أهداف العام الجديد بين الخيال والقدرة على التحقيق
مع بداية العد التنازلي لعام 2017 الذي أوشك على الإنتهاء وبإقتراب قدوم عام جديد، يعكف معظم الناس على وضع قائمة بأهداف وخطط جديدة للعام الجديد، والتي غالباً ما تهدف إلى التطوير من الذات إلى الأفضل وتلافي أخطاء الأعوام السابقة. القيام بهذل الأمر هو منهج إيجابي جميل للعمل على التطوير الذاتي وتحقيق الأهداف واستقبال العام الجديد بروح جديدة متحمسة وإيجابية. ولكن في بعض الأحيان قد يقع البعض في فخ المبالغة والمثالية فتبدو الأهداف صعبة التحقيق وهو ما قد يسبب بعض الإحباط.
ولتجنب حدوث ذلك، عليك أن تتعلم تقبُّل ذاتك ومعرفة حجم قدراتك مع أخذ التطوير مرحلة صغيرة بعد أخرى حتى لا تصاب بخيبة أمل. أولاً، عليك أن تدرس أهداف العام الماضي وتنظر إلى ما استطعت تحقيقه بالفعل والعمل على إكمال أي نقاط لم تتحقق بإدراجها في لائحة العام الجديد.
ثانياً، كن لطيفاً مع ذاتك بشأن ما لم تستطع تحقيقه من أهداف بسبب التأثيرات الخارجية سواء أكانت مادية أو مجتمعية أو تتعلق بأي عوامل أخرى خارجة عن سيطرتك. فمثلاً إن كنت تطمح للسفر ولم يتحقق الأمر بسبب عوامل مادية، ركّز على أولويات وبنود الصرف في حياتك أولاً وعندما تتأكد من إنجازها بالكامل، بإمكانك البدء في إدّخار بعض المال الفائض بين الحين والآخر حتى تكتمل خطتك بنجاح وعلى مهل ودون تعجُّل.
كذلك بإمكانك دائماً البحث عن بدائل؛ يمكنك القيام بسياحة داخلية مثلاً أو إن كان السفر بهدف التعليم أو العمل، قم باستغلال وقتك الراهن في العمل على ذاتك بحضور دورات تدريبية أو عمل أبحاث في مجالك حتى تتسنى فرصة السفر.
وكما أن في كثير من الأحيان قد ترتبط أهدافنا بالرغبة في التغيير الشخصي أو التغلب على بعض العادات السيئة كالتدخين، أو عدم القدرة مثلاً على إنقاص الوزن أو الوصول لصورة مثالية في مخيّلتنا، فإنّه بإمكاننا دائماً البحث عن ثغرات أدت لضعف العزيمة أو الإرادة والتغلب عليها بمساعدة أنفسنا ومساعدة من حولنا من الأصدقاء والعائلة والمختصين، حيث تلعب المشاركة دائماً دوراً هاماً في تحقيق الأهداف بشكل أفضل وأسرع.
ومع بداية العام الجديد، يطمح دائماً الطلبة للتفوق؛ وغير المرتبطين إلى الإرتباط، وأصحاب العائلات إلى تحقيق حياة أفضل مع الشريك والأولاد وهي الأهداف التي نستطيع وصفها بأهداف المدى البعيد. حيث يجب أن نأخُذ دائماً في الاعتبار أن الأمور لا تتغير فجأة وأن علينا دائماً الإنصات لصوت الآخرين وإشراكهم معنا في تحقيق الأهداف عاماً بعد الآخر وليس على وجه السرعة لتجنب حدوث الإحباط من التسرُّع في اتخاذ القرارات خاصة تلك المتعلقة بالدراسة والعلاقات الشخصية والأسرية.
فإن كنت طالباً، قُم بتحديد نقاط قوّتك في مجالات الدراسة والعمل على اهتماماتك التى بإمكانك التفوّق بها وهو ما من شأنه إرشادك إلى الطريق الصحيح في اختيار تخصصك والتفوّق به. كذلك الأمر في الشئون العائلية والارتباط، حيث يعمل جميع الأفراد على تذكر النقاط الإيجابية في حياتهم وكيف من شأنها تعزيز وترسيخ علاقاتهم على مدي السنوات.
وأخيراً وليس آخراً؛ تذكّر جيداً ألاّ تقارن تجربتك ونجاحاتك واخفاقاتك بالآخرين من حولك، لأننا جميعاً مختلفون وتحكمنا ظروف وعوامل محيطة مختلفة تماماً فلا تتأثر أبداً بما حولك وضع دائماً تجربتك الفريدة بكل تفاصيلها الخاصة نصب عينيك حتى تستطيع تحقيق ما تريده أنت من نجاح وليس ما قد تتوهم أنه نجاح لدى الآخرين.
فالمقارنات لا تحقق النجاح ولكن ببساطة؛ الواقعية، المشاركة، التعلُّم من الأخطاء السابقة هو سبيلك الحقيقي لتحقيق الأهداف والخطط الناجحة.
وكل عام والجميع بسعادة ونجاح وأمنيات طيبة للجميع في عام جديد سعيد.
تعليقات