لماذا نصوم رمضان؟
سؤال يردده الكثير من المتأملين في أحوال الحياة الدنيا، وهو “لماذا نصوم رمضان؟”، والإجابة على هذا السؤال يجب أن تكون منطقية، ولا مجال فيها للريب أو الشك، وذلك لأن الكثير من أبناء المسلمين حول العالم، ولا سيما أولئك الذين يعيشون بين ظهراني الغير مؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم، فالسؤال أتى من غير المؤمن للمؤمن، فسأل المؤمن نفسه “لماذا نصوم رمضان؟”، وقد يكون السؤال من قبيل الشبهة التي تقذف شؤم الشك على الشاب أو البنت المسلمة، وفي حقيقة الأمر، فإنه ليس هناك في الإسلام شئ غير مقبول المعنى، أو شئ غير منطقي، ولكن الحكمة والسبب قد يعلمه البعض، لكن البعض الآخر لا يعلمه، وكل بحسب يقينه وقوة إيمانه.
وهنا لابد من الإجابة المنطقية، حتى يزداد المسلم الصائم إيماناً، قال الله تعالى ” قال أولم تؤمن، قال بلى ولكن ليطمئن قلبي”.
وقال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”. فكان السبب الرئيسي لفرض الصيام هو لنكون من الأتقياء لله. ولعل الحديث القدسي الذي رواه النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن رب العزة سبب منطقى لمن ألقى السمع وهو شهيد. قال رسول الله عن رب العزة “كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي. وأنا أجزي به، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب. فإن سابه أحد أو قاتله، قليقل: إني امرؤ صائم. والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه”. رواه الإمام البخاري.
لماذا نصوم رمضان؟ إليك فضائل وفوائد صوم رمضان
وردت الأحاديث النبوية التي توضح فضل الصيام متضمنة الأسباب المنطقية خلف الصيام، وأهمها التقوى. وذلك لأن الصائم يصوم يومه كسر بينه وبين ربه، وإلا فإنه من الممكن أن يصوم العبد بينه وبين الناس. ولا يأكل ولا يشرب، لكنه في السر يأكل ويشرب حيث لا يراه أحد، لكن الله يراه وهو المطلع عليه وعلى سرائره.
إذا؛ فالصيام سر بين العبد وربه، ولذلك جعله الله له، فقال: ” كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي، وأنا أجزي به.. الحديث”.
وفي النقاط التالية نعرض إليك أبرز فضائل الصيام من استنباطات العلماء من مجموع الأحاديث النبوية الثابتة والصحيحة.
- أولاً: الصيام جُنة، والمعنى الواضح لكلمة جنة، هو أنه حماية لصاحبه من النار.
- ثانياً: اختص الله عبادة الصوم لنفسه دون سائر العبادات، فهو سر بين العبد وربه، وفيه يكون الإخلاص الصافي الذي لا شائبة فيه.
- ثالثاً: وعد الله الصائمين جزاءً موفوراً من عنده بغير حساب، وللصائمين باب من أبواب الجنة، يدخل منه الصائمون إلى الجنة بشكل مخصوص. واسمه باب الريان.
- رابعاً: الصوم يجمع جميع أصناف الصبر (صبر عن الفواحش من القول، صبر عن شهوة الفرج، صبر عن شهوة الطعام والشراب.. إلخ). قال تعالى : “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب”.
- خامساً: الصائم له فرحتان، وهما: إذا أفطر، فرح بفطره، وإذا لقي ربه يوم القيامة، فجزاه خيراً عن صيامه، فكان فرحا له بصومه في الدنيا.
- سادساً: الصيام وحده يعتبر من المدارس الجليلة للإسلام، ففيه يتربى المرء على التقوى. والتي بها يتجنب الاخلاق السيئة، ويتحلى بالأخلاق الراقية الحسنة.
- سابعاً: خلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك، والخلوف هو تغير رائحة الفم، وننطقه بضم حرف الخاء.
وفي الختام، نرجوا من الله، أن يوفقنا لصيام شهر رمضان 2023 القادم بمشيئة الرحمن، وأن يبلغنا فيه رضاه، وأن يهدينها إلى سواء السبيل فإنه ولي ذلك والقادر عليه، ونرجوا أن نكون قد أصبنا الهدف، وأجبنا عن السؤال، لماذا نصوم رمضان؟.
تعليقات