ما هي زكاة الفطر وما هي مقدارها ؟ وكيفية إخراجها في هذا العام 2023 / 1444
ما هي زكاة الفطر وما هي مقدارها ؟ إن ركن الزكاة من أعظم أركان الإسلام لذلك لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ إلى اليمن كان من ثالث ما وصاه به أن يأمر الناس بالزكاة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ” لَمَّا بَعَثَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُعَاذَا نَحْوِ اليَمَنِ قالَ له: إنَّكَ تَقْدَمُ علَى قَوْمٍ مِن أهْلِ الكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أوَّلَ ما تَدْعُوهُمْ إلى أنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى، فَإِذَا عَرَفُوا ذلكَ، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ فَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في يَومِهِمْ ولَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا صَلَّوْا، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم زَكَاةً في أمْوَالِهِمْ، تُؤْخَذُ مِن غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ علَى فقِيرِهِمْ، فَإِذَا أقَرُّوا بذلكَ فَخُذْ منهمْ، وتَوَقَّ كَرَائِمَ أمْوَالِ النَّاسِ.
دلّ ذلك على أهمية هذا الركن في إقامة الدين ومن ثم إقامة مجتمع متعادل ومتراحم يتحقق فيه العدل فقد بين الله سبحانه وتعالى الحكمة من هذه الصدقات فقال تعالى ” مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ “.
ما هي زكاة الفطر وما هي مقدارها ؟
بين الله مصارف الأموال الخارجة من الزكاة والفيء والصدقات حتى لا يستأثر بها فئة دون أخرى فيحدث مضرة ؛ ومن أجَلّ مقاصد الشريعة رفع المضرة عن الناس، فالزكاة في الشرع على قسمين كالتالي:
- الأول : زكاة واجبة وهي نوعان:
1 – زكاة أموال.
2 – زكاة أبدان ( زكاة الفطر ).
- الثاني : زكاة مندوبة وهى صدقة التطوع
كما ورد في الحديث الصحيح«الصدقة تطفئ غضب الرب»، وسيٌبسط البحث هنا عن ما يتعلق من زكاة الفطر من أحكام ونستعرض الخلاف بين العلماء في بعض الاحكام منها التالي:
- هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقوداَ؟
- هل يجوز إخراج المكرونة ؟
- ما هو أفضل وقت لإخراج زكاة الفطر ؟
ونرجح من أقوالهم ما يوافق الدليل . - ما هي زكاة الفطر وما هي مقدارها ؟*
أولاً حكم زكاة الفطر :
زكاة الفطر واجبة على كل مسلم كبير وصغير ذكر وأنثى حر وعبد إذا فضل عنده عن قوته وقوت عياله صاع من طعام يوم العيد وليلته.
لحديث إبن عمر قال : ” أخبرنا قتيبة قال حدثنا مالك عن نافع عن بن عمر قال : فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة رمضان على كل صغير وكبير حر وعبد ذكر وأنثى صاعا من تمر أو صاعا من شعير ” متفق عليه، واللفظ للبخاري، نذكركم برابط موعد إجازة عيد الفطر 2023.
وما روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (كنا نخرج زكاة الفطر إذ كان فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام أو صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير أو صاعاً من زبيب أو صاعاً من أقط) متفق عليه، نذكركم برابط كيفية إخراج الزكاة عبر تطبيق زكاتي.
وقت زكاة الفطر :
عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: ((فرَضَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ؛ طُهرةً للصَّائمِ مِنَ اللَّغوِ والرَّفَثِ، وطُعمةً للمَساكينِ؛ مَن أدَّاها قبل الصَّلاةِ، فهي زكاةٌ مَقبولةٌ، ومَن أدَّاها بعد الصَّلاةِ، فهي صدقةٌ مِنَ الصَّدَقاتِ ))، صححه الألباني ((صحيح الجامع)) (3570)، و عنِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: ((أمَر رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم بزكاةِ الفِطرِ أنْ تُؤدَّى قبل خُروجِ النَّاسِ إلى الصَّلاةِ ))، ومن الأدلة السابقة يتضح الاتي:
- دلة الأحاديث على أن أدائِها يكون يوم العيد
- أنها متعلقة بعيد الفطر كتعلق الاضحية بعيد الأضحى.
- كونها مسماه بصدقة الفطر دل على تعلقها بيوم الفطر.
يجوز تعجيلُ زكاةِ الفِطرِ عن وَقتِها بيومٍ أو يومينِ فقط، وهذا مذهَبُ المالكيَّة، والحَنابِلَة، واختاره الشوكانيُّ، وابنُ باز، وابنُ عُثيمين
ويدلُّ على ذلك : أثر ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما: (أنَّه كان يُعطيها الذين يَقبَلونَها، وكانوا يُعطُونَ قبل الفِطرِ بِيَومٍ أو يومينِ.
ما هو مقدار زكاة الفطر؟
ويجزئ في زكاة الفطر صاع من قوت بلده مثل الأرز ونحوه. والمقصود بالصاع هنا: صاع النبي صلى الله عليه وسلم وهو أربع حفنات بكفي رجل معتدل الخلقة.
مقادير زكاة الفطر ( 1444 هــ – 2023 م )
تم حساب هذه المقادير طبقا للمد النبوي عن طريق إيجازة أحد علماء الإسلام بإسناده إلى الصحابي زيد بن ثابت رضى الله عنه.
- الأرز 2800 جم، 78.5 جنيه، 18 ريال سعودي.
- العدس 2680 جم، 134 جنيه، 29.5 ريال سعودي.
- التمر 1780 جم، 72 جنيه، 20 ريال سعودي.
- اللوبيا 2680 جم، 145 جنيه، 35 ريال سعودي.
- الزبيب 1880 جم، 140 جنيه، 51 ريال سعودي.
- الفاصوليا 2880 جم، 155 جنيه، 44 ريال سعودي.
- الفول 2460 جم، 100 جنيه، 28 ريال سعودي.
- الدقيق 2280 جم، 46 جنيه، 10 ريال سعودي.
- المكرونة 2200 جم، 45 جنيه، 15 ريال سعودي، وإليكم رابط إخراج الزكاة.
مقدار زكاة الفطر في مصر 2023
أعلن الدكتور شوقي علامة مفتي الجمهورية أن قيمة زكاة الفطر هذا العام 2023/1444 كحد أدنى 30 جنية مصري للفرد الواحد، أما عن قيمة فدية الصيام لمن يعجز عن الصوم لسبب شرعي 20 جنية.
كم قيمة زكاة الفطر في السعودية 1444
كشف برنامج الزكاة الموحد في السعودية أن قيمة زكاة الفطر نقدا للعام 2023/1444 في السعودية كحد أدنى 21 ريال سعودي، يمكن اخراج زكاة عيد الفطر من اليوم الأول في شهر رمضان وحتي اخر يوم من الشهر الفضيل.
ما هو حكم من ترك إحراج زكاة الفطر ؟
من ترك إخراج زكاة الفطر أثم ووجب عليه القضاء، هل يجزئ إخراج القيمة في الزكاة؟
- أولاً : بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن العلة من زكاة الفطر أن تكون طعمة للمساكين كما في حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: “فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَكَاةَ الْفِطْرِ، طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ ” ( رواه أبو داود وابن ماجه ، وحسنه الألباني ) من أجل ذلك لم يخالف أحد من السلف أو الخلف في إجزاء الطعام.
- ثانياً: اعتد العلماء أن الأصناف المذكورة في حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ -رضي الله عنه- قَالَ: “كُنَّا نُعْطِيهَا في زَمَانِ النبي -صلى الله عليه وسلم- صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ” (رواه البخاري)، وغيره مِن الأحاديث: أنها مِن باب الخطاب الخاص بالمخاطبين حينها، وأن الأصل هو قوله: “صَاعًا مِنْ طَعَامٍ”، وما بعده تفسير له بالأغلب في زمنه، وإليكم رابط منصة احسان لإخراج الزكاة.
بيد أن تعداد هذه الأصناف استفاد منه لذلك إشترط أهل العلم تقييد الطعام الذي يجزئ إخراجه في زكاة الفطر بما يُدخر ويعده الناس قوتًا أساسيًّا.
(يظهر الفرق بيْن القولين: في البلاد التي تستغني عن الحب تمامًا بغيره، كما في بلاد الإسكيمو -مثلًا- حيث يحل السمك عندهم محل القمح ).
وعلى القول بأن ما صار قوتًا يصح إخراج الزكاة منه؛ فيصح في هذه البلاد إخراج السمك في زكاة الفطر، وعلى القول الآخر الذي لا يجوِّز القيمة لا يصح.
فائدة: مِن هنا يُعلم أن إخراج اللحم أو الدجاج أو الزيت أو السمن أو غيره في زكاة الفطر في البلاد التي تعتمد على الحبوب لا يجوز إلا على مذهب مَن يجوِّز القيمة، وبعد أن ذكرنا ما سبق: يبقى السؤال حول “زكاة الفطر”.
هل يجوز للمتصدق أن يعدل عن المنصوص إلى ما يعادل قيمته نقدًا كان أو غير نقد ؟
وللإجابة عن هذا السؤال نبحث عن الأدلة المحتملة على النحو التالي:
احتج القائلون بالقيمة بما ورد مِن روايات تغاير بيْن القمح وغيره مِن الأصناف، فتجعل أن المقبول منه نصف صاع، ومِن أجود هذه الراويات ما رواه عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده: “أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَ مُنَادِيًا فِي فِجَاجِ مَكَّةَ: أَلَا إِنَّ صَدَقَةَ الفِطْرِ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ، صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، مُدَّانِ مِنْ قَمْحٍ، أَوْ سِوَاهُ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ” (رواه الترمذي وقال: هذا حديث صحيح حسن غريب، وضعفه الألباني).
ولكن هذا الأثر لا يحتج به لسببين كالتالي:
- الأول: أن كل هذه الروايات ضعيفة.
- الثاني: معارضة هذا للصحيح الثابت.
مِن حديث أبي سعيد الخدري, قال: “كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الفِطْرِ إِذْ كَانَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، فَلَمْ نَزَلْ نُخْرِجُهُ حَتَّى قَدِمَ مُعَاوِيَةُ المَدِينَةَ، فَتَكَلَّمَ، فَكَانَ فِيمَا كَلَّمَ بِهِ النَّاسَ إِنِّي لَأَرَى مُدَّيْنِ مِنْ سَمْرَاءِ الشَّامِ تَعْدِلُ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، قَالَ: فَأَخَذَ النَّاسُ بِذَلِكَ”. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: “فَلَا أَزَالُ أُخْرِجُهُ كَمَا كُنْتُ أُخْرِجُهُ” (رواه مسلم والترمذي واللفظ له)؛
فدل على أن القول بأن نصف صاع مِن قمح يعادل صاع مما سواه هو رأي رآه معاوية -رضي الله عنه – ، وأن أبا سعيد الخدري -رضي الله عنه- ردَّ عليه ذلك، ولو كان مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- لما احتاج معاوية -رضي الله عنه- إلى أن يقدمه في صورة الرأي، ولما رده عليه أبو سعيد -رضي الله عنه-.
2- بعض مَن يجوز القيمة يحتج بقوله -تعالى-: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً)، ويرى أن هذا يدل على أن الأصل مواساة الفقير وفقط، وهي تحصل بإخراج المنصوص عليه كما تحصل بالقيمة، ولا يخفى ما في هذا الاستدلال مِن بُعد، وفتح أبواب شرٍّ ربما تصل إلى إهدار فقه باب الزكاة، ومن زعم بأن القيمة تؤدي الغرض؛ فهو مبني على مَن لا يرى في الزكاة إلا جانب حق العباد، والصحيح أن معنى التعبد فيها ظاهر، فهي مما يجتمع فيها المعنيين التعبد ومصلحة العباد .
3- يتفرع على التعليل في الجزئية السابقة أن مَن يقول بقول الجمهور بعدم إجزاء القيمة يحتاج أيضًا إلى النظر في ثلاث مسائل:
- الأولى: ماذا لو دعت الحاجة إلى إخراجها قيمة؟
- الثانية: ماذا لو كان المتصدق يخرج زكاته بنفسه وعزم على أن يدفعها لفقير معين فعلم مِن حاله أن هناك بدلًا هو أنفع له، سواء كان نقودًا أو غيرها؟!
- الثالثة: ما حكم أن يخرج المنصوص عليه، ولكن يعمل فيه عملًا، كأن يخرج صاع القمح مطحونًا أي يخرج الدقيق أو يخبز صاع الدقيق، ومِن أمثله في زماننا: إخراج صاع دقيق مصنع على هيئة مكرونة؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- كما في “مجموع الفتاوى” (25/ 82): “وأما إخراج القيمة في الزكاة والكفارة، ونحو ذلك، فالمعروف مِن مذهب مالك والشافعي أنه لا يجوز، وعند أبي حنيفة يجوز، وأحمد رحمه الله قد منع القيمة في مواضع، وجوزها في مواضع، فمِن أصحابه مَن أقر النص، ومنهم مَن جعلها على روايتين. والأظهر في هذا: أن إخراج القيمة لغير حاجةٍ ولا مصلحةٍ راجحةٍ ممنوع منه… ” إلى أن قال -رحمه الله-: “وأما إخراج القيمة للحاجة، أو المصلحة، أو العدل؛ فلا بأس به، مثل: أن يبيع ثمر بستانه أو زرعه بدراهم، فهنا إخراج عشر الدراهم يجزئه ولا يكلف أن يشتري ثمرًا أو حنطة إذ كان قد ساوى الفقراء بنفسه، وقد نص أحمد على جواز ذلك… ومثل أن يكون المستحقون للزكاة طلبوا منه إعطاء القيمة لكونها أنفع فيعطيهم إياها” (انتهى).
وقال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: “ويجوز أيضًا أن يخرج عن النقود عروضًا مِن الأقمشة والأطعمة وغيرها، إذا رأى المصلحة لأهل الزكاة في ذلك مع اعتبار القيمة، مثل أن يكون الفقير مجنونًا أو ضعيف العقل أو سفيهًا أو قاصرًا، فيخشى أن يتلاعب بالنقود، وتكون المصلحة له في إعطائه طعامًا أو لباسًا ينتفع به مِن زكاة النقود بقدر القيمة الواجبة، وهذا كله في أصح أقوال أهل العلم” (انتهى مِن “مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز” (14/ 253)، وأما “المكرونة” فقد تعرض الشيخ العثيمين -رحمه الله- مِن المعاصرين لحكمها، فقال في شرح الزاد:
هل تجزئ المكرونة في زكاة الفطر؟
الجواب: مَن قال: إن الخبز يجزئ، فالمكرونة عند صاحب هذا الرأي تجزئ أيضًا. ومَن قال: لا يجزئ الخبز؛ لأن الخبز أثرت عليه النار، فإن المكرونة إذا أثرت عليها النار في تصنيعها فإنها لا تجزئ كذلك، ولو أن إلحاق المكرونة بالخبز مِن كل وجه فيه نظر؛ ولهذا نرى أن إخراج المكرونة يجزئ ما دامت قوتًا للناس ليستْ كالخبز مِن كل وجه، وتعتبر بالكيل إذا كانت صغيرة مثل الأرز، أما إذا كانت كبيرة فتعتبر بالوزن، والصحيح أن كل ما كان قوتًا مِن حبٍّ وثمر ولحم ونحوها؛ فهو مجزئ ؛ لحديث أبي سعيد: وكان طعامنا يومئذٍ الشعير والتمر والزبيب والأقط” (انتهى).
تنبيه!!!
قال أبو داود: “قيل لأحمد بن حنبل وأنا أسمع: أعطي دراهم؟ -يعني في صدقة الفطر- قال: أخاف أن لا يجزئه؛ خلاف سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-“، والإمام أحمد -رحمه الله- لا يَخفى عليه أن المسألة فيها خلاف سائغ، بل هو نفسه ممَن جوَّز القيمة عند الحاجة، ولكن هذه كانت طريقة الأئمة والعلماء أنهم يعلمون أن مَن يسألهم إنما يسألهم عما يدينون لله به، وليس ما يدين به غيرهم.
فتأدب الإمام أحمد مع المخالف فقال: “أخاف ألا يجزئه”؛ لعلمه أن السائل إنما عمل بالقيمة بناءً على فتوى مِن غيره، وقال الإمام أحمد أيضا : لا يعطي قيمته. قيل له: يقولون: عمر بن عبد العزيز كان يأخذ القيمة. قال: يدَعون قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويقولون: قال فلان؟! قال ابن عمر -رضي الله عنه-: “فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم-… “، وقال الله: (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) (النساء:59)، وقال: قوم يردون السنن، ويقولون قال فلان، وقال فلان!”.
ما أحوجنا في هذه الأزمنة أن نرد للدليل هيبته، وأن نجعل مِن قول الإمام أحمد هذا منهجًا لحياتنا، ونذكركم برابط طريقة عمل القطايف.
وصلنا لنهاية شرح هذا التقرير ما هي زكاة الفطر وما هي مقدارها ؟ وكيفية إخراجها في هذا العام 2023.
تعليقات