل الحفظ وجعله أكثر سهولة. فلا بأس بالاستعانة بها.
6 نصائح لحفظ القرآن الكريم
الاستعانة بالله
يجب على المسلمين أن يستعينوا بالله في كل شيء، بما في ذلك الحفظ. وخاصة إذا تعلق بكلام الله سبحانه وتعالى. ويتحقق ذلك عن طريق الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى ليسهل عليهم الحفظ ويوفقهم في ذلك.
الالتحاق بدورات حفظ القرآن
يمكن للراغبين في حفظ كتاب الله أن يلتحقوا بدورات الحفظ وما تعلق به. وعادة ما يتم تنظيمها من طرف المساجد أو المدارس القرآنية أو المعاهد الإسلامية أو الجمعيات الدينية. وتعد هذه الدورات فرصة لتعلم تقنيات حفظ كتاب الله وتطوير المهارات اللازمة لذلك.
تحديد الأوقات المناسبة
يجب تحديد أوقات مناسبة لحفظ كتاب الله عز وجل، مثل الأوقات الصباحية أو الليلية، والتأكد من توفر الهدوء والتركيز اللازمين للحفظ.
قراءة القرآن مع التدبر
كل من أراد أن يقرآ كتاب الله يجب أن يقرأه مع التدبر وفهم معانيه وأحكامه، وليس فقط القراءة العادية. وهذا سيساعد على تثبيت الحفظ في الذاكرة وتعزيز الاستيعاب.
التكرار والمراجعة
يجب على حامل كتاب الله عز وجل أن يركز على التكرار والمراجعة المستمرة للأحزاب والسور التي تم حفظها بشكل دوري لتثبيتها في الذاكرة. كما يمكن استخدام تقنيات مختلفة مثل الاستماع للتسجيلات الصوتية أو القراءة من المصحف أو الكتابة على اللوح لتثبيت الآيات التي تم حفظها.
الجدول اليومي لحفظ القرآن الكريم
يمكن لمن أراد أن يحفظ كتاب الله أن يستخدم جدولا لتنظيم عملية الحفظ، وتحديد الأجزاء التي يجب حفظها يوميًا أو أسبوعيًا. ويساعد الجدول على تحديد الأهداف لتحقيق نتائج في الحفظ، وعلى سبيل المثال هذا الجدول خلال أيام الأسبوع.
الجدول يتماشى وفقًا للمعطيات التي سنذكرها أو على حسب قدرة الطالب
الحفظ اليومي: حفظ صفحة جديدة في اليوم.
الوقت: يتم الحفظ بعد صلاة الصبح، والمراجعة بعد صلاة الظهر، والاستماع بعد صلاة المغرب.
يوم الثلاثاء يخصص فيه وقت للتجويد ومراجعة القريب والسماع.
ويوم الجمعة يخصص لمراجعة الأجزاء القريبة والبعيدة، مع السماع.
ويمكن تنظيم الجدول كالتالي:
دعاء حفظ القرآن الكريم
من أراد أن يحفظ كتاب الله فلا بدّ من أنه سيواجه العديد من الصعوبات في طريقه لتحقيق هدفه. ولذلك فإن عليه الاستعانة بالدعاء والاستغفار والتوكل على الله سبحانه تعالى.
ومن الأدعية المأثورة لتسهيل حفظ القرآن الكريم:
- رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي” [طه: 25، 26].
- وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا” [طه: 114].
- رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا” [الفرقان: 74].
- وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ” [الشعراء: 84، 85].
- رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” [التحريم: 8].
تعليقات